عقب هجوم المستوطنين .. ناشطون يتساءلون أين أجهزة أمن السلطة!

في الوقت الذي يواصل فيه مئات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال منذ أمس الجمعة هجومهم على بلدات وقرى شمال شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية وجنوب مدينة نابلس، تعالت الأصوات المنتقدة لأداء السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي التزمت الصمت المطبق وبقي عناصرها في مقراتهم، عوضا عن الدفاع عن أبناء شعبهم وصد الهجوم الذي يشنه المستوطنون.
ولقيت تصريحات رئيس الوزراء في حكومة السلطة محمد مصطفى بالايعاز للجهات المختصة بتقديم ما يلزم لأهالي القرى المنكوبة، موجة من الانتقادات والردود المستهجنة من الفلسطينيين الذين أكدوا أن "السلطة لم تقم يوما بحماية شعبها، بل على العكس تماما ساندت الاحتلال ونسقت معه سرا وعلانية ضد المقاومين".
وأدى هجوم المستوطنين الأخير إلى استشهاد الشاب جهاد عفيف أبو عليا في بلدة المغير قضاء رام الله، وإصابة العشرات بالرصاص، كما أقدم المستوطنون على حرق عدد كبير من المنازل والمركبات، ما دفع بالنشطاء والمغردين للتساؤل عن "دور السلطة الفلسطينية وغيابها في حماية أهالي القرية والقرى المجاورة من هجمات المستوطنين".
ونشر ناشط مقطع فيديو يبدي فيه رغبته بالعمل على صنع نوافذ لتركيبها على شبابيك منازل الفلسطينيين، في إشارة منه لما قام به جهاز الأمن الوطني العام الماضي حينما اكتفى بعد انتهاء هجوم المستوطنين على قرية برقة شمال نابلس "بتركيب نوافذ للمنازل التي هاجمها المستوطنون وحرقوها"، بدلا من صد الهجوم والدفاع عن أبناء شعبهم الأعزل.
فيما نشر ناشط آخر من قرية دوما، في نابلس أيضا، التي يتركز عليها هجوم المستوطنين منذ الأمس، مقطع فيديو وهو يذكّر السلطة الفلسطينية بالتحذيرات التي أطلقتها حركة حماس بضرورة الاستعداد لمقاومة المستوطنين وهجماتهم، وتابع "حماس وكتائب القسام حذرتكم، بس انتو ما رديتوا عليها... خليكم نايمين، والله يحيي طوفان الأقصى".
بدورها، نشرت إحدى الناشطات: "حماية الفلسطينيين ليست على جدول أعمال (سلطة أوسلو)، شباب قرية المغير ارفعوا راية حماس وقتها ستتدخل السلطة لحمايتكم".
فيما كتبت الصحفية ليلاس سويدان: "كالعادة السلطة الفلسطينية لا تفعل شيئا ولا تحمي سكان قرية المغير من هجمات المستوطنين وجرائمهم.. السلطة التي تدين نهج المقاومة تسير على نهج حماية المحتل وتصف سلوكها بالعقلانية".
وكتب أخر: "فتح تدعو (الشعب) للنفير العام للدفاع عن بلدانهم وقراهم... طيب الشعب طلعوا وواجهوا المستوطنيين بالحجارة وما قصروا، بس وين أجهزتكم الأمنية اللي ماخذه ثلث ميزانية السلطة؟ وين الجيبات والمصفحات اللي نزلت على مخيم نور شمس ومخيم جنين؟ وين سلاحكم اللي بطلع وقت قمع الشعب!"
ويؤكد ناشط آخر أن "ما يحدث من عربدة للمستوطنين نتاج ما قامت وتقوم به السلطة منذ أن جاءت عام 94، لم يتبق قطعة سلاح واحدة بيد الشرفاء واعتقل وطورد كل من فكر بمقاومة المستوطنين حتى وصلنا مرحلة أن يذبح الناس داخل بيوتهم كالنعاج دون مقاومة".
وتشير الأرقام الصادرة عن وزارة المالية التابعة للسلطة إلى "استحواذ الأمن على 22.7٪ من النفقات، وإلى استحواذ الموظفين الأمنيين على 35.5٪ من مجموع رواتب موظفي السلطة".