كيف غير طوفان الأقصى المشهد الفلسطيني؟

عمان - قدس برس
|
أكتوبر 7, 2024 7:06 م
أكد الكاتب والمحلل السياسي الأردني، زكي بني ارشيد، أنه "بصرف النظر عن النتائج التي ستسفر عنها الحرب على قطاع غزة ولبنان، فإن المؤكد الذي لا يمكن تجاهله هو خسارة العدو الصهيوني استراتيجياً من جهة، وقدرة الشعب الفلسطيني على تطوير مقاومته من جهة أخرى".
وتوقع بني ارشيد في حوار مع "قدس برس" أن "النسخة القادمة من المقاومة ستكون أكثر شراسة وتحصيناً، وقدرة على كسر شوكة الاحتلال نحو التحرر والتحرير بفعلها الذاتي الذي يستند إلى الدعم والعمق الشعبي العربي والإسلامي والعالمي".
لافتاً إلى أن "تحول مواقف الأنظمة العربية أو بعضها لدعم وإسناد المقاومة سيختصر الزمن والتضحيات" بحسب ما يرى.
وأشار إلى أن "إلى هذه اللحظة لم تضع الحرب أوزارها، وما زالت الحرب مع الاحتلال تتعمق وتتوسع فلسطينياً وإقليميا، وتلقي بظلالها وتداعياتها على المستوى الدولي، والحال كذلك فإن رحلة التغيير والتأثير لم تصل إلى محطتها الأخيرة".
وأشار بني ارشيد إلى أن "الجميع بانتظار وقف حرب الإبادة والإجرام الصهيونية وأغلب الاستشرافات والتحليل ينطلق من بواعث انفعالية ورغائبية تغيب عنها منطق التفكير الواعي والمنهج العلمي"، مضيفاً "ومع كل ذلك فإن ظاهرة المقاومة هو الفعل الطبيعي في مواجهة الاحتلال، وأن تطور وتطوير فعل المقاومة مرتبط أيضا باستمرار الاحتلال وشراسة أعماله العدوانية".
وختم بالتأكيد على أنه "آن الأوان لأن تدرك الدول أن مصلحة الجميع تكمن في إنهاء الاحتلال، وأن صمود المقاومة وانتصارها يشكل خط الدفاع المتقدم عن المجموع العربي والإسلامي والإنساني".
لحظة تاريخية فاصلة
وعلى الصعيد ذاته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الأردني، حلمي الأسمر أن "طوفان الأقصى شكل لحظة تاريخية فاصلة من تاريخ الأمة"، وأضاف مستدركاً: "طوفان الأقصى بالنسبة لنا اليوم كمعركة بدر، ومعركة اليرموك وغيرها من المعارك التاريخية التي نتغنى بها" في إشارة إلى معارك وقعت في العهد النبوي.
وقال الأسمر في حوار مع "قدس برس" إن "بالإمكان أن نقول ما قبل طوفان الأقصى شيء، وما بعده شيء آخر، فطوفان الأقصى أحدث ما يشبه الزلزال في العالم أجمع، ومن لم يتفاعل معه بإيجابية سيدفع ثمناً باهضاً، ونحن رأينا التداعيات الكبرى التي حدثت بعد طوفان الأقصى، ليس على مستوى القضية الفلسطينية والمنطقة العربية فحسب، بل على الصعيد العالمي أجمع".
موضحاً أن "مفاعيل وتداعيات طوفان الأقصى ما تزال مستمرة، وفي أوجها ولم ننته منها بعد، وسنرى أياماً عصيبة، لكنها مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية".
وأشار الأسمر إلى أن "طوفان الأقصى أحيا القضية الفلسطينية مجددا بعدما كانت شبه منسية ومهمشة".
وأوضح أن "السنوات والأشهر التي سبقت طوفان الأقصى كانت القضية الفلسطينية لا تذكر إلا في الحديث عن التهويد وقضم الأراضي، واليوم القضية الفلسطينية هي الكلمة الأكثر تداولاً في العالم أجمع، ومن ثم أعاد طوفان الأقصى للقضية الفلسطينية المكانة التي تستحقها" وفق ما يرى.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ عام كامل، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.