وفاء جرار ... حرية بلا قدمين!
رام الله (فلسطين) - قدس برس
|
مايو 31, 2024 3:18 م
أقل من عشرة أيام هي الفترة بين اعتقال الفلسطينية وفاء جرار، وبين إصابتها ومن ثم بتر قدميها، وصولا إلى إصدار الحكم الإداري بحقها، وانتهاء بالإفراج عنها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تنصلت من جريمة الاعتقال والإصابة.
واتهمت عائلة جرار الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة اغتيال وقتل ابنتها الأسيرة المحررة وفاء أولا من خلال تعمد اعتقالها في أثناء العملية العسكرية وسط الاشتباكات المسلحة التي حصلت وقت اعتقالها، ومن ثم التنصل من علاجها بعد أن أصيبت بجراح بالغة بقدميها أدت إلى بترها.
بدورها قالت زيتونة جرار ابنة المصابة والأسيرة المحررة وفاء لـ"قدس برس" إن الاحتلال أصر على نقل والدتها الأسيرة الجريحة من العناية المكثفة في مستشفى العفولة إلى الضفة الغربية في محاولة لإخلاء مسؤوليته عن وضعها الصحي الخطير، حيث اُسْتُلِمَت أمس الخميس من أمام حاجز الجلمة؛ ومن ثم نُقِلَت لمستشفى "ابن سينا" في جنين.
وعن حالتها الصحية قالت: "الآن والدتي تتلقى العلاج بمستشفى ابن سينا، لا يوجد تصور واضح حول حالتها الطبية حاليا، ولكن وضعها مستقر".
وذكرت زيتونة أنه عدا عن بتر قدمي والدتها فهي تعاني إصابة في العمود الفقري لم يحدد حتى الآن نسبة الضرر الناتج عنها والجميع بانتظار استفاقتها من البنج الذي تخضع له منذ إصابتها، لعمل صورة رنين مغناطيسي وتحديد مدى الضرر الناتج عن الإصابة في العمود الفقري".
وأكدت زيتونة أن ما حصل مع والدتها "لم يكن محض صدفة، بل هو عملية اغتيال مقصودة وإيذاء مع سبق الإصرار، كيف لا وهي والدة الشهداء والأسرى التي لم تترك بيت شهيد أو أسير إلا وأمته برفقة الأمهات والعوائل المكلومة".
وأكملت: "والدتي كانت تعمل بصمت في مواساة الجميع ومساعدة من يحتاج المساعدة، فهي أول الواصلين إلى بيوت أجر الشهداء ومنازل الأسرى والجرحى".
وتابعت: "العائلة كلها مستهدفة ففي الوقت الذي تجلس والدتي على سرير الإصابة والشفاء يقبع والدي في سجون الاحتلال، ولا ندري إذا ما كان بلغه ما حصل مع رفيقة دربه أم لا".
وتابعت زيتونة: "لطالما تحدثت والدتي بعبارات المواساة لأمهات الشهداء، وكانت تقول لهم أننا جميعنا مشاريع شهادة، وها هي اليوم تبرهن للجميع أن ضريبة المواقف ليس فقط شهداء ترتقي أو أسرى تعتقل، بل أيضا أطراف من الجسد مسلوبة بفعل جرائم الاحتلال".
وختمت: أنا على يقين أن والدتي عندما تفيق من التخدير العلاجي، ويعود إليها وعيها ستكون مدرسة كما المعتاد في الصبر، وستقول لنا جميعا أن فقدها لقدميها هبة للرحمن في سبيل الأقصى والمسرى والشهداء".
بدوره حمل "نادي الأسير" الفلسطيني سلطات الاحتلال مسؤولية ما حصل مع جرار، مؤكدا أن الاحتلال لم يكتف بجريمة اعتقالها وإعلانه عن إصابتها لاحقا وما نتج عنها وتحويلها للاعتقال الإداري، بل تنصل من استكمال علاجها.
تجدر الإشارة إلى أن وفاء جرار أم لأربعة أبناء، وهي زوجة المعتقل الإداريّ عبد الجبار جرار، المعتقل منذ شهر شباط/ فبراير الماضي.