الجالية العربية في بريطانيا تبحث توحيد الجهود لمناصرة غزة

ناقش العشرات من ممثلي الجالية العربية في بريطانيا، كيفية التضامن مع الشعب الفلسطيني والمضي قدماً في مخاطبة الحكومة البريطانية من أجل تغيير موقفها تجاه ما يجري في غزة.
كما ناقشوا كيفية تنظيم صفوف الجالية وعقد مؤتمر شامل وجامع وموسع يجمع شرائح أوسع من البريطانيين العرب، وخاصة الشباب وأبناء الجيل الثاني المولودين على الأراضي البريطانية.
وجاءت هذه المداولات خلال أمسية رمضانية خاصة نظمها "مؤتمر الجالية العربية" في بريطانيا، إلى جانب منتدى التفكير العربي ومنصة "عرب لندن"، كما حضرها السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط.
وقال زملط، إن "تفتيت الهوية العربية المشتركة كان جزءا من المشروع الصهيوني، ونجحوا بكل أسف في بعض الأماكن وبعض الأحيان".
وأضاف أنَّ "فلسطين كانت دائماً في قلب العمل العربي، ولذلك فان هذه الهوية هي الخندق الذي يدافع عن شعبنا الفلسطيني".
ولفت زملط ، إلى "دور الجالية العربية المهم في شرح الرواية الفلسطينية وترويجها للرأي العام"، وقال إن "هذا العدد من الأصوات والمتحدثين القادرين على شرح السردية الفلسطينية غير مسبوق، وغير مسبوق أيضاً هذا التضامن والمناصرة للشعب الفلسطيني في بريطانيا، وفي يوم من الأيام كان هناك مليون شخص في شوارع لندن من أجل فلسطين ومن أجل غزة، وهذا تاريخ يُسجل، وأعتقد أننا يجب أن نكون فخورين بهذا التاريخ الذي يتم تسجيله".
وشارك في مداولات "مؤتمر الجالية العربية" ممثلون عن "رابطة الجالية الفلسطينية في بريطانيا"، الى جانب الرئيس السابق لحركة التضامن مع فلسطين كامل حواش، ورئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا صباح المختار، ورئيس مؤسسة قرطبة لحوار الحضارات أنس التكريتي، ورئيسة أكاديمة الثقافة والفنون العربية في لندن زينب الجواري، إضافة الى الصحافي في قناة الجزيرة ماجد عبد الهادي وعدد كبير من الأكاديميين والصحافيين والكتاب والمحللين من أبناء الجالية العربية في بريطانيا.
وتداول الحضور في عدد من الأفكار والتطلعات التي تتعلق بالجالية، ومن بينها المراسلات التي دارت أخيرا بين "مؤتمر الجالية العربية" ومكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حول الأوضاع في غزة، والدعوة الى تغيير الموقف البريطاني مما يجري في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك ضرورة وقف إطلاق النار ووقف تصدير الأسلحة لدولة الاحتلال الاسرائيلي.
كما كشف منتدى التفكير العربي عن كتاب "البريطانيون العرب: تحديات وتطلعات"، والذي تم توزيعه على أعضاء المؤتمر، تمهيداً لتوزيعه على المكتبات العامة وإرساله الى عدد من كبار الشخصيات في بريطانيا والعالم العربي، ويتضمن الكتاب ما تم إنجازه حتى الان من جهود من أجل توحيد وتنظيم الجالية العربية في بريطانيا.
وقال رئيس منتدى التفكير العربي، ورئيس تحرير منصة "عرب لندن" محمد أمين خلال كلمة الافتتاح إن "إسرائيل بعد ستة شهور من الحرب على غزة خسرت معركة الرأي العام، وهو ما يجعل وجودنا كجالية عربية في هذه البلاد وجود مؤثر جداً". ولفت الى أن "هذه الشهور الستة كانت الأصعب على الجالية العربية التي تتابع ما يجري في الأراضي الفلسطينية، لكن الجيد هو أن اسرائيل فشلت في إبادة الشعب الفلسطيني، لأنها ببساطة فشلت في ذلك منذ العام 1948".
يشار الى أن "مؤتمر الجالية العربية" تأسس في صيف العام 2023 بمبادرة من منتدى التفكير العربي ومنصة "عرب لندن" التي تعتبر الموقع العربي الأكبر والأشهر الذي يُعنى بالجالية العربية في بريطانيا والتي تأسست في العام 2018، فيما يُنظم "منتدى التفكير العربي" عدداً من الفعاليات الدورية من بينها "مهرجان التراث الفلسطيني" الذي ينعقد سنوياً في لند ويعتبر الفعالية الأبرز للجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة، كما أنه يجمع تحت سقفه أغلب الجاليات العربية.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 33 ألفا و175 شهيدا، وإصابة 75 ألفا و886 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.