"البسطات"... وسيلة العاطلين عن العمل في الضفة الغربية لإطعام عائلاتهم في العيد
![](https://qudspress.com/wp-content/uploads/2024/06/IMG20240615065011-scaled.jpg)
نابلس (فلسطين) - قدس برس
|
يونيو 15, 2024 11:26 ص
لم يجد عبد الله عبيد (58 عاما) من إحدى قرى مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وسيلة يكسب بها رزقه، ويستغل الإقبال على الأسواق قبيل عيد الأضحى المبارك، إلا بالعمل على بسطة لبيع الأحذية الرخيصة.
يقول الرجل لـ"قدس برس" إنه كان يعمل منذ سنوات في الداخل الفلسطيني المحتل، وكان يجمع مبلغا ماليا ممتازا، ويعيش حياة رغيدة، وقد اشترى قطعة أرض، وكتب على نفسه صكوك بثمنها تنتهي في عام 2028. ويتابع "وقعت على الصكوك بكل سهولة لقناعتي التامة أنني قادر على السداد، فراتبي الشهري كان يفوق راتب ثلاثة موظفين حكوميين يعملون لدى السلطة الفلسطينية.
غير أن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر وطرده لكافة العمال الفلسطينيين بعد أحداث السابع من أكتوبر الماضي، جعلني أنفق كل ما ادخره، لا سيما أنني رب لأسرة مكونة من سبعة أفراد، ولدي طالبان يدرسان في الجامعة".
وتابع "لم يعد الأمر يحتمل خجلا، لذلك أقف اليوم على بسطة وسط مدينة نابلس لبيع الأحذية المستعملة، ولا شك في أن الزبائن سيكونون كحالتي، من المعوزين والفقراء، الذين لا يملكون من المال ما يمكنهم من شراء الأحذية من المعارض".
وإلى جانبه، ينادي شاكر عيتاني القادم من أطراف مدينة "طولكرم" على أصناف من الحلويات وخاصة كعك العيد المعروف بالمعمول.
ويقول لـ"قدس برس" إن "حالي كحال الغالبية العظمى من أصحاب البسطات. ما دفعنا لنقف في ظل درجات الحرارة التي ناهزت الأربعين، سوى الحاجة... من أين أطعم أطفالي؟ ومن أين أدفع أجرة البيت وفواتير المياه والكهرباء؟
ويضيف "نحن لا عيد لنا. انتهى الوقت الذي كنا ننفق فيه دون حساب قبل العيد، ونشتري ما يلزم وما لا يلزم. لكننا وبعد الذي رأيناه وما يجري لأهلنا في قطاع غزة، وصلنا لقناعة أننا نعيش في رغد وبحبحة كبيرة، نسأل الله أن ينصرهم ويثبتهم".
وانتشرت البسطات في كافة أسواق الضفة الغربية المحتلة وخاصة في مراكز المدن الرئيسية، وهي تبيع كل شيء تقريبا، بدءا بالملابس والأحذية لكافة الأعمار، مرورا ببسطات المأكولات والمشروبات والحلويات، وليس انتهاءً بتلك التي تبيع الأدوات المنزلية والتحف الرخيصة، وغيرها.
ويعلق المختص في الشؤون الاقتصادية والناطق باسم غرفة تجارة وصناعة نابلس، ياسين دويكات على ظاهرة البسطات بقوله إن الظروف الاقتصادية التي تعيشها الضفة الغربية المحتلة عامة ومدينة نابلس على وجه الخصوص بالغة الصعوبة والتعقيد.
ويتابع في حديث مع "قدس برس"، قائلا إن "هناك أكثر من نصف مليون فلسطيني من الضفة خسروا أعمالهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نصفهم أو أكثر ممن كانوا يعملون في الداخل الفلسطيني المحتل، وهؤلاء عليهم التزامات مالية ضخمة، ولم يعد بمقدورهم السداد".
وأضاف "القطاع الخاص الفلسطيني ضرب أيضا في مقتل، مع تراكم مبالغ مالية ضخمة له على ذمة حكومة السلطة الفلسطينية، ومن ثم لم تعد الكثير من الشركات العاملة في القطاعات المختلفة قادرة على تسديد ما عليها ما التزامات، خاصة لموظفيها، فلجأت إلى تسريح نسبة كبيرة منهم. ومن ثم دخلت قوائم جديدة تضم عشرات آلاف من العمال إلى قوائم العاطلين عن العمل.
ولفت إلى أن العمل على بسطة كان أحد الخيارات، في حين أن فرصة البحث عن عمل بديل أو إضافي تعد شبه معدومة.
تصنيفات : أخبار فلسطين