صناع الأمل.. مبادرة إنسانية للوصول إلى المرضى والمصابين من قطاع غزة
في لفتة إنسانية وكخطوة تضامنية جاءت لتسد بعض الدين لأهالي قطاع غزة أمام جرائم الاحتلال ومجازره، والتي أفرزت آلاف المحتاجين لعلاجات طبيعية، أطلقت مجموعة من المتطوعين مبادرة طبية لتقديم العلاج الطبيعي وإعادة تأهيل المصابين والمرضى من خلال استخدام التقنيات الحديثة والشبكة العنكبوتية.
وبحسب القائمين على هذه المبادرة والتي حملت اسم "صناع الأمل"، فإنها تهدف إلى "تقديم العلاج الطبيعي عن بعد، في حاله الطوارئ للمصابين والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على يد أخصائيين واستشاريين في العلاج الطبيعي والتأهيل سواء من داخل فلسطين أو من بعض الأطباء من جمهورية مصر العربية".
وذكرت حلا حسن من مدينة نابلس، صاحبة الفكرة ومطلقة المبادرة، بأن "ما عزز وجود هذه المبادرة هو إمكانية الاستعانة بوسائل التواصل وتكنولوجيا الاتصالات في قطاع غزة من خلال استخدام تقنيات معينه تسهل وتخفف عن كاهل الأهل هناك وخصوصا في ظل الحصار وإغلاق المعابر وقلة الإمكانيات".
وأشارت حسن إلى أن "مفهوم الرعاية الصحية عن بعد يهدف إلى تقديم الرعاية الصحية والمعلومات السريرية عن بعد باستخدام تكنولوجيا الاتصالات مثل الانترنت واللاسلكي والأقمار الاصطناعية والهواتف وتقديم الرعاية الصحية دون الحاجة إلى زيارة المستشفيات، خاصة وأن هذه التقنيات استخدمت بشكل واسع خلال جائحة كوفيد 19" .
ولفتت حسن إلى أن "هذه المبادرة تتيح لكثير من المرضى استعادة الوظيفة الحركية كليا أو جزئيا مما يسهل حركته خاصة في ظل النزوح المستمر لأبناء القطاع".
وعن أكثر التحديات والعوائق التي تواجه الحملة تقول، "تتمثل المعيقات والتحديات في الانقطاع المستمر على شبكات ووسائل الاتصال كالانترنت والشبكات بالإضافة إلى انقطاع الأدوات الطبية والأدوات المساعدة كالعكازات والكراسي المتحركة وغيرها ، وهذا يعني أن الفريق سيضطر للبحث عن بدائل لوسائل الاتصال حسب الوسيلة المتوفرة لكل شخص بالإضافة إلى إيجاد بدائل وحلول لاستخدامها في التأهيل حسب الامكانيات المتوفرة".
ويسعى المشاركون في هذه الحملة كما تقول حسن لتطوير الفكرة؛ لتقديم خدمة التأهيل لأكبر عدد ممكن من الجرحى والمصابين والمرضى في قطاع غزة، بالإضافة إلى ضم تخصصات اخرى للمبادرة تشمل أغلب الخدمات الطبية".
ويشرف على هذه المبادرة كل من الأخصائية للعلاج الطبيعي حلا محمد حسين من بلده بيتا جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، وبالتعاون مع اخصائي العلاج الطبيعي في قطاع غزة معتز ابو ديه.
كما تلقت المبادرة الدعم من قبل فريق تطوعي(PM Streak) من جمهوريه مصر العربية وهو فريق يضم عددا كبيرا من أخصائيين واستشاريين في مجال العلاج الطبيعي.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 40 ألفا وخمسة شهداء، وإصابة 92 ألفا و401 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
