حلب.. واقع قاس في مخيم النيرب يجبر الشباب على الهجرة
عام بعد عام يتناقص عدد الشبان في مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين بمدينة حلب شمال سوريا، مع توجه غالبيتهم للهجرة خارج البلاد، معرضين أنفسهم لمخاطر عدة من الابتزاز والاعتقال أو قد تصل لدرجة الموت غرقا أوفي غابات أوروبا.
قبل أيام تمكن ناشطون فلسطينيون في مدينة أعزاز شمال سوريا من إطلاق سراح اللاجئ الفلسطيني "فراس" 27عاما، من سجون حرس الحدود التابع للمعارضة السورية، بعد اعتقاله من قبل الجندرمة التركية فور وصوله إلى أوتوستراد مدينة كيليس جنوبي تركيا وإعادته للشمال السوري، بعد أن تركه المهرب هناك مع وصول الدورية التركية.
يقول فراس في حديثه لـ"قدس برس"، اليوم الخميس، "بدأت رحلتي مع مجموعة من شباب المخيم من حلب إلى منطقة دير حافر ومن ثم إلى ضواحي منبج الخاضعة للوحدات الكردية ومن ثم إلى مدينة الباب فمدينة أعزاز الخاضعتين للمعارضة السورية".
ورغم أن "تكلفة الرحلة بالحافلة لا تتجاوز 300 دولار أمريكي للشخص الواحد، إلا أنني أُضّررت لدفع ضعف هذا المبلغ لحواجز الأمن السوري حيث تم احتجازنا مدة 5 أيام ومنع عنا الطعام وتم ابتزازنا بشكل كبير وأخذوا جوالاتنا فعاش أهلنا فترة عصيبة في تلك الفترة".
وأضاف "بدأت الأمور تزداد تعقيدا من محاولتنا الأولى لاجتياز الحدود، حيث يتوجب علينا تسلق الجدار الحدودي ثم اجتياز خندق كبير بعمق 6 أمتار زمن ثما فاصل من الأسلاك الشائكة".
وأردف ثم "بدأنا بالركض مدة نصف ساعة حتى وصلنا الأوتوستراد وهناك تم اعتقالنا وتسليمنا للجانب السوري حيث بقينا مدة يومين قبل أن يفرج عني بكفالة".
يقول فراس "بعد خروجي من السجن منعنا المهرب من التواصل مع أحد أو الخروج إلى أي مكان وبقينا في أعزاز مدة أسبوعين قبل أن تنجح محاولتنا الثانية في عبور الحدود، بانتظار الخطوة الأهم وهي الوصول إلى أوروبا".
واقع أسود
بينما تمكن فراس من عبور الحدود إلى تركيا، لا يزال اللاجئ الفلسطيني "نضال" يُعدّ العدة للرحيل، فقد باع منزله على أطراف المخيم، وبدأ يجري اتصالاته هنا وهناك استعداد لرحلة الهروب من البؤس إلى المجهول!
وعن أسباب هجرة الشباب من المخيم أوضح نضال في حديثه لـ"قدس برس"، أن "الحياة باتت مستحيلة في حلب بشكل عام وفي المخيم بشكل خاص، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والغلاء الفاحش وندرة فرص العمل، ناهيك عن الانفلات الأمني وتسلط مافيات تتبع لأجهزة مختلفة على أرزاق الناس".
وأضاف "فكرت بشراء سيارتين وتأجيرهما ولكن مع دراسة الأمر تبين أن هذا المشروع بالكاد سيؤمن لي معيشتي أنا وزوجتي وولدي".
وأشار إلى أنه "يحتاج يوميا ل 150 ألف ليرة (10$) بالحد الأدنى وهو ما يصعب تأمينه في ظل هذه الأوضاع الحالية".
ووثقت مجموعة "العمل من أجل فلسطينيي سوريا" (حقوقية غير حكومية)، هجرة أكثر من 50 شابًا من المخيم في الأشهر الثلاثة الماضية، بتكلفة قد تصل إلى 3 آلاف دولار للشخص الواحد تشمل وصوله إلى الشمال السوري ومن ثم تركيا.