عبد الله البرغوثي .. اسم يرعب الاحتلال رغم أسره
شكّل اسم الأسير القسامي عبد الله البرغوثي، حالة من الرعب لكيان الاحتلال وأجهزته الأمنية ،ليس فقط قبل اعتقاله بل حتى اليوم، حيث المعتقلات والزنازين، لدرجة أن الاحتلال وعبر ناطقيه الإعلاميين والأمنيين والحكوميين ، يروجوا إلى أن أي صفقة قادمة يجب أن يستثنى منها القسامي البرغوثي خشية من أن يعود رعبه مجددا لميادين المقاومة .
ولد القائد البرغوثي في دولة الكويت عام 1972 ،وترعرع هناك ودرس في مدارسها في المرحلة الأساسية ، قبل أن ينتقل للعيش في الأردن بعد اندلاع حرب الخليج ، حيث درس المرحلة الثانوية في المدارس الأردنية وحصل على الثانوية العامة منها عام 1990.
بعد حصوله على الثانوية العامة، كانت قبلته كوريا الجنوبية حيث أكمل فيها دراسته الجامعية وحصل على شهادة الهندسة الالكترونية خلال ثلاث سنوات فقط كونه أصلا يتقن اللغة الكورية وبطلاقة.
استغل فترة وجوده في كوريا الشمالية لتعلم صناعة المتفجرات وتحصل على المهارات والخبرات اللازمة في هذا المجال إضافة إلى تميزه أصلا في حقل أجهزة الاتصالات وهو ما خدم فكره ومشروعه الجهادي.
حاول البرغوثي مرارا أن يدخل الأراضي الفلسطينية بعد عودته من كوريا إلا أن المحاولات فشلت حتى عام 1998 حيث استطاع الدخول إلى الأراضي الفلسطينية بعد حصوله على عقد عمل مع إحدى الشركات هناك.
بعد وصوله إلى الضفة الغربية تواصل مع قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأبدى استعداده لتقديم خبراته ومهاراته في صناعة المتفجرات لتبدأ بعدها رحلة من العمل والعطاء في ميادين المقاومة والجهاد.
وبعد نجاحه في العمل العسكري، بات القائد البرغوثي مطاردا لقوات الاحتلال التي اتهمته في وقتها بالمسؤولية عن قتل 67 مستوطنا وجرح أكثر من 500 آخرين خلال سبع عمليات استشهادية في الداخل المحتل .
وفي الخامس من آذار/ مارس من العام 2003 وبينما اضطر البرغوثي للقيام بنقل طفلته إلى أحد الأطباء نتيجة مرضها الشديد، تمكنت قوات الاحتلال من اعتقاله بعد تعقبه وملاحقته لعدة سنوات، ليخضع بعدها إلى جولات من التحقيق استمرت لمدة ثلاث اشهر تعرض خلالها لأبشع أصناف التعذيب والتحقيق.
حُكم عليه بالسجن بالمؤبد67 مرة مضاف إليها 5200 عام ليكون حكمه الأكبر في التاريخ، أمضى منها حتى الآن ما لا يقل عن 10 سنوات في الحبس الانفرادي .
لم يستسلم البرغوثي للسجون فأحال المحن إلى منح واستطاع الحصول على شهادة الماجستير في تخصص الدراسات الإقليمية من جامعة القدس في عام 2022 وهو داخل السجون.
وأمام بطولات البرغوثي وسجله الجهادي وعمليات المقاومة التي أشرف عليها ونتائجها الكارثية على الاحتلال اضطر الضابط المسؤول عن ملفه في المحكمة العسكرية في بيت لحم إلى القول :"لو اضطرت (إسرائيل) أن تترك الأراضي الفلسطينية لأي سبب فإنها ستأخذه معها".
واعتبر الاحتلال البرغوثي من بين أخطر المقاومين الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي؛ حيث قام بإعادة إحياء كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" سنة 2000 بعد اغتيال قائدها يحيى عياش سنة 1996.
وفي خطوة انتقامية قامت قوات الاحتلال قبل أيام بنقل الأسير البرغوثي من سجن "شطة" إلى جهة غير معلومة تزامنا مع الاعتداء عليه.
وأكدت صفاء البرغوثي ابنة الأسير عبد الله البرغوثي في تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم السبت، أن والدها "تعرّض للضرب المبرح، وأصيب بعدة كسور في القفص الصدري".
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يعتبر الإفراج عن عبد الله البرغوثي، في أي صفقة أسرى محتملة، سيكون بمثابة الإفراج عن "سنوار آخر".