عام من حرب الإبادة ودعت فيها غزة نخبة من أهم أطبائها

غزة (فلسطين) - قدس برس
|
أكتوبر 7, 2024 6:52 م
خلال عام من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، لم تسلم الطواقم الطبية والإسعاف من ملاحقة جيش الاحتلال، الذي تعمد في كثير من الأحيان استهدافهم والتنكيل بهم خلال تأديتهم لواجبهم الإنساني.
كانت حرب غزة شاهدة على عشرات المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الطواقم الطبية، والتي أدت إلى ارتقاء نحو ألف شهيد من العاملين في قطاع الصحة، في حصيلة لم يسبق أن سجلتها منطقة نزاع مسلح في التاريخ الحديث.
وبالنظر إلى طبيعة من ارتقوا خلال هذه الحرب، فإن خسائر قطاع الصحة تتضاعف مع كل شهيد يسقط فيها، فليس سهلا تعويض أطباء على درجة عالية من الخبرة والندرة في تخصصات كانت تفتقر غزة لها لسنوات طويلة.
من بين هؤلاء الطبيب حسن حمدان أحد جراحي التجميل القلائل في غزة، الذي يحسب له تأسيس أول قسم للحروق وجراحات التجميل في "مجمع ناصر الطبي" الذي ترأسه منذ العام 2002 وحتى العام 2019.
واشتهر الطبيب حمدان بإجراء عمليات معقدة لالتئام الجروح والحروق لجرحى ومصابين من ذوي الإصابات الحرجة، على مدار ثمانية عشر عاما قضاها في رئاسة قسم الحروق في ثاني أكبر مجمع طبي في قطاع غزة.
يشاطره في الاختصاص الطبيب الاستشاري أحمد المقادمة الذي عمل جراح تجميل وزميل سابق في الكلية الملكية بالمملكة المتحدة، قبل أن ينتقل إلى رئاسة قسم الحروق في مجمع الشفاء الطبي بغزة.
ارتقى الطبيب المقادمة وعائلته في قصف إسرائيلي استهدفه خلال الاجتياح الأخير لمجمع الشفاء في نيسان/ أبريل الماضي.
كما فقدت غزة أحد أبرز الأطباء العاملين بمجال الخصوبة ومعالجة العقم الطبيب عمر فروانة، الذي كان له باعا طويلاً في تأسيس أول مركز إخصاب لزراعة الأجنة وعلاج العقم بغزة في تسعينات القرن الماضي.
كما أدت الحرب لارتقاء الطبيب همام اللوح، طبيب زراعة الكبد الوحيد في غزة، حيث ارتقى خلال استهداف إسرائيلي لشقته شمال القطاع.
بالنسبة للعاملين في مجال الإسعاف والطوارئ، فقد كانت هذه الحرب قاسية بالنسبة لهم، حيث كانوا في طليعة من اُسْتُهْدِفُوا، إذ تجاوز عدد شهداء قسم الإسعاف والطوارئ نحو ثلاثمئة وعشرة شهداء، فيما تواصل قوات الاحتلال اعتقال ثمانين آخرين.
أما بالنسبة للخسائر المادية، فقد دمر الاحتلال، ما يزيد عن مئة وثلاثين مركبة من مركبات الإسعاف، رغم أن إجمالي عدد مركبات الإسعاف العاملة بقطاع غزة لا تتجاوز مئتي مركبة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ عام كامل، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.