"البسطات"... وسيلة العاطلين عن العمل في الضفة الغربية لإطعام عائلاتهم في العيد

لم يجد عبد الله عبيد (58 عاما) من إحدى قرى مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وسيلة يكسب بها رزقه، ويستغل الإقبال على الأسواق قبيل عيد الأضحى المبارك، إلا بالعمل على بسطة لبيع الأحذية الرخيصة.

يقول الرجل لـ"قدس برس" إنه كان يعمل منذ سنوات في الداخل الفلسطيني المحتل، وكان يجمع مبلغا ماليا ممتازا، ويعيش حياة رغيدة، وقد اشترى قطعة أرض، وكتب على نفسه صكوك بثمنها تنتهي في عام 2028. ويتابع "وقعت على الصكوك بكل سهولة لقناعتي التامة أنني قادر على السداد، فراتبي الشهري كان يفوق راتب ثلاثة موظفين حكوميين يعملون لدى السلطة الفلسطينية.
 
غير أن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر وطرده لكافة العمال الفلسطينيين بعد أحداث السابع من أكتوبر الماضي، جعلني أنفق كل ما ادخره، لا سيما أنني رب لأسرة مكونة من سبعة أفراد، ولدي طالبان يدرسان في الجامعة".
 
وتابع "لم يعد الأمر يحتمل خجلا، لذلك أقف اليوم على بسطة وسط مدينة نابلس لبيع الأحذية المستعملة، ولا شك في أن الزبائن سيكونون كحالتي، من المعوزين والفقراء، الذين لا يملكون من المال ما يمكنهم من شراء الأحذية من المعارض".
 
وإلى جانبه، ينادي شاكر عيتاني القادم من أطراف مدينة "طولكرم" على أصناف من الحلويات وخاصة كعك العيد المعروف بالمعمول.
 
ويقول لـ"قدس برس" إن "حالي كحال الغالبية العظمى من أصحاب البسطات. ما دفعنا لنقف في ظل درجات الحرارة التي ناهزت الأربعين، سوى الحاجة... من أين أطعم أطفالي؟ ومن أين أدفع أجرة البيت وفواتير المياه والكهرباء؟
 
ويضيف "نحن لا عيد لنا. انتهى الوقت الذي كنا ننفق فيه دون حساب قبل العيد، ونشتري ما يلزم وما لا يلزم. لكننا وبعد الذي رأيناه وما يجري لأهلنا في قطاع غزة، وصلنا لقناعة أننا نعيش في رغد وبحبحة كبيرة، نسأل الله أن ينصرهم ويثبتهم".
 
وانتشرت البسطات في كافة أسواق الضفة الغربية المحتلة وخاصة في مراكز المدن الرئيسية، وهي تبيع كل شيء تقريبا، بدءا بالملابس والأحذية لكافة الأعمار، مرورا ببسطات المأكولات والمشروبات والحلويات، وليس انتهاءً بتلك التي تبيع الأدوات المنزلية والتحف الرخيصة، وغيرها.
 
ويعلق المختص في الشؤون الاقتصادية والناطق باسم غرفة تجارة وصناعة نابلس، ياسين دويكات على ظاهرة البسطات بقوله إن الظروف الاقتصادية التي تعيشها الضفة الغربية المحتلة عامة ومدينة نابلس على وجه الخصوص بالغة الصعوبة والتعقيد.
 
ويتابع في حديث مع "قدس برس"، قائلا إن "هناك أكثر من نصف مليون فلسطيني من الضفة خسروا أعمالهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نصفهم أو أكثر ممن كانوا يعملون في الداخل الفلسطيني المحتل، وهؤلاء عليهم التزامات مالية ضخمة، ولم يعد بمقدورهم السداد".
 
وأضاف "القطاع الخاص الفلسطيني ضرب أيضا في مقتل، مع تراكم مبالغ مالية ضخمة له على ذمة حكومة السلطة الفلسطينية، ومن ثم لم تعد الكثير من الشركات العاملة في القطاعات المختلفة قادرة على تسديد ما عليها ما التزامات، خاصة لموظفيها، فلجأت إلى تسريح نسبة كبيرة منهم. ومن ثم دخلت قوائم جديدة تضم عشرات آلاف من العمال إلى قوائم العاطلين عن العمل.
 
ولفت إلى أن العمل على بسطة كان أحد الخيارات، في حين أن فرصة البحث عن عمل بديل أو إضافي تعد شبه معدومة.
وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الظروف الاقتصادية الصعبة تجبر عمال الداخل المتعطلين على العمل بالزراعة في "بيت دجن"
يونيو 28, 2024
لم يعدم العمال المتعطلون عن العمل في بلدة "بيت دجن" شرقي مدينة نابلس في الضفة الغربية، الوسيلة ولم يستسلموا للواقع الذي فرض عليهم من قبل الاحتلال بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وما آلت إليه الأوضاع ومنعهم من العمل في الأراضي المحتلة عام 1948، بل دفعتهم الظروف الاقتصادية الصعبة للبحث عن بديل يغنيهم عن الحاجة والفقر.
أكاديميون: فلسطين بلا نظام سياسي ويجب العودة إلى قاعدة "تحرير فلسطين وحق العودة"
يونيو 28, 2024
عقد "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، ندوة حوارية سياسية حول "المشروع الوطني الفلسطيني.. المأزق والمخرج"، ضمن أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثاني الذي انطلق اليوم الجمعة بمدينة إسطنبول في تركيا، بحضور 200 شخصية وطنية فلسطينية من الداخل والخارج. واستضاف المؤتمر، مجموعة من الشخصيات في الندوة ناقشوا محاور عدة، أبرزها: "النظام السياسي الفلسطيني، وملامح أزمة المشروع الوطني،
"أوتشا": الجيش "الإسرائيلي" أجبر 60 ألف شخص في شرق غزة على النزوح
يونيو 28, 2024
كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الجمعة، عن تسجيل حالات نزوح جديدة من المناطق الواقعة شرقي مدينة غزة. وقال المكتب في بيان، إن "الجيش الإسرائيلي أمر السكان الذين يعيشون في 28 مجمعا سكنيا في المناطق الواقعة شرقي مدينة غزة بالإخلاء الفوري". وأوضح أنه "نزح ما لا يقل عن 60 ألف شخص من هذه
استطلاع: الغالبية العظمى من الفلسطينيين يرون حكومة السلطة "ضعيفة وفاشلة"
يونيو 28, 2024
أعرب غالبية الفلسطينيين، عن اعتقادهم أن "الحكومة التي يقودها محمد مصطفى ضعيفة، وفشلت في عملها وتحديدا في حل الأزمة المالية". وفي أحدث استطلاع للرأي، قال 72% من المستطلعة آراؤهم، إن "حكومة محمد مصطفى فشلت في مهامها بعد 3 شهور من تأديتها اليمين الدستورية أمام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس". ورأى 13% فقط، أن الحكومة "تعمل
"أونروا": 625 ألف طفل حرموا من الدراسة بسبب العدوان على غزة
يونيو 28, 2024
قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الجمعة، إن "أكثر من 625 ألف طفل حرموا من الدراسة لأكثر من 8 أشهر، بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة". وأضافت الوكالة في منشور عبر حسابها على منصة "إكس"، أن "أكثر من 625 ألف طفل في غزة باتوا خارج المدرسة لأكثر من 8 أشهر، بينهم
مقررة أممية: ما يحدث في غزة لا يمكن أن يكون إلا إبادة جماعية
يونيو 28, 2024
قالت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالحق في الصحة، تلالنغ موفوكينج، الجمعة، إن "جماعات من الناس أبيدوا حرفيا في قطاع غزة، وإنه لا يمكن استخدام أي تعبير آخر إلا الإبادة الجماعية لوصف ما يحدث". وأضافت موفوكينج في تصريح نقلته عنها وكالة /الأناضول/ التركية، على هامش مشاركتها بالدورة السادسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في