عبود شاهين.. لاحقته السلطة واغتالته "إسرائيل"

منذ عودته للانخراط في العمل المقاوم قبل نحو عام تقريبا، كان الشهيد عبد الحكيم شاهين (33 عاماً) أو عبود، كما كان معروفا لدى أهالي مدينة نابلس، يتعرض لملاحقة شديدة لاعتقاله أو قتله من الأجهزة الأمنية الفلسطينية أو قوات الاحتلال الإسرائيلي على حد سواء.
ورغم أن شاهين خرج في أكثر من مقطع فيديو مصور، أكد فيها أن سلاحه فقط موجه ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن ذلك لم يردع أو يمنع السلطة الفلسطينية من تتبعه ومصادرة مركبته وإطلاق الرصاص عليه أكثر من مرة، وآخرها ما جرى ليلة أمس.
وظهر شاهين، بمقطع فيديو بعد محاولة اعتقاله من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وهو يؤكد أنه تم تقديم مقترحات له من أجل تسليم نفسه للأجهزة الأمنية الفلسطينية، لكنه رفض، وأن تلك البندقية ستبقى موجهة للاحتلال الإسرائيلي قائلاً: "هذه البارودة بدها تظل تطخ على الجيش بس".
وبعد ساعات من المحاولة الفاشلة للأمن الفلسطيني لاعتقاله، اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية مدينة نابلس، مستهدفة البلدة القديمة، حيث اندلع اشتباك مسلّح عنيف بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أصيب خلاله عبد الحكيم شاهين بجروح خطيرة.
ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من تقديم المساعدة لشاهين لمدة 20 دقيقة، قبل أن تقوم باعتقاله وهو مصاب بجروح خطيرة جداً، وانسحبت تلك القوات من المدينة، قبل أن يتم لاحقاً الإعلان عن استشهاده واحتجاز جثمانه. ووفق المصادر، فإن عبد الحكيم شاهين أصيب برصاصتين في صدره، بعد خوضه لاشتباك مسلح مع جنود الاحتلال.
وأغلق محتجون على محاولة اعتقال الأمن الفلسطيني لشاهين، ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس وأشعلوا الإطارات المطاطية، رفضاً للملاحقة التي كان يتعرض لها شاهين من السلطة الفلسطينية، خاصة أن إصابته واعتقاله والإعلان عن استشهاده برصاص الاحتلال جاء بعد ساعات من تعرضه لإطلاق النار ومحاولة الاعتقال من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي حاصرته داخل البلدة القديمة في نابلس، لكنه تمكن من الفرار.
وقبل نحو أسبوع أمّ شاهين المصلين بصلاة الفجر في أحد مساجد نابلس، وهو الأمر الذي استفز الأمن الفلسطيني.
وتلاحق السلطة شاهين منذ أكثر من ستة أشهر، ضمن عملها في ملاحقة المقاومين وإنهاء الحالة النضالية في الضفة الغربية المحتلة. وسبق أن اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية اثنين من رفاق شاهين، وصادرت مركبته، وهددت ذويه، ودعتهم للضغط عليه لتسليم نفسه.
وكان شاهين من أوائل الشبان الذين انخرطوا بالعمل المقاوم في نابلس عقب الإعلان عن تأسيس كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، حيث خرج نهاية عام 2021 في كلمة مصورة وأعلن عن تأسيس كتيبة نابلس، لكنه سرعان ما تم اعتقاله من قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب مداهمة منزله، حيث أصيب برصاصة في رجله. وأمضى شاهين نحو عام ونصف العام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خلال تطور العمل المقاوم في نابلس مع تأسيس مجموعات عرين الأسود. واغتال الاحتلال واعتقل غالبية الشبان المنخرطين في عرين الأسود، حيث حاول شاهين عقب الإفراج عنه، إحياء العمل المقاوم، لكنه اصطدم بردة فعل عنيفة من السلطة الفلسطينية التي لاحقته وحاولت اعتقاله أكثر من مرة.