"كتائب القسام" و"سرايا القدس" تتبنيان عملية "تل أبيب"... ما الذي يعنيه ذلك؟

قلب الإعلان المشترك لـ "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي"، عن تبنيهما التفجير الذي وقع ليلة أمس الأحد، في "تل أبيب"، الطاولة على الاحتلال، ووجه ضربة لأجهزته الأمنية، وفتح الباب للتحدي مجددا بعد توعده بالعودة إلى تنفيذ العمليات الاستشهادية في الداخل المحتل.
 
وتخشى سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عودة مثل هذه العمليات. وبحسب صحيفة /هآرتس/ العبرية، فقد أمرت شرطة الاحتلال، اليوم الاثنين، برفع مستوى التأهب في منطقة "تل أبيب" الكبرى، وأجرت عمليات بحث عن مشتبه بهم إضافيين.
 
 كما دعت شرطة الاحتلال سكان المدينة إلى اليقظة والحذر، لا سيما أن "القسام" تحاول منذ سنوات فتح جبهة قتال مع الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، على الرغم من السيطرة الأمنية الإسرائيلية الشاملة في جميع مدنها وضعف الإمكانيات بيد المقاومين الفلسطينيين.
 
ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي، أحمد الطناني لـ "قدس برس" إن العمليات الاستشهادية في الداخل المحتل تطل مجددا بعد انقطاع دام لأكثر من 18 سنة، بالرغم من كل الإمكانيات العالية لجيش الاحتلال في الضفة من التشديد على الحواجز وسياسة الاعتقالات المستمرة بحق قيادات وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي".
 
ويستدرك "إلا أن قوى المقاومة تنجح في اصطياد العدو من خلال المكامن التي اعتبرها الأمان له"، مشيرا لتصريحات الاحتلال بأن المنفذ من سكان الضفة المحتلة، "ما يدلل على اختراق أمني قد تعرض له الاحتلال، الذي يفرض إجراءات مشددة على الضفة وسكانها، ويلاحق محاولات دخولهم إلى داخل فلسطين المحتلة".
 
ويضيف الطناني "هذه خطوة جريئة للعودة إلى تلك العمليات والأكثر جرأة الإعلان عن بداية تلك العمليات، وأن الباب فتح على مصراعيه مجددا"، وتؤكد أن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي": "متجددتين ومستمرتان في الإعداد والتجهيز، وأن سياسة الاحتلال لم تنجح في إضعاف الحركتين في الضفة الغربية" وفق تقديره.
 
واعتبر الخبير الفلسطيني أن عملية "تل أبيب" تأتي "لتزيد حالة الاستنزاف داخل الكيان سواء معنويا أو اقتصاديا أو عسكريا".
 
وأعرب عن اعتقاده أن "الذي يشكل فارقة في هذه الحرب وجبهة ضغط حقيقة هو الضرب داخل العمق الصهيوني، ما يشكل ذعرا حقيقيا وحالة هستيريا لمجتمع المستوطنين، وتؤكد أن خيارات المقاومة مفتوحة ومتجددة ما دام هذا الاحتلال يمعن في الجرائم ستكون المقاومة حاضرة في كل الساحات والميادين وبكافة الوسائل والأدوات المتاحة وفق المتغيرات والمحددات في ذلك".
 
أسئلة مشروعة
وطرح ناشطون أسئلة عبر منصات التواصل الاجتماعي حول العملية والتبني الرسمي، وكيف استطاع منفذ العملية الاستشهادية الوصول إلى "تل أبيب" متجاوزا كل الإجراءات الأمنية الإسرائيلية! وكيف هُرِّبَت العبوة الناسفة أيضًا؟! وكذلك تساءلوا كيف لم يكن هناك إشارات ساخنة حول وجود نوايا تنفيذ عمليات استشهادية، وهو ما يؤشر إلى وجود وعي أمني لدى المجموعة المسؤولة عن العملية.
 
وأوضحوا أن الإعلان الرسمي والمشترك يؤشر إلى وجود تنسيق على أعلى المستويات بين حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" حول التصعيد الميداني في الضفة الغربية.
 
ويعلق على ذلك المختص في الشؤون الإسرائيلية عزام أبو العدس لـ"قدس برس"، بقوله إن "مجرد الوصول لتل أبيب بعبوة ناسفة وتخطي كل الحواجز الأمنية والاستخباراتية، يعد أكبر فشل أمني للاحتلال وأذرعه الأمنية".
 
ويتابع "صحيح أن العملية لم تكتمل ولم توقع خسائر كبيرة، ولكن خطورتها أنها أشعلت الضوء الأحمر، وسيتعامل معها الاحتلال كما لو أنها خلفت عشرات القتلى؛ لأنها نجحت في الإعداد والتخطيط والوصول لداخل عمق الاحتلال".
 
وأضاف "بالمحصلة نجاح وصول منفذ العملية ولربما نجاح عمليات أخرى في المستقبل سيُدخل الاحتلال في حالة من الإرباك الأمني الكبير، ويخلط كل الأوراق الداخلية، وقد يمس بشكل مباشر التحسن الذي طرأ على الأسهم الانتخابية لنتنياهو".
 
