تقرير: مبادرات وحملات تضامن بغزة لمساعدة نازحي رفح

دعا عدد كبير من النشطاء والشخصيات المؤثرة في غزة، لتكثيف التضامن مع النازحين القادمين من رفح نحو مناطق خان يونس والمعسكرات الوسطى، بعد أن عجز الكثير منهم عن توفير أجرة النقل، أو توفير مكان للمبيت.

"رد المعروف لأهله" تحت هذا الشعار، انهالت مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات للوقوف والتعاضد مع أهالي رفح، التي احتضنت طيلة الأشهر الثمانية نصف سكان القطاع كنازحين داخلها.

التبرع بأراضي لتوفير مبيت

من بين الحملات التي لاقت رواجا وترحيبا واسعا، مبادرة التبرع بأراضي خاصة لإقامة خيام عليها لتوفر مبيتا للنازحين.

ليس هذا فحسب فقد شملت المبادرات تخصيص الأراضي بما فيها من منافع كآبار المياه، ودورات المياه صممت بتبرع كريم وسخي من أصحابها للانتفاع العام.

وبالنظر للعدد الضخم من النازحين القادمين من رفح نحو مناطق خان يونس ومعسكرات وسط القطاع، فإن مشكلة الأراضي تعد تحديا بالنسبة للكثير من الأسر، إذ اضطر بعضهم لإقامة خيامهم على بعد أمتار قليلة من شاطئ البحر، وآخرون اضطروا لإقامة خيامهم على أنقاض بيوت سويت بالأرض نظرا لندرة الأراضي وقلة مساحتها.

تحمل تكاليف النقل

حملات أخرى أطلقها مبادرون من غزة وهي التكفل بأجرة نقل المواطنين من رفح نحو مناطق النزوح، نظرا لارتفاع أجرة النقل وعدم قدرة العديد من العائلات على تحمل تكاليفها.

سائقون انضموا لهذه المبادرة وأعلنوا تنازلهم عن أجرة نقلهم، مقابل توفير الوقود سولار أو غاز، من قبل الأسرة التي ترغب في النزوح أو من متبرعين.

السائق أبو مراد الصيفي أحد المشاركين لهذه المبادرة قال لـ"قدس برس" "على مدار أكثر من نصف عام، أظهر أهالي رفح أنهم على قدر المسؤولية، تحملونا كنازحين فتحوا لنا بيوتهم قدموا كل ما لديهم من موارد يمكن تقديمها لنا، ونحن نرد لهم هذا المعروف.

وأضاف "نقدر عاليا حجم الضغوط التي يتعرض لها النازحين نظرا لارتفاع تكاليف النقل، ومبادرتنا تقوم على اسقاط حقنا وتنازلنا عنه للتخفيف عن كاهل الأسر".

بيوت تفتح أبوابها لاستقبال النازحين

السباق نحو الخير من قبل أهالي القطاع لخدمة النازحين من رفح تجاوز حدود الوصف، رغم قلة الإمكانات المتوفرة، إلا أن الأهالي حاولوا تقديم ما يمكن تقديمه لخدمة المدينة المنكوبة.

حالة التعاضد والتكافل التي عبر عنها أهالي القطاع، تعكس روحا أصيلة فيهم، فقد فتح العشرات بيوتهم، مرحبين بأخوتهم الذين انقطعت بهم السبل.

أبو صبري المغنى صاحب إحدى صالات الأفراح قال لـ"قدس برس": "لم أجد ما أقدمه لأهالي رفح بعد أن دمر الاحتلال بيتي في خان يونس، ولم أتمالك نفسي وأنا أشاهد المئات من النازحين يفترشون الأرض في العراء، ففتحت أبواب صالة الأفراح المدمرة جزئيا لمبيت النساء والأطفال".

تجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن صباح الثلاثاء، بدء عملية عسكرية في رفح زعم أنها "محدودة النطاق"، وتوجيه تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بإخلاء شرق المدينة قسرا والتوجه إلى منطقة المواصي جنوب غرب القطاع.

وبالتزامن مع ذلك، بدأت طائرات الاحتلال الحربية بشن غارات على المناطق الشرقية لمدينة رفح، وسط قصف مدفعي عشوائي، استهدف عددا من المنازل، وأسفر عن شهداء وإصابات، لم تستطع الطواقم الطبية الوصول إليها بسبب كثافة قصف الاحتلال.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 34 ألفا و904 شهيدا، وإصابة 78 ألفا و514 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
ترامب: وقف إطلاق النار في غزة "وشيك"
يونيو 27, 2025
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريبا"، مرجحا أن يتم إبرامه خلال الأسبوع المقبل. وأضاف ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالا باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، أنه تحدث أخيرا مع عدد من الأطراف المعنية بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا
غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا يجب أن يكون "حكما بالإعدام"
يونيو 27, 2025
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وأكد غوتيريش أن السعي للحصول على الطعام لا يجب أن يُعرّض الناس للموت، محذرا من أن آليات توزيع المساعدات الحالية في القطاع تؤدي فعليا إلى قتل المدنيين. وقال في تصريح للصحفيين من نيويورك: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا