استشهاد أسير جريح من جنين والاحتلال يمدد اعتقال صحفية بتهمة "التحريض"

استشهد الأسير الجريح كفاح ضبايا (34 عاما) من بلدة "كفرذان" غرب جنين شمالي الضفة الغربية، في مستشفى (رمبام) الإسرائيلي، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال قبل اعتقاله في السادس من أغسطس /آب الجاري، خلال العدوان الأخير على جنين ومخيمها.
وفي بيان مشترك، قالت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" (تابعة للسلطة)، و"نادي الأسير الفلسطيني" (حقوقي مقره رام الله)، في بيان مشترك تلقته "قدس برس"، اليوم الإثنين، إن "آخر المعلومات التي توفرت حول الشهيد ضبايا تتمثل في معرفة مكان احتجازه في مشفى (رمبام) الإسرائيليّ، من دون إفصاح الاحتلال عن تفاصيل تتعلق بوضعه الصحيّ منذ اعتقاله.
وأكد البيان أنّ "جريمة إطلاق النار على المعتقل كفاح ضبايا خلال الاجتياح الأخير لجنين تُضاف إلى سجل الجرائم -غير المسبوقة- والمستمرة منذ بدء حرب الإبادة التي ينفّذها الاحتلال بحقّ شعبنا في غزة".
وأشار إلى أن الاحتلال "يصعّد منذ أكثر من ثلاث سنوات من عمليات الإعدام الميداني خلال حملات الاعتقال في الضّفة إلى جانب اعتقال العشرات من الجرحى، إلى أنّ بلغت ذروة تلك الحملات منذ بدء حرب الإبادة، وما تلا ذلك من إعدامات للعشرات من معتقلي غزة واعتقال العديد من الجرحى، هذا عدا عن اعتقال العشرات من الجرحى من الضّفة، سواء ممن اعتُقلوا بعد إصابتهم بمدة، أو من اعتُقلوا لحظة إصابتهم".
وبارتقاء المعتقل ضبايا، يبلغ عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين، منذ بدء حرب الإبادة إلى (22)، وهم الشهداء المُعلن عن هوياتهم فقط، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من الشهداء بين صفوف المعتقلين من غزة.
يذكر أنّ الأسرى والمعتقلين الذين استشهدوا في سجون الاحتلال ومعسكراته وفي مستشفياته منذ إعلان الحرب على غزة، قضوا جراء جرائم التّعذيب والتّجويع والجرائم الطبيّة، إلى جانب عمليات إطلاق النّار عليهم خلال عملية اعتقالهم.
ومع استشهاد المعتقل ضبايا، فإن عدد الشهداء بين صفوف الأسرى ارتفع منذ عام 1967 إلى (259) ممن جرى الإعلان عن هوياتهم، علماً أنه ومنذ حرب الإبادة حتّى اليوم، سُجل أعلى عدد للشهداء الأسرى منذ عام 1967، وذلك في أكثر الأزمنة دموية بحقّ الشعب الفلسطيني.
تمديد اعتقال
وعلى صعيد أخر، مددت المحكمة العسكرية للاحتلال، اعتقال الصحفيّة رشا حرز الله (39 عامًا) من نابلس، حتّى تاريخ 13 أكتوبر/تشرين الأول المقبل على خلفية ما يسميه الاحتلال بالتّحريض.
وأوضح "نادي الأسير" أنّ هذا التمديد هو الخامس الذي يصدر بحق الصحفية حرز الله، التي اعتقلت في الـ2 من حزيران/يونيو الماضي بعد استدعائها للتحقيق في معتقل (حوارة)، وهي شقيقة الشهيد محمد حرز الله.
يذكر أنّ الصحفيّة حرز الله هي من بين نحو (94) صحفيا تعرضوا للاعتقال منذ بدء حرب الإبادة في غزة، حيث أبقى الاحتلال على اعتقال (53) منهم، والذي كان آخرهم الصحفي حمزة زيود من جنين الذي اعتقل فجر أمس الأحد، من بين الصحفيين خمس صحفيات وهن: (رولا حسنين، وبشرى الطويل، وأسماء اهريش، ورشا حرز الله، والطالبة الصحفيّة في جامعة بيرزيت أمل شجاعية)، و(16) صحفيًا من غزة على الأقل ممن تمكّنا التأكد من هوياتهم، ومن بين الصحفيين (17) رهن الاعتقال الإداري.
يُشار إلى أنّ سلطات الاحتلال ومنذ بدء حرب الإبادة صعّدت من سياسة اعتقال الصحفيين، وتحديدًا عبر سياسة الاعتقال الإداريّ تحت ذريعة وجود (ملف سرّي) والذي طال الآلاف من المواطنين، لفرض مزيد من السّيطرة والرّقابة على العمل الصحفيّ، وفي محاولة مستمرة لسلب الصحفيين حقّهم في حرّيّة الرأي والتّعبير وممارسة مهنتهم.
وإلى جانب جريمة الاعتقال الإداريّ، استخدم الاحتلال الاعتقال على خلفية ما يسمى (بالتّحريض) عبر وسائل الإعلام التي عملوا فيها، ومنصات التّواصل الاجتماعيّ التي تحوّلت من أداة لحرّيّة الرأي والتّعبير إلى أداة لاستهداف الصحفيين والفلسطينيين عموما، حيث تُظهر لوائح (الاتهام) المقدمة بحقّ الصحفيين على خلفية (التّحريض) إصرار الاحتلال على ملاحقة الصحفيّين بناء على عملهم الصحفيّ دون وجود مبرّر قانونيّ لهذه الاعتقالات، حيث تعمّد الاحتلال في صياغته لبنود ما يدعيه (بالتّحريض) جعلها فضفاضة، دون محدّدات واضحة، ليتمكّن من استخدامها سلاحاً في وجه الصحفيّين على وجه الخصوص، وباقي الفلسطينيّين على وجه العموم، وزجّهم في السّجون.