"فلسطين لدراسات الأسرى": الأسرى في سجون الاحتلال يتعرضون لجرائم "بشعة" لا يمكن وصفها

أكد مركز "فلسطين لدراسات الأسرى" (بحثي متخصص مقره بيروت) على أن "الأسرى في كافة سجون الاحتلال، يتعرضون لجرائم بشعة لم تشهدها البشرية، ولا يمكن وصفها، سواء على صعيد الظروف الاعتقالية، مرورا بالتحقيق وما يرافق ذلك وصولا إلى الإعدامات التي يتعرض لها الأسرى".

وجاء تعقيب "فلسطين لدراسات الأسرى" الخاص بـ"قدس برس"، في أعقاب ما نشره المحامي خالد محاجنة الذي نفّذ زيارة استثنائية لمعتقل "سدي تيمان" (غوانتانامو إسرائيلي، كما يطلق عليه من خرج منه) في منطقة النقب، جنوب فلسطين المحتلة حيث التقى العديد من الأسرى ونقل شهادات حية مؤلمة عن ظروفهم الاعتقالية .

وقال المتحدث باسم المركز إن "ما تم الكشف عنه كان متوقعا وأعتقد أنه ليس كل الحقيقة الصادمة التي تحدث داخل هذا المعتقل السري سيء الصيت والسمعة، فقد تم الاعتراف بإعدام أسرى تحت التعذيب والتجويع".

وتابع، "تسربت تقارير إعلامية تابعة لوكالات أمريكية تحدثت عن حجم الجريمة الممنهجة داخل هذا المعتقل، من ضرب يومي يؤدي لكسور ورضوض، وإجبار على تناول طعام ومياه غير صالحة او ملوثة أو حتى أشياء لا تليق بالآدمية، وسلب كافة الحقوق الإنسانية من خلال وضعيات الجلوس والنوم، وعزل تام عن العالم الخارجي، أو اعتقال أفراد من العائلة وتحديدا النساء".

وأردف، "من ضمن بعض ما تسرب من شهادات من أسرى جرى نقلهم للسجون الأخرى أنه كان يتم إجبارهم على الاعتراف بمعلومات معينة من قبل أجهزة المخابرات (الاسرائيلية)، وكذلك بعض الأسرى تم اجبارهم على مشاهدة قصف منازلهم وتصفية أفراد أسرهم بشكل مباشر كجزء من أساليب التعذيب النفسي والمعنوي".

وأشار إلى "حالات الإخفاء القسري بحق عشرات المعتقلين وهذا يعكس نوايا الاحتلال الإجرامية سواء بممارسة انتهاكات او حتى سرقة أعضاء او مساومة في المستقبل البعيد من أجل صفقات او ما شابه، حيث يرفض الاحتلال الإدلاء بأي معلومة لمؤسسات حقوقية محلية أو دولية حول أسماء أو أوضاع أسماء معتقلين او مفقودين أو حتى أماكن احتجازهم، ويتوقع وجود مراكز سرية أخرى إلى جانب (سدي تيمان) الذي تم الكشف عنه مؤخرا".

وفي وقت سابق كشف المحامي خالد محاجنة والذي تمكن من زيارة الأسرى في المعتقل بأن "الأسرى الفلسطينيين في المعتقل يواجهون أوضاعًا مأساوية تنتهك كافة المعايير الإنسانية".

و أدلى المحامي محاجنة بشهادته حول ظروف احتجاز هؤلاء الأسرى، فـ"على صعيد ظروف الاحتجاز فان الاحتلال يحتجز الأسرى في أربعة (كرفانات) ، كل منها يحتوي على ما بين 100 إلى 150 معتقلاً، الذين ينامون على الأرض دون أغطية أو وسادات".

وبحسب شهادة المحامي أيضا فان "أكثر من ألف فلسطيني من غزة يعيشون في ظروف مأساوية داخل المعتقل، مقيدو الأيدي ومعصوبو الأعين طوال اليوم، ويمنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية".

وعلى صعيد الممارسات اليومية وبحسب المحامي فإن "الاحتلال يمنع الأسرى من الحصول على حقوقهم البسيطة ومنها تقليص ساعات الاستحمام ومنحهم فقط دقيقة واحدة فقط لذلك، علاوة على المعاملة القاسية التي يتعاملون بها فقط لأنهم من قطاع غزة".

 ولفت المحامي محاجنة الى أن "الأسرى في هذا المعتقل لا يحظون بمحاكمات عادلة و ممنوعون من الوقوف ومعصوبو الأعين حتى أثناء النوم".

وكشف المحامي عن "شهادات مرعبة تتمثل بتعرض بعض الأسرى الى اعتداءات جنسية واغتصاب داخل المعتقل".

وكان تحقيق لشبكة /سي إن إن/ الأمريكية، قد كشف عن "انتهاكات يمارسها الاحتلال ضد فلسطينيين بمركز الاعتقال السري الواقع في صحراء النقب".

وتحدثت في تحقيقها عن "انتهاكات وتعذيب لمعتقلين فلسطينيين على يد جنود في مركز اعتقال سري بالنقب".

