من رجل ملاكمة إلى جسم هزيل.. كيف تفتك سجون الاحتلال بالأسرى؟

أثارت مشاهد الإفراج عن الأسير الفلسطيني معزز خليل عبيات، من مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة من سجون الاحتلال الإسرائيلي، حالة من الصدمة لكل من شاهده، نتيجة الحالة التي آلت إليها أوضاعه الصحية والنفسية، وبعد عقد مقارنة بين حالته قبل الاعتقال وبعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال.

وأظهرت المشاهد، الأسير عبيات وهو في حالة صحية صعبة، وانهاك وتوتر نفسي كبير، الأمر الذي أجبره للاتكاء على أخد أقاربه ليستطيع المشي بعدما تعرض خلال مدة اعتقاله للضرب والتعذيب والإرهاب.

وبخروج الأسير عبيات الذي كان معروفا عنه قبل اعتقاله بأنه لاعب كمال أجسام وملاكمة، ويعمل في أحد محال اللحوم، بهذه الحالة، تتكشف بعض فصول الإجرام التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال.

ونُشرت صورة للأسير عبيات، تظهر القوة الجسدية والبنية الصحية التي كان يتمتع بها، مقارنة مع صورته الصعبة بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال.

وفي مقابلة إعلامية له، وصف الأسير المحرر سجن النقب بسجن "غوانتنامو" (سجن أميركي في كوبا)، بسبب بشاعة وهول ما يتعرض له الأسرى فيه من ضرب وتعذيب وحرمان وأمراض معدية، إلى جانب الجرائم بكل الأشكال، وانعدام لكل معاني الإنسانية.

وتابع الأسير وهو على فراش المرض في مشفى بمدينة بيت لحم: "كل شيء سيء يمكن أن يخطر للإنسان تجده لدى الأسرى في سجن النقب".

وأكمل: "الأسرى يعيشون الإهمال والنسيان وعدم متابعة قانونية وإنسانية، وتعصف بهم الأمراض المزمنة والخطرة علاوة على الحالة النفسية السيئة التي يعيشونها".

وعقّب مركز "فلسطين لدراسات الأسرى" (بحثي متخصص مقره بيروت)، على حالة الأسير عبيات بالقول: "حالة الأسير عبيات اختصرت كل الكلام وتفضح الاحتلال بكل مكوناته، وتدلل على حجم الجريمة التي يتعرض لها الأسرى ليس في سجن النقب فقط، بل في كل سجون الاحتلال".

وقال المركز في تصريح لـ"قدس برس"، إن "الاحتلال يستغل الصمت العالمي والحقوقي ومجريات الحرب والانشغال الإعلامي بها، ليمارس جرائمه بحق الأسرى التي لم يعد لها حدود، ولا يردعها رادع".

وأضاف أن "شهادات الأسرى مخيفة حول أساليب التحقيق والتعذيب والحرمان من الطعام والعلاج، وما نسمع عنه ونشاهده هو فيض من غيظ، وجزء يسير من جرائم الاحتلال التي لا توصف ولا تعد ولا تحصى بحق الأسرى".

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق الثلاثاء، عن المعتقل معزز خليل عبيات (37 عاما) من مدينة بيت لحم، بعد أن أمضى 9 أشهر رهن الاعتقال الإداريّ، وهو بحالة صحية صعبة وصادمة.

وفي بيان له تعقيبا على ذلك، ذكر نادي الأسير الفلسطيني، أنه تمّ الإفراج عن عبيات من سجن "النقب" الذي "شكل ولا يزال عنوانا بارزا لجرائم التعذيب والتنكيل بحق المعتقلين منذ بدء حرب الإبادة".

ولفت البيان  أنّ "المعتقل عبيات تعرض للضرب المبرح أثناء عملية اعتقاله في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتحديدا على قدميه، ولاحقا واجه سلسلة من الاعتداءات بالضرب المبرح، إلى جانب جريمة التعذيب".

وبحسب  نادي الأسير فان حالة الأسير عبيات وهيئته تعكس شهادة كافية لما تعرض له على مدار فترة اعتقاله، إلى جانب جريمة التجويع، والجرائم الطبية التي شكلت أسبابا مركزية لاستشهاد معتقلين بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

وذكر نادي الأسير إلى أنّ الكلمات الأولى للمعتقل عبيات بعد الإفراج عنه كانت أنه "تعرض لمحاولة قتل" أكثر من مرة.

وأشار إلى أن عبيات تعرض للاعتقال مرّتين قبل اعتقاله الحالي، وهو متزوج وأب لخمسة من الأبناء، ولم يكن يعاني من أي مشاكل صحيّة قبل اعتقاله، علما أن آلاف المعتقلين يواجهون الموت في سجون الاحتلال ويتصاعد ذلك مع مرور الوقت وباستمرار عمليات التعذيب الراهنة وغير المسبوقة بمستواها وكثافتها.

وتابع أنّه وفي ضوء العدوان على المعتقلين، يواصل الاحتلال التّصعيد من جريمة الاعتقال الإداريّ، حيث وصل عدد المعتقلين الإداريين حتى بداية الشهر الجاري إلى ما لا يقل عن 3380 معتقلا، من بينهم نساء وأطفال، ويخضع جميعهم إلى محاكمات صورية وشكلية تحت ذريعة وجود "ملف سرّي"، علما أنّ المئات من المعتقلين الإداريين هم من المرضى كما أنّ الغالبية العظمى منهم هم من المعتقلين السابقين الذين أمضوا سنوات في سجون الاحتلال.

وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الوضع الذي خرج به المعتقل معزز، مجددا مطالبته للمؤسسات الحقوقية الدولية بأن تتحمل مسؤولياتها اللازمة أمام حرب الإبادة المستمرة والجرائم بحق المعتقلين كأحد أوجه هذه الإبادة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا
غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا يجب أن يكون "حكما بالإعدام"
يونيو 27, 2025
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وأكد غوتيريش أن السعي للحصول على الطعام لا يجب أن يُعرّض الناس للموت، محذرا من أن آليات توزيع المساعدات الحالية في القطاع تؤدي فعليا إلى قتل المدنيين. وقال في تصريح للصحفيين من نيويورك: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا
الاتحاد الأوروبي يندد بعنف المستوطنين في الضفة الغربية ويدعو "إسرائيل" إلى التحرك
يونيو 27, 2025
أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، محذرا من تصاعد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين "الإسرائيليين" ضد الفلسطينيين، والتي كان آخرها استشهاد ثلاثة مواطنين في بلدة كفر مالك شرق رام الله، يوم الأربعاء الماضي. وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، إن "موجة العنف والترويع
"الإعلامي الحكومي" يحذر من مواد مخدرة في معونات غذائية مصدرها الاحتلال
يونيو 27, 2025
أعرب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الجمعة، عن بالغ القلق والاستنكار إزاء العثور على أقراص مخدرة من نوع "أوكسيكودون" داخل أكياس طحين وزّعت على المواطنين عبر ما وُصف بـ"مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية"، التي تُعرف شعبيا باسم "مصائد الموت". وأوضح المكتب أن التحقيقات وثّقت حتى الآن أربع إفادات منفصلة لمواطنين عثروا على هذه الأقراص داخل أكياس الطحين،