"أصوات نشاز وقلة منبوذة".. كويتيون يردون على الانتقادات الموجهة للمقاومة الفلسطينية
في الأونة الأخيرة، تعرضت المقاومة الفلسطينية لانتقادات شديدة من بعض العلماء والدعاة، حيث اتهموا قادتها بتحمل مسؤولية الأوضاع الحالية في غزة، مشيرين إلى سوء تقديرهم لنتائج عملية "طوفان الأقصى".
أثارت هذه الحملة الشديدة ضد المقاومة وقيادتها موجة من الاستنكار والغضب، حيث اعتبر العديد من النشطاء أن الهجوم على المقاومة وتحميل قادتها المسؤولية عن الوضع الراهن يعد من مظاهر "الإرجاف" الذي ذمه القرآن الكريم في سورة الأحزاب.
في هذا السياق، برزت مواقف كويتية حازمة تدعم المقاومة وتندد بالأصوات التي تسعى لتقويض جهودها.
فقد أكد رئيس رابطة "شباب لأجل القدس" في الكويت (فريق تطوعي)، مصعب المطوع، أن "هذه الأصوات التي ظهرت مؤخرًا لتخوين المجاهدين والمدافعين عن الأمة تعتبر أصوات نشاز، تسعى إلى تحطيم إرادة المقاومة في أوقات حرجة".
وقال المطوع لـ"قدس برس"، إن "هذه الأصوات التي تعالت في وقت نحتاج فيه إلى نصرة القضية الفلسطينية هي في الواقع أصوات تبرر للمعتدي وتحمل الضحية ذنب الجلاد".
وأضاف أن "هذه الأصوات ظهرت بعد شهور من المعاناة الطويلة التي عاشها الشعب الفلسطيني الصامد، حيث بدأت تنتقد المقاومة والمجاهدين وكأنها في معزل عن الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون".
وأشار المطوع إلى أن "هذه الأصوات تتغافل عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني يوميًا بحق الأبرياء، من نساء وأطفال، في انتهاك صارخ للقوانين الإنسانية والدولية".
وتابع قائلاً: "نسمع هؤلاء المدافعين عن المحتل وهم يتحدثون بأعلى أصواتهم، بينما لا نسمع لهم أي كلمة إدانة تجاه المجازر التي تحدث يوميًا بحق الأبرياء".
كما وصف المطوع هذه الأصوات بأنها تأتي من "علماء السلاطين وعلماء الدرهم والدينار، الذين يغضون الطرف عن الجرائم ويتهربون من مسؤولياتهم في الدفاع عن الحق".
ووجه المطوع رسالة لهم، قائلاً: "لتعلموا أنكم قلة منبوذة في المجتمعات، وآراؤكم لا تؤثر في مسار المقاومة".
من جانبه، أكد المحامي الكويتي، وعضو مجلس الأمة السابق، محمد الدوسري أن "الشعب الكويتي، منذ بدء الاحتلال للأراضي والمقدسات في فلسطين، كان ولا يزال يرى القضية الفلسطينية كقضية إسلامية عربية، وليس فقط فلسطينية".
وأوضح الدوسري في حديثه لـ"قدس برس"، أن "هذا الموقف ينبع من الإيمان العميق بمبادئ الإسلام كما هي منصوص عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة"، مشيرًا إلى أن "مقاومة الاحتلال حق طبيعي للشعوب التي تتعرض للظلم والقوة الغاشمة".
وأشار الدوسري إلى أن الأصوات التي تهاجم المقاومة الفلسطينية، والتي وصفها بـ"الأصوات الشاذة والمنبوذة، لا تعكس الإيمان العميق لدى الشعب الكويتي وبقية الشعوب العربية والإسلامية".
وأضاف أنها "تحاول التماهي مع توجيهات النظام العالمي الذي يدعم الاحتلال الصهيوني المجرم، لكن تأثيرها ضئيل".
كما شدد الدوسري على أن هذه الأصوات "لم تأت بجديد، إذ أن لها مثيلًا في التاريخ"، مشبهاً إياها بـ"المنافقين الذين ظهروا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم واستمروا عبر التاريخ في مهاجمة المصلحين والمقاومين للاحتلالات الأجنبية".
وأكد أن "الأمة لطالما نبذت هؤلاء المثبطين ورفضت مواقفهم الخائنة"، معتبرًا أن "وجود مثل هذه الأصوات سيستمر حتى قيام الساعة، كما أوضحت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية".
واختتم الدوسري بالتأكيد على أن "مقاومة الاحتلال ستبقى قضية حق وشرف، وأن الأمة لن تنخدع بمواقف تلك الأصوات التي تحاول تبرير الظلم والعدوان".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 40 ألفا و878 شهيدا، وإصابة 94 ألفا و454 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.