قبيل العيد.. أسواق الأضاحي في تراجع والحل بالاشتراك بـ"سُبع العجل"

"هذه المرة الأولى التي لا أستطيع أن أوفر ثمن خاروف لذبحه كأضحية في العيد. لقد قفز سعره كثيرا مقارنة بالعام الماضي، هذا إضافة لكوني فقدت جزءا كبيرا من دخلي المادي جراء الأزمة الاقتصادية وعدم انتظام الرواتب لنا نحن الموظفين الحكوميين، لكن هذه سُنة عن رسول الله صل الله عليه وسلم، ولن اوقفها بإذن الله، لذلك سأشترك بثمن "سبع العجل"، مع ستة آخرين"... هذا ما قاله الموظف الحكومي مأمون رشيد من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

حيث أنه مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، يضع مربو الثروة الحيوانية وتجار المواشي يديهم على قلوبهم خشية من ضربة قاصمة قد يتعرضوا لها جراء تراجع كبير في إقبال أصحاب المزارعين والمواطنين على حد سواء- على شراء الخراف والأغنام والعجول للأضاحي، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية، إثر العدوان المتواصل على قطاع غزة من جهة، وعدم انتظام دفع السلطة الفلسطينية لرواتب الموظفين الحكوميين من جهة أخرى.

ونظرا لارتفاع أسعار الأضاحي، لجأ الكثيرون للاشتراك بذبح عجل وتقاسم ثمنه، بحيث يدفع كل واحد منهم ما قيمته "سبع العجل" والتي بلغت هذا العام 1350 شيكلا، أي نحو ثلاثمائة وخمسة وستين دولارا أمريكيا، بعدما حالت الظروف دون قدرة كل واحد منهم على التضحية بخروف، كما اعتادوا في كل عام، نظرا لظروفهم المالية الراهنة.

يقول رشيد -52 عاما-لـ “قدس برس": "لقد اعتدت منذ سنوات طويلة على ذبح خروف صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك اقتداءً بسنة النبي محمد صل الله عليه وسلم، لكن الحال في ظل صرف الحكومة لأنصاف الرواتب، لم اتمكن من توفير كامل ثمنه البالغ 2400 شيكلا أي 650 دولارا، ووجود الكثير من الالتزامات العائلية كان الحل بان اشتراك مع ستة أشخاص آخرين في ذبح عجل، بحيث يتكفل كل واحد بثمن "السُبع".

وفي هذه الحالة يحصل على كل مضح على 25 كيلوغراماً من اللحم الصافي.

من جهته، يبدي الحاج رزق جوهرية وهو من كبار مربي الثروة الحيوانية في مناطق الأغوار الفلسطينية، ولديه عدة حظائر ضخمة من عدم إقبال أصحاب المزارع والجزارين على شراء المواشي منه هذا العام، نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها فلسطين.

يقول: "هذا موسمنا الذي ننتظره مرة واحدة في العام، إذا ضاع فخسائرنا لن تعوض، لم يبق لعيد الأضحى سوى أيام، ولم تنقص حظائرنا إلا عشرات الخراف والعجول، صحيح أن الإقبال قد يزداد في الأيام القادمة وفي أول أيام العيد تحديدا، لكن هذا توقع وقد لا يصيب".

ويدرك الرجل طبيعة الأحوال الاقتصادية، ويقول: "نحن من الناس ونعيش بينهم، لكن المَزارع التي نملكها تحتاج منا لآلاف الأطنان من الأعلاف والمياه يوميا، هذا عوضا عن أجرة المزارعين والأطباء البيطريين، لقد ترددت كثيرا قبل جلب شحنة من الخراف والعجول، لكنني معتمد على الله أولا وأخيرا، ثم لقناعتي أن الشعب الفلسطيني لديه نزعة دينية والأضحية من الشعائر التي لا يفرط بها مهما جرى".

من جهته، يوضح رئيس جمعية التضامن الخيرية الدكتور علاء مقبول إلى أن الإقبال كبير على حجز "سُبع عجل" من المواطنين عامة والموظفين على وجه الخصوص، كونه في متناول كثير من الراغبين بالأضحية".

