بعد احتجازها سفينة تابعة للاحتلال.. هل ستجبر إيران الأمريكيين على التفاوض؟
في حادثة لم تكن الأولى من نوعها، احتجز الحرس الثوري الإيراني صباح اليوم السبت سفينة شحن تابعة للاحتلال الإسرائيلي، في مضيق هرمز، إلا أن هذه الخطوة جاءت بعد التحذيرات الأمريكية المتصاعدة برد إيراني وشيك على استهداف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق مؤخرا.
ويرى المحلل السياسي مأمون أبو عامر أن "خطوة احتجاز السفينة ليست معزولة عن حالات التوتر التي تحدث عادة في المنطقة، والتي تلجأ إليها إيران في كل مرة لتوجيه رسائل للأمريكان والمجتمع الدولي بأن أي محاولة للهجوم على إيران فإن مضيق هرمز سيغلق".
وأشار إلى أن "احتجاز السفينة اليوم هي رسالة ليست رسالة للاحتلال الإسرائيلي بقدر ما هي رسالة للولايات المتحدة، بأن تدخلكم يعني أزمة إقتصادية خانقة، علاوة عن أزمة النفط والغاز التي تعاني منها أوروبا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية".
وأكد أبو عامر أن "إيران تريد جر الولايات المتحدة لطاولة التفاوض وبالتالي ستجد الولايلات المتحدة نفسها أمام خيارين إما خيار المواجهة إذا قامت إيران بقصف الاحتلال فإنها ستضطر إلى الدفاع عنه خاصة إذا تجاوز الحد الذي لا يقود إلى تصعيد أكبر، أو إذا قام الاحتلال بالرد، وهنا لا بد من الحديث عن الردود الإيرانية (الإسرائيلية) وماهي معايير الاحتلال في الرد ".
واستبعد ابو عامر أن "يكون هناك تحرك إيراني في الخليج في حال كان الرد (الإسرائيلي) ردا دفاعيا كاعتراض الصواريخ الإيرانية".
وأضاف "المشكلة في حال أقدمت الولايات المتحدة بقصف إيران، وحينها ستتحرك إيران في الخليج، وهو ما سيؤدي إلى ضربة قوية للاقتصاد العالمي خاصة اقتصاد الدول الغربية".
وأشار إلى أن "أخطر ما في الأمر الذي يدفع الولايات المتحدة والاحتلال أن لا يقبلوا هذه المعادلة، هو أن تكون إيران بيضة القبان في وقف العدوان على غزة وهو ما سيشكل كارثة على مفهوم الأمن (الإسرائيلي) والهيمنة الامريكية في المنطقة".
من جانبه يرى مدير مركز "الزيتونة للدراسات والاستشارات"(مقره بيروت) محسن صالح، أن "احتجاز السفينة مؤشر على قدرة إيران وإمكاناتها في الرد دون الانجرار لحرب إقليمية مفتوحة من خلال رد عسكري واسع وقوي".
ولفت إلى أن "مسألة احتجاز السفينة لا يمكن أن تكون مؤشرا كافيا للدخول في مفاوضات ذات طبيعة إستراتيجية ولذلك يقرأ على أنه سلوك مبدئي لا يلغي حق الانتقام لدى الجانب الإيراني وليس هو السقف الذي تلتزم فيه إيران لكن تستخدمه للتفاوض عبر أطراف وسيطة كسويسرا وقطر، وقد يفضي هذا التفاوض لوقف العدوان على غزة، خاصة وأن الرغبة الدولية تميل إلى هذه الأجواء".
وأضاف "وبالتالي سيظهر الضغط الإيراني كعنصر مقبول في البيئة الإقليمية والدولية، ويحقق لهم مكسبا سياسيا مهما".
وأعلنت إيران، اليوم السبت، احتجاز سفينة شحن تابعة للاحتلال في الخليج العربي، فيما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن طهران "ستتحمل عواقب تصعيد الوضع"، وذلك وسط ترقب بشأن "ضربة انتقامية" إيرانية تجاه "إسرائيل"، رداً على قصف تل أبيب لقنصلية طهران في دمشق في الأول من الشهر الجاري.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، إن "واشنطن على علم بتقارير الاستيلاء على السفينة"، مشيراً إلى أن بلاده "تراقب الوضع".
وأوضحت وكالة /تسنيم/ الإيرانية ، أن "سفينة الشحن MSC Aries التي احتجزتها البحرية الإيرانية، ترفع علم البرتغال، وتديرها شركة Zodiac Maritime المملوكة للملياردير (الإسرائيلي) إيال عوفر، ومقرها العاصمة البريطانية لندن".
وأفادت بأن "السفينة المحتجزة سيتم قطرها إلى المياه الإقليمية الإيرانية".
يأتي ذلك في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 33 ألفا و 686 شهيدا، وإصابة 76 ألفا و 309 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.
