عام من حرب الإبادة ودعت فيها غزة نخبة من أهم أطبائها

خلال عام من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، لم تسلم الطواقم الطبية والإسعاف من ملاحقة جيش الاحتلال، الذي تعمد في كثير من الأحيان استهدافهم والتنكيل بهم خلال تأديتهم لواجبهم الإنساني.

كانت حرب غزة شاهدة على عشرات المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الطواقم الطبية، والتي أدت إلى ارتقاء نحو ألف شهيد من العاملين في قطاع الصحة، في حصيلة لم يسبق أن سجلتها منطقة نزاع مسلح في التاريخ الحديث.
 
وبالنظر إلى طبيعة من ارتقوا خلال هذه الحرب، فإن خسائر قطاع الصحة تتضاعف مع كل شهيد يسقط فيها، فليس سهلا تعويض أطباء على درجة عالية من الخبرة والندرة في تخصصات كانت تفتقر غزة لها لسنوات طويلة.
 
من بين هؤلاء الطبيب حسن حمدان أحد جراحي التجميل القلائل في غزة، الذي يحسب له تأسيس أول قسم للحروق وجراحات التجميل في "مجمع ناصر الطبي" الذي ترأسه منذ العام 2002 وحتى العام 2019.
 
واشتهر الطبيب حمدان بإجراء عمليات معقدة لالتئام الجروح والحروق لجرحى ومصابين من ذوي الإصابات الحرجة، على مدار ثمانية عشر عاما قضاها في رئاسة قسم الحروق في ثاني أكبر مجمع طبي في قطاع غزة.
 
يشاطره في الاختصاص الطبيب الاستشاري أحمد المقادمة الذي عمل جراح تجميل وزميل سابق في الكلية الملكية بالمملكة المتحدة، قبل أن ينتقل إلى رئاسة قسم الحروق في مجمع الشفاء الطبي بغزة.
 
ارتقى الطبيب المقادمة وعائلته في قصف إسرائيلي استهدفه خلال الاجتياح الأخير لمجمع الشفاء في نيسان/ أبريل الماضي.
 
كما فقدت غزة أحد أبرز الأطباء العاملين بمجال الخصوبة ومعالجة العقم الطبيب عمر فروانة، الذي كان له باعا طويلاً في تأسيس أول مركز إخصاب لزراعة الأجنة وعلاج العقم بغزة في تسعينات القرن الماضي.
كما أدت الحرب لارتقاء الطبيب همام اللوح، طبيب زراعة الكبد الوحيد في غزة، حيث ارتقى خلال استهداف إسرائيلي لشقته شمال القطاع.
 
بالنسبة للعاملين في مجال الإسعاف والطوارئ، فقد كانت هذه الحرب قاسية بالنسبة لهم، حيث كانوا في طليعة من اُسْتُهْدِفُوا، إذ تجاوز عدد شهداء قسم الإسعاف والطوارئ نحو ثلاثمئة وعشرة شهداء، فيما تواصل قوات الاحتلال اعتقال ثمانين آخرين.
 
أما بالنسبة للخسائر المادية، فقد دمر الاحتلال، ما يزيد عن مئة وثلاثين مركبة من مركبات الإسعاف، رغم أن إجمالي عدد مركبات الإسعاف العاملة بقطاع غزة لا تتجاوز مئتي مركبة.
 
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ عام كامل، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
 
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الصليب الأحمر: قلق عميق من تصاعد العدوان "الإسرائيلي" في غزة
يوليو 1, 2025
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، عن قلقها البالغ إزاء تصعيد العمليات العسكرية لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق مختلفة من قطاع غزة، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية وعجز المستشفيات القليلة المتبقية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى. وقالت اللجنة في بيان إنّها تشعر بـ"قلق عميق من تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة ومخيم
"الحوثيون" يعلنون تنفيذ عملية بصاروخ فرط صوتي على مطار اللد
يوليو 1, 2025
أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيون)، يحيى سريع، الثلاثاء، أن القوة الصاروخية للجماعة نفّذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللّد في مدينة يافا المحتلة، مستخدمة صاروخا باليستيا فرط صوتي من طراز "فلسطين 2". وأوضح سريع أن الهجوم حقق هدفه بدقة، وأنه أدى إلى توقف حركة المطار وهروب واسع للمدنيين نحو الملاجئ. وأشار
169 منظمة تطالب بوقف آلية توزيع المساعدات "الإسرائيلية" في غزة
يوليو 1, 2025
طالبت 169 منظمة إغاثية دولية بوقف فوري لآلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تقودها ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة "إسرائيلية" - أميركية مثيرة للجدل، تتولى منذ أواخر أيار/مايو الماضي إدارة توزيع الإغاثة في قطاع غزة، بدلا من الوكالات الأممية والدولية المعتادة. وفي بيان مشترك، دعت المنظمات إلى العودة للعمل بآلية التوزيع التي كانت تديرها
"القسام" تعلن قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية
يوليو 1, 2025
أعلنت كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الثلاثاء، قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية. وقالت "القسام" في بيان مقتضب، إن الصواريخ التي جرى القصف بها من طراز "Q20" من منطقة تتواجد فيها آليات العدو شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، أن "صاروخين أطلقا من قطاع غزة
الصفدي: منع إدخال المساعدات إلى غزة جريمة حرب تستدعي تحركا دوليا فوريا
يوليو 1, 2025
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، أن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة نتيجة استمرار عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" ومنع دخول المساعدات، يتطلب تحركا دوليا فوريا لفرض إدخال المساعدات الإنسانية من خلال المنظمات الأممية المعنية، بما ينسجم مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وخلال لقائه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)
"الأورومتوسطي": منع الوقود عن مستشفيات غزة أداة قتل مباشر
يوليو 1, 2025
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، الثلاثاء، إن منع "إسرائيل" إدخال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة يُمثّل أداة قتل مباشر ووسيلة تهجير قسري بحق السكان المدنيين، ويُحوّل المرافق الصحية إلى أماكن للموت بدلا من الرعاية. وأوضح المرصد في بيان صحفي، أن توقف المولدات الكهربائية وتعطل الأجهزة الطبية الحيوية يعرض حياة آلاف المرضى لخطر