ويلفت إلى أنه رغم كل ما تشهده البلاد من أوضاع سياسية واقتصادية، إلا أن الخير موجود، وهناك من يجتهد لأن تبقى هذه الشعيرة حاضرة في مجتمعنا المسلم، والتي من خلالها تستطيع عشرات آلاف الأسر الفقيرة والمحتاجة من تناول اللحوم، المحرومة منها نظرا لارتفاع سعرها. 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"إسرائيل" تهدم أكثر من 1000 منزل فلسطيني في 3 مخيمات شمال الضفة منذ يناير
يونيو 28, 2025
كشفت لجنتان إعلاميتان فلسطينيتان، اليوم السبت، أن الجيش الإسرائيلي هدم أكثر من 1000 منزل فلسطيني في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية المحتلة، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية هناك في 21 كانون الثاني/يناير الماضي، والتي لا تزال متواصلة حتى اليوم. وذكرت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين، أن الجيش الإسرائيلي دمر أكثر من 600
مجزرة إسرائيلية جديدة بغزة.. 11 شهيدا بينهم طفلة من متلازمة داون
يونيو 28, 2025
استشهد 11 فلسطينيا بينهم طفلة مصابة بمتلازمة داون، اليوم السبت، في مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي بقصف سوق شعبي شرق مدينة غزة. وقال المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني بغزة، محمود بصل، "11 شهيدا وعشرات الإصابات بينهم حالات خطيرة، في قصف إسرائيلي على مدنيين في سوق شارع يافا بحي التفاح شرق مدينة غزة". وأضاف بصل في بيان،
"مجموعة التعاون الطلابي من أجل فلسطين" تستنكر استضافة جامعة مغربية لأكاديميين إسرائيليين
يونيو 28, 2025
أدانت "مجموعة التعاون الطلابي من أجل فلسطين" استضافة جامعة "محمد الخامس" المغربية لممثلين أكاديميين عن دولة الاحتلال في منتدى عالمي الشهر المقبل. وقالت المجموعة في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم السبت، "استمرارًا لنهج سياسة التطبيع المخزية، وتكريسًا لمسلسل اختراق الفضاءات الجامعية وتدنيسها بمن تلطخت أيديهم بدماء وأعراض إخواننا الفلسطينيين، تستعد جامعة محمد الخامس بالرباط
الإغاثة الطبية: مستشفيات قطاع غزة تستقبل يوميا 5 آلاف حالة من سوء التغذية
يونيو 28, 2025
حذرت جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة من تفاقم الأزمة الصحية الناجمة عن انتشار سوء التغذية بين السكان، وخاصة الأطفال والنساء، في ظل استمرار الحصار ونقص الإمدادات الطبية والغذائية. وقال مدير الجمعية في قطاع غزة، بسام زقوت، في تصريحات صحفية اليوم السبت، إن مستشفيات القطاع تستقبل يومياً أكثر من خمسة آلاف حالة إصابة بسوء التغذية،
سوريا…ورش تدريبية للشباب الفلسطيني تحت عنوان "القيادة والتأثير"
يونيو 28, 2025
في وقت تتكاثف فيه التحديات أمام الوعي الفلسطيني الجمعي، من حملات التطبيع والتزييف والسطو على الرواية الأصلية، أطلقت مبادرة "قناديل مقدسية" سلسلة من الورش التدريبية في سوريا، تحت عنوان "القيادة والتأثير للشباب"، بهدف تمكين الجيل الفلسطيني الشاب، وخاصة في الشتات، من أدوات التعبير الرقمي والتأثير المجتمعي. إيمان بالشباب… واستثمار في المستقبل في حديثه لـ"قدس برس"،
"الصحة" في غزة: 81 شهيدا و 422 إصابة خلال 24 ساعة
يونيو 28, 2025
أعلنت وزارة وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 81 شهيدا، و 422 إصابة خلال 24 ساعة الماضية. وقالت الوزارة في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم السبت، إن عددا من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وأفادت بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 56 ألفاً