وأكمل "كما هو أيضًا فشل ذريع لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي يركز على زيادة الانتهاكات بحق الأسرى والمسجد الأقصى في الوقت الذي ترفع فيه المقاومة من وتيرة المواجهة في عمق الأراضي المحتلة".
 
رسائل عميقة
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، أن عملية "تل أبيب" أمس الأحد، "جاءت فيها ثلاث معان جوهرية أولها العودة إلى فكرة التفجير، التي كانت في مخيمات الضفة؛ ومن ثم انتقلت إلى الشوارع الرئيسية ومداخل المستوطنات ثم الداخل المحتل، وفي قلب تل أبيب".
 
وقال القيق في تصريحات صحفية إن "عودة العمليات الاستشهادية يعني أن قواعد الاشتباك التي كانت مبنية على مدار أعوام سابقة بضمانات دولية أو بتوقف المقاومة عن العمليات الاستشهادية يبدو أنها أزيلت من قاموس المقاومة ما يعني أننا أمام موجة واسعة من التصعيد لا تقتصر على العمليات الاستشهادية فقط، وإنما على عمليات الضفة الغربية والمستوطنات".
 
وأضاف، أن "إعلان القسام والسرايا المشترك، يعطي إشارة إلى أن هناك غرفة عمليات مشتركة للمقاومة في الضفة الغربية وبهذه الحكمة والحنكة والصيغة من الإعلان والتفجير في ظل حالة من التسلسل في التفجيرات وصولا إلى تل أبيب ما يشير إلى أن هناك غرفة عمليات مشتركة تدار من الخارج، وترتب في الداخل ولديها لوجستيات" على حد تقديره.
 
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
أمن المقاومة يحذر مجددا من التراخي الأمني وسط حديث عن هدنة
يوليو 3, 2025
وجّه أمن المقاومة في قطاع غزة، مساء الخميس، تحذيرا أمنيا دعا فيه المقاومين وعناصر الأجهزة الميدانية إلى ضرورة الالتزام التام بالإجراءات الأمنية، في ظل تزايد الحديث الإعلامي حول إمكانية التوصل إلى هدنة بين المقاومة والاحتلال "الإسرائيلي". وأوضح أمن المقاومة في بيان صحفي نشرته منصة "الحارس"، أن "التجارب السابقة أظهرت أن الاحتلال الإسرائيلي غالبا ما يستغل
"سرايا القدس": قصفنا مقر قيادة للاحتلال شمال خان يونس
يوليو 3, 2025
قالت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "تالجهاد الإسلامي" إنها "قصفت مقر قيادة وسيطرة للعدو شمال مدينة خان يونس بصاروخ". وأضافت في بيان مقتضب اليوم الخميس "وحققنا إصابة مباشرة". ودأبت فصائل المقاومة في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نفذت
"فلسطينيو سوريا" بين الاندماج والتحذير من الذوبان
يوليو 3, 2025
في مرحلة انتقالية مفصلية تعيشها سوريا بعد سقوط النظام السابق، أعيد فتح ملف اللاجئين الفلسطينيين كمكون اجتماعي وقانوني وسياسي لا يمكن تجاهله. وبينما تطرح بعض النخب الفلسطينية رؤى لتحديث الوضع القانوني لفلسطينيي سوريا، تبرز مواقف ناقدة تحذر من خطر الذوبان السياسي وضياع الهوية. في هذا السياق، قدم كلّ من الحقوقي أيمن فهمي أبو هاشم والكاتب
ِشهيد فلسطيني برصاص الاحتلال في طولكرم
يوليو 3, 2025
 استشهد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، قرب مخيم نور شمس للاجئين شرق طولكرم، شمالي الضفة الغربية. وأفادت وزارة الصحة (تابعة للسلطة الفلسطينية)، باستشهاد وليد حسن سعد بدير (61 عاما) برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الأربعاء، نحو 50 عائلة في مخيم طولكرم، بوجوب إخلاء منازلها خلال
"حماس" تدعو الفلسطينيين لتكثيف الرباط في الأقصى
يوليو 3, 2025
دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل إلى تكثيف الرباط في المسجد الأقصى المبارك والتصدي لاقتحامات المستوطنين لباحاته. وقالت الحركة في بيان تلقته "قدس برس" مساء اليوم الخميس، إن "اقتحامات قطعان المستوطنين اليومية المستمرة لباحات الأقصى، وأداءهم طقوساً تلمودية استفزازية في باحاته، بحماية قوات الاحتلال هي إمعان في انتهاك حرمة
عائلة "حلس" في غزة تُعلن البراءة من "عصابة عملاء" وتدعو لمحاسبة المتورطين
يوليو 3, 2025
أصدرت عائلة "حلس" في قطاع غزة والشتات بياناً شديد اللهجة، أعلنت فيه البراءة التامة والمطلقة من مجموعة من أبنائها المتورطين في "الخيانة والتخابر" مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً رفضها القاطع لكل أشكال التعامل مع جهات معادية للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. وجاء في البيان الذي صدر اليوم الخميس، أن "عصابة من العملاء المأجورين"، ومن بينهم شخص يُدعى