وسط تقاعس السلطة برام الله.. مصير مجهول لطلبة غزة حرمتهم الحرب من حقهم في التعليم

انتهى العام الدراسي في فلسطين للعام الدراسي 2023-2024، وسط استعدادات تجريها وزارة التربية والتعليم لبدء اختبارات الثانوية العامة في الثلث الأخير من الشهر الجاري التي ستقتصر هذا العام على طلبة الضفة الغربية دون قطاع غزة لأول مرة.
وسط ذلك حرمت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، نصف مليون طالب من حقهم في التعليم، منهم أربعون ألف طالب في مرحلة الثانوية العامة، لن يتمكنوا من تأدية اختبارات هذا العام.
في حين لا يزال مصير نحو مئة ألف طالب جامعي معلق، بعد أن دمر الاحتلال كل جامعات القطاع، وباتت قدرتها على استكمال العملية التعليمية شبه مستحيلة على الأقل خلال الفترة القليلة القادمة.
ووفقا لما رصدته "قدس برس" فإن الأضرار التي لحقت بالعملية التعليمية في القطاع تتجاوز مفهوم الخسائر المادية التي لحقت بالبنية التحتية التعليمية، فقد تسببت الحرب باستشهاد ستة آلاف طالب وطالبة، وأصيب عشرة آلاف آخرين، ولا يزال قيد الاعتقال نحو مئة طالب.
كما ارتقى نحو مئتان وستون معلما، ومئة أستاذ جامعي منهم ثلاثة من رؤساء الجامعات أبرزهم البروفيسور سفيان التايه رئيس الجامعة الإسلامية الحامل لدرجة الأستاذية في الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية وعضو اليونسكو لعلوم الفلك والفيزياء.
بالإضافة للدكتور محمد شبير أستاذ علم الفيروسات والمناعة في الجامعة والرئيس السابق لها، والدكتور رفعت العرعير أستاذ الأدب الإنجليزي والذي شكل نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الإنجليزية مصدرا من مصادر مواجهة الحرب الإسرائيلية، وغيرهم من العلماء البارزين.
أما على صعيد المرافق التعليمية فقد أشار تقرير لهيئة إنقاذ الطفولة التابعة للأمم المتحدة أن 75 بالمئة من مدارس وجامعات القطاع تضررت كليا أو جزئيا خلال الحرب، منها 40 مؤسسة أكاديمية أبرزها الجامعة الإسلامية والأزهر والأقصى وفلسطين.
بموازاة ذلك، ظهر مؤخرا عدد من المبادرات التي أطلقتها مؤسسات أهلية في القطاع ومبادرات فردية لإحياء العملية التعليمية في مدينة رفح جنوب القطاع، من خلال إقامة وتدشين صفوف دراسية في مسعى لتنشيط الذاكرة لدى الطلبة تحديدا في المرحلة الابتدائية.
إلا أن هذه المبادرات واجهت تحديات دفعت بالقائمين عليها لإلغائها، منها ما هو متعلق بصعوبة الاستمرار جراء القصف الإسرائيلي المتكرر لمناطق النازحين، وبالتالي اضطر القائمون على هذه المبادرات لنقل الطلبة من مكان لآخر.
أما التحدي الأبرز وفقا للمبادرين فكان تقصير وتجاهل وزارة التربية والتعليم في الضفة الغربية في دعم وتطوير هذه المبادرات، ومنحها غطاء لاستمرارها من خلال توفير القرطاسية واللوازم اللوجستية الأخرى.
إذ يشير الأستاذ مصطفى الراعي صاحب مبادرة تعليمية في رفح لـ"قدس برس" أننا وثلة من الأستاذة والمعلمين أطلقنا مبادرة تستهدف الطلبة من الصف الأول وحتى الثالث الابتدائي، وتمكنا في البداية بجهود ذاتية وبدعم الأهالي من توفير صف مدرسي كان عبارة عن خيمة طولها ستة أمتار، وعرضها أربعة أمتار، تضم 25 طالب وطالبة".
وأضاف "توسعنا لاحقا بسبب الإقبال المتزايد من الطلبة وأقمنا ثلاث صفوف أخرى، ولكن العقبة كانت في توفير مقاعد للجلوس وقرطاسية، إذ أن الجلوس على الأرض لساعات يفقد الطلبة التركيز ويشتت ذهنهم، وقدمنا مناشدات لوزارة التربية والتعليم برام الله لدعم هذه المبادرة، ولكنها تجاهلت مطالبنا".
ويشير المتحدث، ذريعة وزارة التربية والتعليم كانت أن هنالك خطط سيتم تنفيذها لاستكمال العملية التعليمية فور انتهاء الحرب، ولكن هذا لا يمنع من دعم مبادرات يمكنها أن تخفف من الضغط النفسي الذي يمر به الطلبة وأهاليهم بسبب غيابهم القسري عن أجواء الدراسة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 249 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.