إلى أي حد سيؤثر المشهد الفلسطيني في السياسة البريطانية بعد عودة حزب العمال؟
خبراء يجيبون

لندن - محمد صفية - قدس برس
|
يوليو 6, 2024 3:51 م
ليس هناك مساحة كبيرة من التفاؤل لدى كثير من المراقبين فيما يتعلق بالسياسة البريطانية تجاه القضية الفلسطينية، بعد عودة حزب "العمال" لحكم البلاد وفوز كير ستارمر بمنصب رئيس الوزراء.
الحرب على غزة والاعتراف بالدولة الفلسطينية أحد أهم التساؤلات التي يريد المهتمون بالشأن الفلسطيني أجوبة عنها.
وأعرب مدير مؤسسة "قرطبة لحوار الثقافات" (مقرها لندن)، أنس التكريتي، عن اعتقاده أنه "لا ينبغي التفاؤل في أن الحكومة العمالية تحت قيادة كير ستارمر، ستتخذ موقفاً أكثر أخلاقية تجاه الحرب على غزة، إلا بصورة رمزية، للتخفيف من حالة الغضب جراء ما يجري في غزة" على حد تقديره.
وأضاف، في حديث مع "قدس برس" اليوم السبت، قائلا "لا شك في أن قضية غزة والغضب إزاء موقف حزب المحافظين من غزة كان أحد العوامل المؤثرة في الانتخابات، فربما حين ذاك نجد أن قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية قد تشكل مخرجا لأجل حل مشكلات ولاسيما أنه (الاعتراف) ليس له تأثير حقيقي على الأرض".
واعتبر التكريتي أن "الدور البريطاني في السياسة الدولية بشكل عام وخاصة إزاء قضية فلسطين تراجع إلى حد بعيد خاصة بعد خروجها من الاتحاد الأوربي وارتمائها في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك أنا باعتقادي أن ما سيحدد السياسة الخارجية البريطانية هو ماذا سيقول الأمريكان؟ وهل سيقبلون هذا أم لا؟" على حد اعتقاده.
وشدد مدير مركز "قرطبة" على أن "بريطانيا ومنذ خروجها من أوروبا، وهي تدور في الفلك الأمريكي أكثر منه في الفلك الأوروبي"، مشيرا إلى أن "الأوروبيين الذين كانوا يعانون الاستعلاء البريطاني في السياسات، فإنهم لن يتأثروا كثيرا في المواقف السياسة البريطانية".
بدوره رأى نائب رئيس "المنتدى الفلسطيني" في بريطانيا، عدنان حميدان أن "هناك أربع محددات للسياسة البريطانية تجاه فلسطين، بعد فوز حكومة العمال، وهذه المحددات ظهرت من خلال تصريحات قيادات حزب العمال، وأولها في مسألة الاعتراف بدولة فلسطينية، فقد تناقضت تصريحات المسؤولين في حزب العمال بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وانتهت إلى عدم الاعتراف في آخر تصريح لكير ستارمر" رئيس حزب "العمل" الفائز.
وأضاف "أما المحدد الثاني، وقد تكون هذه من الإيجابيات القليلة إن صدق بها كير ستارمر، إنه تعهد بتقديم (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو للمحكمة الدولية الجنائية إذا طلبت المحكمة الجنائية اعتقاله في حال، وطأ الأراضي البريطانية".
أما المحدد الثالث بحسب رأي حميدان "هو في رفض كير ستارمر وصف ما تقوم به دولة الاحتلال بأنه عمليات إبادة الجماعية، رغم أن المحكمة الدولية قد استخدمت هذا المصطلح، وَلٰكِنَّهُ كُلَّما سأل في الإعلام عن هذا الأمر يرفض وصف ما تقوم به سلطات الاحتلال بأنه إبادة جماعية أو تطهير عرقي أو عقاب جماعي".
واستبعد حميدان اعترافاً من السلطات البريطانية بدولة فلسطينية "وإن تم هذا الاعتراف، فسيكون ضمن دولة منزوعة السلاح والسيادة الحقيقية على الأرض".
ونفى حميدان أن يكون لبريطانيا تأثير في المحيط الأوروبي كما كان حالها قبل خروجها من "البريكست"، وفق ما يرى.
وحقق حزب العمال البريطاني بقيادة كير ستارمر فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية الأخيرة، منهياً بذلك 14 عاماً من سيطرة حزب المحافظين.
وعقب فوزه تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لرئيس وزراء بريطانيا الجديد، كير ستارمر زعيم حزب العمال، بـ"الكيباه" اليهودية، منتقدين دعمه المقدم إلى إسرائيل. في حين استبعدت صحف عبرية حدوث تغيير كبير في السياسة البريطانية تجاه "تل أبيب" رغم بعض الخلافات.
تصنيفات : الحرب على غزة فلسطينيو الخارج