دلالات الوساطة الصينية بين حركتي "فتح" و"حماس"

إسطنبول (تركيا) - محمد صفية - قدس برس
|
يوليو 23, 2024 5:22 م
أفاد التلفاز الصيني الرسمي صباح اليوم الثلاثاء، بأن عدة فصائل فلسطينية بينها حركتا "فتح" و"حماس"، اتفقت على إنهاء الانقسام، وذلك خلال الحفل الختامي لحوار المصالحة بين الفصائل، الذي استضافته بكين منذ أول أمس الأحد حتى اليوم الثلاثاء.
كما تضمن الاتفاق تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة لإدارة غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي.
لماذا تحركت الصين؟
وأشار المراقب والمحلل السياسي الفلسطيني، علي البغدادي، في حديث مع "قدس برس" إلى ثلاثة أمور دفعت بكين إلى التحرك داخل ملف الانقسام الفلسطيني "أولها مكانة الصين الدولية التي بدأت تكبر خصوصاً فيما يتعلق بموضوع الوساطات، كالوساطة بين السعودية وإيران، التي كانت مدخلا مهما بالنسبة للصين إلى عدد من الملفات بالمنطقة، وكذلك عرضت الوساطة بين روسيا وأوكرانيا؛ ومن ثم هي مؤهلة للعب هذا الدور" على حد تقديره.
واعتبر البغدادي أن الأمر الثاني مرتبط "بمسألة تنسيق عدة ملفات بين روسيا والصين خاصة وأن روسيا داخلة بقوة على الملف الفلسطيني منذ سنوات، بينما الصين تتعامل ببطء فيما يتعلق بالسياسة، وتعتمد على قوتها الاقتصادية".
وثالث الأسباب التي دفعت بكين إلى ممارسة دور في الملف الفلسطيني، بحسب البغدادي، فهو "الماء الراكد الذي حركته طوفان الأقصى، والصين كانت حريصة على التواصل مع حركة حماس، ونسج علاقات معها مما تعنيه من قيمة ومكانة دولية وإقليمية".
وبحسب البغدادي، فإن الصين تتبنى قرارات الشرعية الدولية، وتؤمن بحل الدولتين، وتعترف بإسرائيل ولها علاقات متميزة معها "ومن ثم موقفها يتماشى مع الشرعية الدولية، فهي تريد علاقة مع الكيان الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه تريد إعادة حقوق الشعب الفلسطيني حسب القرارات الدولية التي تتضمن حل الدولتين، وهذا هو الموقف الرسمي الصيني".
آمال ضعيفة
واستبعد البغدادي أن تثمر الجهود الصينية عن نتائج على الأرض، وقال "لا يوجد أفق لهذه المصالحة، فسبق ذلك لقاءات القاهرة وجلسات في والجزائر وحتى في موسكو... والصين لم تدخل بثقلها في موضوع المصالحة... أنها ترغب في عمل علاقات مع الجميع".
ونوه بأن ملف المصالحة الفلسطينية، موجود بصورة مركزية عند رئيس السلطة محمود عباس "وواضح من بيان الرئاسة الذي صدر قبل قليل، والذي حمّل حماس مسؤولية الدماء التي تسيل في غزة أن الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية لا يتماشى نهائياً مع المصالحة، بل هو توجه نحو مزيد من الاستقطاب" على حد تقديره.
من جهته يرى الأكاديمي الفلسطيني، بلال الأخرس أن إعلان الوحدة الفلسطينية في العاصمة الصينية بيجين "أتى تعبيراً عن حجم الاهتمام بالقضية الفلسطينية الذي ارتفعت وتيرته منذ السابع من أكتوبر 2023".
ورأى في حوار مع "قدس برس" إن أي تطور إيجابي في هذا الصدد "سينعكس على المنطقة وشركائها جميعاً". مشيرا إلى أنه "تشمل المقاربة في هذا الجانب مسعى بكين لتحقيق واقع دولي يتسم بالتعددية بعيداً عن هيمنة أي دولة، ولا تترك المجال لداعمي الاحتلال في حرب الإبادة المستمرة للاستفراد بمستقبل الشرق الأوسط" على حد تقديره.
واعتبر الأخرس أن "هذا الانفتاح الدولي على الفلسطينيين والدعم الذي يتلقونه في ظل تراجع مكانة الاحتلال ونبذه دولياً، مؤشر على بيئة دولية جديدة بعد أن كان الاحتلال يتوسع في علاقاته مع معظم الدول، ويدعي شطب فلسطين من الخريطة قبل شهور قليلة فقط".
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 291 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.
تصنيفات : الحرب على غزة الخبر وأكثر