لماذا عملية "مخيمات الصيف" التي انطلقت بالضفة أخطر من "السور الواقي"؟

أكد متابعون ومحللون فلسطينيون على أن عملية الاحتلال العسكرية التي شرعت فيها مستهدفة مخيمات شمال الضفة الغربية المحتلة، وأطلقت عليها اسم "مخيمات الصيف"، تهدف إلى اجتثاث المقاومة عبر استخدام القوة المفرطة من جانب، وتدمير الحاضنة الشعبية من جانب آخر، واعتبروها أخطر من عملية "السور الواقي" التي نفذها الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة عام 2002.

وشدد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عصمت منصور، على أن "أخطر ما في عملية الاحتلال التي تستهدف مخيمات شمال الضفة الغربية حاليا، ما قاله وزير الخارجية في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس: يجب إخلاء السكان ونقلهم لأماكن إنسانية من أجل تنفيذ عمليات تطهير"، وهي جملة وردت في بيان الناطق باسم الجيش عند إطلاق العملية.
 
وبحسب منصور، الذي كان يتحدث لـ "قدس برس" فإن "الهدف من هذه العمليات واضح، ويتمثل في تدمير البنية التحية وتحويل المخيمات إلى أماكن غير قابلة للحياة وتطهير عرقي زاحف وتدريجي".
 
وعزا منصور تلك الخطط إلى وجود برامج لدى حكومة الاحتلال معلنة، بالإضافة إلى "تركيبتها وأيديولوجيتها وخطة (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش في حسم الصراع"، في إشارة إلى خطة ضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال.
 
وطالب منصور "بضرورة العمل من أجل إيجاد خطة جماعية موحدة تستنهض الطاقات كلها من أجل مواجهة هذه العقلية الإجرامية".
 
وعلى الصعيد ذاته، اعتبر الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي، عزام أبو العدس، العملية العسكرية الحالية لجيش الاحتلال بالضفة الغربية بأنها "أكثر خطورة؛ مما شهدته الضفة الغربية خلال عملية السور الواقي في عام 2002".
 
ولفت أبو العدس، في حديث مع "قدس برس" إلى أنه "عندما نُفِّذَت عملية السور الواقي كانت الفصائل الفلسطينية حاضرة في الضفة الغربية وموجودة من حيث البنى التحتية والمالية والعسكرية ولها القدرة على إعادة تكوين قواتها وتعويض الخسائر، أما الآن الفصائل فُكِّكَت ماليا وعسكريا واجتماعيا".
 
وأضاف "عملية السور الواقي تمت في فترة كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية بالكاد يصل إلى 70 ألفاً والآن عددهم 800 ألف، وهذا يعني أن القضاء على المقاومة سيزيد تغول الجيش والمستوطنين" على حد تقديره.
 
وأشار أبو العدس إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "بحاجة ماسة إلى انتصار، وبما أنه عجز عن تحقيق الانتصار في غزة سيحصل في الضفة على صورة انتصار ترفع من شعبيته لا سيما وسط المستوطني، ومن ثم وفي ظل عودة شعبية نتنياهو للصعود ستزيد هذه العملية من حظوظه في الانتخابات القادمة التي ينوي الترشح لها".
 
وقال "في عام 2002 كان الاحتلال لا يزال يعيش تحت صدمة دخول (رئيس حكومة الاحتلال آنذاك أرئيل) شارون للمسجد الأقصى (عام 2000) وكان المسجد الأقصى خارج اللعبة، لكن الآن إذا نجحت إسرائيل في القضاء على آخر عمل مقاوم، فهذا يعني بناء الكنيس الذي تحدث عنه (وزير أمن الاحتلال إيتمار) بن جفير؛ ومن ثم تهجير أهل القدس".
 
وشرعت قوات الاحتلال مع ساعات فجر اليوم في عملية عسكرية واسعة تستهدف مقاومين في "جنين" و"طولكرم" و"طوباس" شمال الضفة، حيث اجتاحت قوات كبيرة كافة مناطق ومدن ومخيمات شمال الضفة الغربية من عدة محاور، وأطلق جيش الاحتلال على العملية اسم "مخيمات الصيف".
 
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية الاحتلال هي الأوسع منذ عملية "السور الواقي" في عام 2002، وأنها تتم بمشاركة سلاح الجو وقوات كبيرة، ويشارك فيها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) وقوات المستعربين، كما يستخدم مروحيات ومقاتلات بشكل واسع.
 
وعملية "السور الواقي" هي عملية عسكرية قامت بها إسرائيل باحتلال ومهاجمة مناطق السلطة الفلسطينية، عقب قيام العسكري الفلسطيني عبد الباسط عودة بتنفيذ عملية فندق "بارك" التي تعد إحدى أكبر العمليات الفدائية في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
 
وكان الهدف الرئيسي من عملية "السور الواقي" بالنسبة للاحتلال هو القضاء نهائيًا على الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000 بعد أن اقتحم رئيس حكومة الاحتلال آنذاك أرئيل شارون المسجد الأقصى المبارك.
 
وانطلقت "السور الواقي" في 29 آذار/مارس 2002، وانتهت في 10 أيار/مايو من العام نفسه، وحشدت لها سلطات الاحتلال ما يقارب 30 عنصرا من جيشها.
 
وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا
غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا يجب أن يكون "حكما بالإعدام"
يونيو 27, 2025
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وأكد غوتيريش أن السعي للحصول على الطعام لا يجب أن يُعرّض الناس للموت، محذرا من أن آليات توزيع المساعدات الحالية في القطاع تؤدي فعليا إلى قتل المدنيين. وقال في تصريح للصحفيين من نيويورك: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا
الاتحاد الأوروبي يندد بعنف المستوطنين في الضفة الغربية ويدعو "إسرائيل" إلى التحرك
يونيو 27, 2025
أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، محذرا من تصاعد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين "الإسرائيليين" ضد الفلسطينيين، والتي كان آخرها استشهاد ثلاثة مواطنين في بلدة كفر مالك شرق رام الله، يوم الأربعاء الماضي. وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، إن "موجة العنف والترويع
"الإعلامي الحكومي" يحذر من مواد مخدرة في معونات غذائية مصدرها الاحتلال
يونيو 27, 2025
أعرب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الجمعة، عن بالغ القلق والاستنكار إزاء العثور على أقراص مخدرة من نوع "أوكسيكودون" داخل أكياس طحين وزّعت على المواطنين عبر ما وُصف بـ"مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية"، التي تُعرف شعبيا باسم "مصائد الموت". وأوضح المكتب أن التحقيقات وثّقت حتى الآن أربع إفادات منفصلة لمواطنين عثروا على هذه الأقراص داخل أكياس الطحين،