حفر الصرف الصحي في غزة تتحول إلى مصدر موت للأطفال

تنتشر آبار المياه العادمة بين خيام النازحين بطريقة عشوائية غير منظمة، حتى أنها تحولت بعد عام من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع إلى مصدر يهدد حياة المارة والمواطنين وتحديدا فئة الأطفال الذين سقط كثيرون منهم فيها، وكادت أن تودي بحياتهم بسبب انتشارها العشوائي، وتقاعس أصحاب الخيام عن دفنها أو توضيح أماكنها بصورة تمكن المارة من رؤيتها لتجنبها.

الطفلة سارة أبو هربيد التي لم يتجاوز عمرها خمس سنوات، سقطت في بئر مليئة بالمياه العادمة في مواصي خان يونس، تقول والدتها لـ"قدس برس" "كدت أن أفقد ابنتي، كانت تركض أمامي وفجأة سقطت في بئر لحسن الحظ أننا استطعنا الإمساك بها لأنه لم يكن عميقا، كانت الساعة تشير إلى الثامنة مساء وبالكاد يستطيع الإنسان رؤية أمامه".

وتضيف "على الجميع أن يتحرك لإيجاد حل لهذه الآبار، انتشارها لا يقتصر على كونها مصدر للبعوض والأمراض الجلدية، بل باتت تشكل خطر حقيقي يهدد حياتنا".

 

آبار بدائية

ما إن أصدر جيش الاحتلال أوامر الإخلاء مع بدء حرب الإبادة على القطاع، أنشأ النازحون شبكات بدائية لتصريف المياه العادمة ومياه الشطف والغسيل، وهي باختصار عبارة عن حفرة أو اثنتان يتم تجهيزها لكل خيمة عمقها يتراوح من (متر- متر ونصف)، يتم ربطها بمواسير موصولة في دورة المياه داخل الخيام، تستخدم لتجميع المياه بعد استعمالها داخل البئر البدائي ثم تمتصه التربة لاحقا.

أُنشأ هذا النظام البدائي لتصريف المياه بجهود فردية ذاتية من النازحين، حيث يفتقر هذا النظام للحد الأدنى المعمول به في شبكات تصريف المياه المعمول به في المدن، فلا أغطية تميزه، وحدوده من الرمال دون عوازل صلبة تمنع انزلاق التربة، وهو ما أدى لتسجيل عشرات الحوادث لأطفال انزلقوا في هذه الحفر وكادوا أن يفقدوا حياتهم بسببها.

لجأ النازحون للاستعانة بقطع خشبية أو أغطية من الكرميد والنايلون لتغطية آبارهم، إلا أن درجات الحرارة المرتفعة وعوامل الطقس المختلف أدت لإذابة هذه الأغطية وبات وجودها دون فائدة، حيث لم تعد تؤدي دور العازل المطلوب لحماية من يمر من فوقها أو بجانبها.

ناهيك عن أن هذه الحفر تحولت لمصدر رئيسي لنقل الأمراض والأوبئة بين النازحين، والتي كان أخرها فيروس "شلل الأطفال"، ومن قبله"التهاب الكبد الوبائي أ"، وغيرها من الأمراض الجلدية والبكتيرية التي عانى منها غالبية سكان القطاع.

 

دور الاحتلال في هذه الكارثة

دفع الاحتلال سكان قطاع غزة، في شريط ضيق من منطقة غرب القطاع في المنطقة المعروفة "المواصي" التي تمتد من ساحل المنطقة الوسطى وحتى مدينة رفح جنوبا وأطلق عليها زورا "المنطقة الإنسانية".

طبيعة هذه المناطق أشبه بالبيئة الصحراوية، فهي بيئة رملية، تفتقر لوجود بنى تحتية، أو شبكات الصرف الصحي، وبالتالي اضطر المواطنين لبناء شبكات بدائية من الصرف الصحي بعيدة عن المواصفات الصحية المطلوبة، وهو ما جعلها نقطة لانتشار الأوبئة والمكاره الصحية وأخيرا مصدرا خطر يهدد حياة الأطفال والمارة.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 346 يوما، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 41 ألفا و 226 شهيدا، وإصابة 95 ألفا و413 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
ترامب: وقف إطلاق النار في غزة "وشيك"
يونيو 27, 2025
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريبا"، مرجحا أن يتم إبرامه خلال الأسبوع المقبل. وأضاف ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالا باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، أنه تحدث أخيرا مع عدد من الأطراف المعنية بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا