سوريا.. "حيفا الكرمل".. قصص لاجئين لا يمحوها التاريخ
في مسعى للتخفيف من وطأة التهجير، وأملا في واقع أفضل، تم افتتاح قرية "حيفا الكرمل" قبل عامين، في منطقة "كللي" بريف إدلب شمال سوريا، للاجئين الفلسطينين، للتخفيف من معاناتهم، وإيجاد فرص عمل لهم تحسن من أوضاعهم.
إلا أن واقع اللاجئين في القرية يزداد سوءا يوما بعد يوم، وتتعدد أوجه المأساة فيها التي رصدتها "قدس برس" من خلال جولة ميدانية حاولت من خلالها إبراز المعاناة التي يعيشها اللاجئون هناك.
البطالة الموت البطيء
يقول محمود أبو راشد اللاجئ الفلسطيني، الذي انتقل إلى القرية منذ تأسيسها قادما من مخيم اليرموك، في العاصمة دمشق، إن "معظم شباب القرية عاطلون عن العمل، وفي أحسن الأحوال يعمل البعض بالمياومة".
ويضيف أبو شادي المهجر أيضا من مخيم اليرموك، "أعمل يوما في البناء وأحيانا حمالا، رغم أن مهنتي الأساسية نجار، معظم الشباب يعمل في مصالح ليست من اختصاصاتهم أو أعمالهم التي كانوا يعملون فيها قبل التهجير".
ويشير إلى أنه " وبعد عناء عمل يومين يمكنك أن تجني 300 ليرة تركية كحد أقصى، ولك أن تتخيل ماذا يمكن أن تشتري فيها لعائلة مكونة من 6 أشخاص".
الأثاث مقابل الغذاء!
وفي قصة مأساوية خارج الوصف تكشف اللاجئة الفلسطينية أم أحمد أنها "اضطرت لبيع أبواب منزلها من أجل شراء حليب لأطفالها، حيث لديها ولدين وثلاث طفلات توائم".
وأوضحت أنها "بلا معيل بعد تخلي زوجها عنها وعن أولادها، وأن أولادها يأكلون الخبز فقط طيلة أيام الأسبوع لعجزها عن شراء الطعام لهم".
وناشدت المنظمات الإنسانية أن "تتكفل أطفالها، وأن تساهم بتوزيع السلل الغذائية في القرية والتي انقطعت منذ فترة طويلة".
معضلة المهاجرين
واشتكى اللاجئ الفلسطيني "أبو أحمد" من "انقطاع الدعم الإنساني عن القرية، رغم الأوضاع الصعبة"، موضحا أنه "منذ أكثر من سنة وثمانية أشهر لم يدخل للقرية أي مساعدات، بخلاف مخيمات الجوار".
واستغرب أن "بعض المنظمات ترفض العمل في القرية بحجة أن السلطات في إدلب تعتبر الفلسطينيين في عداد المهاجرين، مع العلم أن آباءنا قدموا لسوريا عام 1948 وبعض أهالينا ولدوا في سوريا، واليوم يعتبروننا مهاجرين!".
ويقيم في قرية "حيفا الكرمل" قرابة 500 عائلة فلسطينية بالإضافة لعائلات سورية معظمها هاجر من مخيم اليرموك ومناطق جنوب دمشق.
وافتتحت جمعية الإغاثة 48 من الداخل الفلسطيني القرية في 29 من كانون الأول/ديسمبر عام 2022، وشهدت الأشهر الأولى إمداد القرية بعدة حملات من المساعدات خاصة فترة الزلزال الذي ضرب المنطقة، قبل أن تنقطع هذه المساعدات منذ فترة طويلة.