وقالت إن "شهادات 3 (إسرائيليين) ممن عملوا هناك كشفت عن أن المعتقلين الفلسطينيين يعيشون ظروفا قاسية للغاية في قاعدة عسكرية أصبحت الآن مركز احتجاز بصحراء النقب".

ونقلت "سي إن إن" عن أحدهم أن "الروائح الكريهة تملأ مركز الاعتقال، حيث يحشر الرجال معصوبي الأعين، ويمنعون من التحدث والحركة".

وقد نقلت وكالة /أسوشيتد برس/ الأمريكية، في وقت سابق ، عن بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي، تأكيده أن "36 شخصا من سكان قطاع غزة لقوا حتفهم في مراكز الاحتجاز التابعة للجيش منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وكانت صحيفة /ليبراسيون/ الفرنسية سلّطت الضوء هي الأخرى على تقارير منظمات حقوقية تدق ناقوس الخطر بشأن تفشي التعذيب في المعتقل المذكور.

وأشارت إلى أن "الشهادات والمعلومات المسرّبة تؤكد أن معتقل (تيمان) أصبح عنوانا لتعذيب الفلسطينيين بأساليب بشعة مع امتهان كرامتهم، في ظل مطالبات حقوقية بإغلاق المعتقل الذي أنشأته (إسرائيل) لحبس الفلسطينيين مددا غير محدودة بعيدا عن الأنظار".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفا و396 شهيدا، وإصابة 85 ألفا و523 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الأمم المتحدة: القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يتعرضان للانتهاك
يوليو 4, 2025
أكدت الأمم المتحدة، أن ميثاقها والقانون الدولي، يتعرضان للانتهاك مرارا وتكرارا من قبل بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في الحرب الإسرائيلية على غزة وغيرها. وقال الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في تصريح صحفي، الليلة الماضية، إنه "يجب على الدول الإيمان وتنفيذ الالتزامات التي وقعت عليها بنفسها". وحول التصور السائد في الشرق الأوسط
إصابة عدد من الفلسطينيين في اعتداءات نفّذها مستوطنون وقوات الاحتلال على بلدة "بيتا" جنوب نابلس
يوليو 4, 2025
أصيب ثلاثة مواطنين فلسطينيين، فجر اليوم الجمعة، إثر الاعتداء عليهم بالضرب من قبل المستوطنين، و8 آخرين جراء استنشاقهم الغاز السام الذي أطلقه جنود الاحتلال خلال هجوم على قرية "بيتا" جنوب نابلس. وأفادت مصادر محلية، بأن عددا من المستوطنين هاجموا منزل المواطن سامر أبو زيتون في منطقة "قماص" القريب من "جبل صبيح"، وحاولوا إحراق المنزل، واعتدوا
"يونيسف": أزمة سوء تغذية تهدد آلاف الأطفال في غزة
يوليو 3, 2025
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الخميس، إن آلاف الأطفال في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد نتيجة استمرار الحصار "الإسرائيلي" ونقص الإمدادات الأساسية. وأوضحت المنظمة أن النقص الحاد في الوقود والمياه النظيفة يعيق قدرتها على تقديم المساعدات الغذائية والرعاية الصحية المنقذة للحياة للأطفال في القطاع، محذّرة من أن الوضع الإنساني يواصل التدهور بشكل
الاحتلال يواصل التصعيد في الضفة.. اقتحامات في عزون والعيزرية
يوليو 3, 2025
واصلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، مساء الخميس، تصعيد حملتها العسكرية في الضفة الغربية، باقتحامها بلدتي "عزون" شرق قلقيلية و"العيزرية" جنوب شرق القدس المحتلة، حيث داهمت منازل المواطنين واعتدت على الأهالي. ففي بلدة عزون، أفادت مصادر محلية فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة من المدخل الشمالي وانتشرت في شارع البريد، قبل أن تبدأ بمداهمة وتفتيش عدد من
غوتيريش: آخر شرايين الحياة في غزة على وشك الانقطاع
يوليو 3, 2025
عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن صدمته العميقة إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. وفي تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، اليوم الخميس، نقلا عن غوتيريش، حذر من أن استمرار إغلاق معابر القطاع من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" يهدد بقطع آخر شرايين البقاء على قيد الحياة لسكان غزة. وقال
مصدر في أمن المقاومة: ضباط مخابرات الاحتلال يزودون العملاء بمواقع شاحنات المساعدات
يوليو 3, 2025
كشف مصدر في أمن المقاومة بقطاع غزة، الخميس، عن توجيه مخابرات الاحتلال "الإسرائيلي" عددا من العملاء لمهاجمة شاحنات المساعدات التي تصل إلى القطاع، تحت غطاء جوي. وقال المصدر في تصريحات صحفية، إن ضباط مخابرات الاحتلال يزودون العملاء بمواقع شاحنات المساعدات ضمن خطة لنشر الفوضى في القطاع. وأوضح أنه جرى تكليف العملاء على الأرض، من قبل