كاتب مصري: وجود الاحتلال في محور "فيلادلفيا" استفزاز للقاهرة.. وله عواقب وخيمة

يرى كاتب ومحلل سياسي مصري، أن إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على البقاء في "محور صلاح الدين" (فيلادلفيا) ومعبر رفح، حوّل مصر من "وسيط إلى طرف حقيقي في النزاع، لحماية المنطقة من حرب إقليمية يخطط لها قادة الاحتلال بدعم أمريكي وغربي".
وأكد الكاتب محمد سعد عبد الحفيظ، في حديثه لـ"قدس برس"، أن: "مصر رفضت بشكل قاطع استمرار تواجد قوات إسرائيلية في هذا المحور (فيلادلفيا)، وتصر أن يكون معبر رفح، مصريا- فلسطينيا خالصا".
وأضاف: "مصر لن تتزحزح عن هذا الموقف، حتى بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القاهرة".
وشدد على أن مصر أوصلت رسالة واضحة إلى بلينكن ومن وقبله الوفد الفني الإسرائيلي المفاوض الذي زار القاهرة قبل عدة أيام؛ مفادها أن "الجانب المصري يصر على عدم وجود أي قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا".
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي المصري، أن "التواجد العسكري الإسرائيلي في محور صلاح الدين ومعبر رفح، بأي شكل من الأشكال، يعد استفزازا وتحديا للدولة المصرية وقد يكون له عواقب وخيمة".
وفي رده على سؤال كيف يمكن للقاهرة مواجهة الضغوط الأمريكية: يقول "سعد": "مصر في هذه المرحلة عليها أن تحاصر ما ينوي نتنياهو فعله من جر المنطقة لحرب إقليمية واسعة".
وتابع: "مصر تحاول في هذه المرحلة أن تحاصر هذه النار التي قد تشتعل في المنطقة؛ من خلال أدواتها الدبلوماسية".
وأشار "سعد" إلى أن "القاهرة تلعب دور الوسيط بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وتحاول تقريب وجهات النظر، منخرطة مع الولايات المتحدة ودولة قطر، للوصول إلى صفقة تنتهي بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى".
وقال: "مصر كان عليها أن تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فدورها يجب أن يكون أكثر تقدما في الضغط على العدو الصهيوني، باعتبارها الدولة العربية الأكبر والتي تمتلك أدوات حقيقية".
وأضاف الكاتب المصري: "ولكن لاعتبارات عدة لها علاقة بالوضع الاقتصادى المتأزم والسياق الدولي، اختارت مصر الدعم بما يتوافق مع ظروفها في هذه المرحلة؛ إلى جانب لعب دور الوسيط، وإن كان وسيطا منحازا للمقاومة الفلسطينية، حسب السردية الإسرائيلية"، وفق قوله.
وبدعم أمريكي تشن "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.