محلل: قرب الانتخابات الأمريكية أجبر واشنطن على تقديم مشروع قرار "وقف إطلاق النار"

شدد أستاذ العلوم السياسية والمتابع للشؤون الأمريكية ناجي شراب، على أن "الموقف الأمريكي من العدوان على غزة، ووقف إطلاق النار لم يتغير طوال 8 أشهر من العدوان، وإنما الذي تغير هي الظروف التي أجبرت واشنطن على تقديم مشروع قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن الدولي قبل يومين".
وأكد شراب في مقابلة أجرتها معه "قدس برس" على أن "اقتراب الانتخابات الأمريكية هو العامل الجديد في المتغيرات الحاصلة، ورغبة الإدارة الديمقراطية والرئيس جو بايدن في كسب هذه الانتخابات، وبالتالي هو يقدم مشروع قرار لمجلس الأمن أملا أن يحقق مجموعة أهداف ليقول إنه قدم مشروع القرار ويرمي الكرة في ملعب حركة (حماس) ويعطي هذا المشروع غطاء دوليا في إطار استراتيجية حفظ ماء الوجه لتمرير هذا القرار".
وأشار إلى أن "المتغير الرئيس الآن اقتراب الانتخابات الامريكية، والتنافس الشديد بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ودونالد ترمب، ورغبة الاحتلال استمرار هذه الحرب ووصول ترمب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة ليحقق الاحتلال ما يريد".
وأضاف "عامل الانتخابات عامل جديد يؤثر في الشارع الأمريكي في ظل الحراك الطلابي والصوت الشبابي، وتأثير الصوت العربي والإسلامي وإن كان لا يرقى ولكنه عامل محدد".
وتابع: "هناك ولايات متأرجحة، وهناك احتمالات الامتناع عن التصويت بالإضافة إلى العوامل الشخصية المتعلقة بالرئيس الأمريكي بايدن نفسه".
كما أشار إلى أن "هذا القرار لم يقدم استنادا للفصل السابع لقرار مجلس الأمن الذي يرفض عقوبات على من يخالفه، وأنه يتضمن كلمات فضفاضة جدا مثل "الأمن المستدام" وتعدد المرحل.
وقال: "ما يعني الاحتلال الآن أن هذا المشروع يشكل مخرجا له ويشكل رفعا للضغط الداخلي من خلال الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، لكن هذا لا يمنع من استئناف الحرب بصورة أو بأخرى".
وأضاف: "حماس رغم ترحيبها بقرار مجلس الأمن إلا أنها تريد وقفا واضحا قاطعا لإنهاء الحرب بما يضمن لها العودة والبقاء في الحكم".
واستدرك الأكاديمي الفلسطيني المقيم في الولايات المتحدة بالقول إن "مشروع القرار لا شك قد يكون بداية لنهاية هذه الحرب التي وصل فيها الطرفان إلى مأزق شديد؛ فالاحتلال يدرك أنه لن ينهي حركة حماس، وحماس تدرك أنها لن تستطيع أن توقف هذه الحرب، ويبقى الذهاب للمفاوضات والخروج بأقل ما يمكن الحفاظ عليه".
واستعرض الدعم الأمريكي المفتوح لدولة الكيان بكل الوسائل الممكنة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، معتبرا أن "قرار مجلس الأمن الذي قدمته واشنطن والموافقة عليه بأغلبية 14 صوتا وامتناع روسيا هو خلاصة الموقف الأمريكي".
وأضاف "الموقف الأمريكي داعم لهذه الحرب، وشريك مباشر و غير مباشر في هذه الحرب وتأييد الدفاع عن حق النفس، والدعم المالي الذي وصل إلى أكثر من 15 مليار دولار، ولولا هذه المساعدات المالية لما كان الاحتلال ليستمر في الحرب، إضافة إلى الدعم بكل أنواع الأسلحة".
وتطرق إلى "الدعم السياسي والدبلوماسي وإجهاض العديد من مشاريع قرارات وقف اطلاق النار في مجلس الأمن من خلال حق استخدام النقد (الفيتو) وهو عامل آخر في استمرار هذه الحرب، والزيارات المكوكية التي كان يقوم المسؤولون الأمريكيون على رأسهم بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلنكن ووزير الدفاع ورئيس استخبارات الأمريكية وغيرهم من المسؤولين الأمريكيين وهيي محاولات لاستمرار هذه الحرب".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفا و202 شهيدا، وإصابة 84 ألفا و932 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا
غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا يجب أن يكون "حكما بالإعدام"
يونيو 27, 2025
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وأكد غوتيريش أن السعي للحصول على الطعام لا يجب أن يُعرّض الناس للموت، محذرا من أن آليات توزيع المساعدات الحالية في القطاع تؤدي فعليا إلى قتل المدنيين. وقال في تصريح للصحفيين من نيويورك: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا