تقرير: حالة من الترقب والشلل تصيب "إسرائيل" بانتظار الرد على اغتيال هنية
غزة (فلسطين) - عبد الغني الشامي - قدس برس
|
أغسطس 5, 2024 10:59 ص
تعيش دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الشهيد إسماعيل هنية، فجر الأربعاء الماضي في العاصمة الإيرانية طهران، حالة من الترقب والانتظار والقلق أدخلت الإسرائيليين في حالة من الهستيريا، وهم ينتظرون الرد على الاغتيال.
وتحاول أجهزة استخبارات الاحتلال وحلفائها توقع نوع الرد وتوقيته وتسريب تلك التوقعات، في محاولة لتهدئة المجتمع الإسرائيلي الذي أصيب بالشلل التام.
وأغلقت المعابر والمطارات، وعلقت الرحلات الجوية، وبات الآلاف من الإسرائيليين عالقين خارج البلاد، وأغلقت المصانع الحدودية، وغُيِّرَت تعليمات الجبهة الداخلية للتعامل مع الحروب.
ووصفت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية /كان/ الحالة التي تعيشها الدولة العبرية بأنها تشبه زمان "كورنا" أو انتشار الأوبئة من فرط حالة الترقب التي يعانيها المستوطنون "ذلك أصعب حالات الحرب النفسية". وفق تعبير الإذاعة.
وعقد المتحدث باسم جيش الاحتلال مؤتمرا صحفيا لتهدئة روع الجمهور الإسرائيلي، فيما نقلت صحيفة /يديعوت أحرنوت/ العبرية عن مسؤول إسرائيلي رفيع القول إن الوضع معقد وخطير جدا، وأنهم لا يمكنهم قول كل ما يعرفونه للمجتمع الإسرائيلي.
وشبه المختص في الشأن الإسرائيلي إياد حمدان الحالة التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي بالحالة التي عاشها مستوطنو غلاف غزة في نيسان/أبريل من عام 2022 حينما اغتالت طائرات الاحتلال أحد قادة حركة "الجهاد الإسلامي" في غزة، وتوعدت الجهاد بالرد على الاغتيال وتأخر الرد لمدة أسبوع آنذاك، خسرت فيه دولة الاحتلال مليارات الدولارات لتعطيل كل مصالحها في جنوب فلسطين المحتلة.
وقال حمدان في حديث مع "قدس برس" إن "الأمر يتكرر الآن، ولكنه ينسحب على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل موسوع وهذا الأمر أصعب من الرد نفسه".
وأضاف أن "حالة الشلل والترقب هذه تؤثر في الدولة العبرية أضعاف الرد ذاته، وربما تكون جزءاً من الرد والاستنزاف الذي ليس بالضرورة أن يكون من خلال الصواريخ".
وأشار حمدان إلى أن "طهران وحلفاءها في كل ساحات المقاومة أخذوا قرار الرد على اغتيال هنية وفؤاد شكر وهي مسألة وقت، ولكن إطالة وتقصير هذه المدة يتحكمون بها حسب نظرتهم إلى طبيعة الميدان".
وشدد على أن "عيون أجهزة أمن الاحتلال هي على كل الجبهات والساحات وكذلك مناطق جغرافية غير محسوبة على محور المقاومة مثل الحدود الأردنية بحسب مصادر أمنية إسرائيلية".
وقال إن 'السعي إلى تشكيل تحالف دولي لحماية دولة الاحتلال ووصول قائد القوات الأمريكية في المنطقة إلى تل أبيب يؤكد أنهم يأخذون هذه التهديدات على محمل الجد".
وأضاف أن "رفض طهران التعامل مع أي من الوساطات العربية والدولية؛ وإصرارها على توجيه ضربة عسكرية لدولة الاحتلال، حتى لو أدت إلى اندلاع حرب يؤكد جدية إيران وقوة هذه الضربة المرتقبة" على حد تقديره.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن الجيش دفع في الأيام الأخيرة، بعدد من السرايا من قيادة الجبهة الداخلية وكتيبة "أسود الأردن" في منطقة "هشارون" من أجل حماية المستوطنات على طول خط التماس مع الضفة الغربية بعد تحذير استخباراتي عاجل من وجود نية لتنفيذ عمليات تسلل ومداهمة للمستوطنات بتوجيهات إيران و"حماس" على غرار يوم 7 تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وذكرت صحيفة /يديعوت أحرنوت/ في تقرير لها اليوم الاثنين، أنه بعد مناقشات أمنية مطولة أجراها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الليلة الماضية، واستمرت لما بعد منتصف الليل "فإن أحد الخيارات المطروحة على الطاولة توجيه ضربة استباقية لأي هدف في حال كان هناك معلومات استخباراتية مؤكدة حول أي مكان سينطلق منه الرد من أي جبهة كانت".