محللون ..تهديدات بعض وزراء "اليمين المتطرف" لدى الاحتلال بالاستقالة تهدف لإفشال أي صفقات مقبلة

وصف متابعون ومحللون التقتهم "قدس برس"، اليوم الإثنين، تهديدات بعض وزراء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال بالاستقالة، بالتهديدات الجدية الهادفة إلى ممارسة مزيد من الابتزاز السياسي تجاه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بهدف إفشال أي جهود لإبرام صفقات او عقد هدن مع المقاومة في غزة.
حيث قال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات، إن "التهديد بالاستقالة من قبل قادة اليمين لا يمكن أن يخرج في الوقت الحالي لحيز التنفيذ".
وأضاف أن "من مصلحة الوزراء والأحزاب الدينية الصهيونية أن تبقى في النظام السياسي وفي الحكومة ومجرد خروجها سوف تفقد هذا الامتياز في أي انتخابات المقبلة".
وتابع "مواقفهم هي للابتزاز السياسي الداخلي حتى يكون هناك ثمن يمكن أن يحصلوا عليها مقابل صمتهم أو تمرير اتفاقية، أو أي مطالب سياسية فهم يستغلون حاجة نتنياهو لهم".
وأشار إلى أن "المجتمع (الإسرائيلي) الذي يميل إلى التعصب إلايدلوجي والفكري والديني، يمثل ربما عاملا مساعدا لهم للتشدد في مواقفهم باتجاه ابتزاز نتنياهو ويدفعهم بأن يظهروا أنفسهم أمام المجتمع بأنهم قادرون على تحصيل مواقف أكثر تشددا وأكثر تطرفا".
من جانبه قال عزام أبو العدس الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي، إن "تهديدات اليمين حقيقية، هم يحافظون على جمهورهم التقليدي جمهور اليمين الذي يصوت لهم بشكل تلقائي، وبالتالي قواعدهم الجماهيرية لن تتضرر".
وأضاف "استطلاعات الرأي أفادت بأن سموتريتش وبن غفير زادت شعبيتهما لدى الصهيونية الدينية ولدى المستوطنين وقطاعات من اليمين بسبب مواقفهم المتشددة وبالتالي يعني انسحابهم من الحكومة لن يؤثر عليهما في ظل وجود قطاعات لا زالت تدعمهم".
ونبه أبو العدس إلى أن "سموتريتش اجتمع بشكل فعلي مع الهيئة الدينية لحزب الصهيونية الدينية وطلب منهم فتوى بخصوص الانسحاب من الحكومة وأشار عليه بأنه إذا تمت الصفقة بشكلها الحالي فهذا يعني انسحابها أو انسحابهم من الحكومة".
وعن مستقبل اليمين قال أبو العدس "باعتقادي بأنه سيبقى في الحكم حتى العام 2026 وذلك للعديد من الأسباب، من ضمنها تفكك اليسار وضعفه وتحول المجتمع إلى مجتمع فاشي عنصري وزيادة العنصرية أكثر وأكثر في الشارع (الإسرائيلي)"،
وكان مايسمى وزير "الأمن القومي" في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير ووزير "المالية" بتسلئيل
، قد هدّدا السبت الماضي بإسقاط الحكومة الائتلافية إذا دخل نتنياهو في اتفاق بشأن غزة يتضمن إنهاء الحرب دون القضاء على "حماس"، حسب تعبيرهم.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 36 ألفا و479 شهيدا، وإصابة 82 ألفا و777 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.