العضايلة: فشل الاحتلال بالحسم العسكري والتهجير أدى إلى توسع المعركة بحثا عن نصر

أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، مراد العضايلة، الثلاثاء، أن “الأردن مستهدف بشكل حقيقي من الاحتلال الصهيوني، فالاحتلال أخرج ملفات حسم الصراع منذ بدء المعركة، مبيناً أن “كل هذه الملفات ترتبط بالأردن ارتباطاً مباشراً”.
وتحدث عن ملف تهجير الضفة الغربية، وهدم الأقصى وغيرها من الملفات التي لها تأثير مباشر على الأردن وتوازنه، ولهذا لا بد أن يكون هناك دور واضح ضد هذه العنجهية الصهيونية.
وقال العضايلة إن “الاحتلال يواجه خطر التحلل الداخلي، نتيجة معركة السابع من أكتوبر فاستمرار المعركة ووضع المستوطنين تحت الخطر على مدار الساعة يعني بالضرورة بحثهم عن مخرج بالهجرة خارج فلسطين، وهو ما تحدث عنه بن غوريون سابقاً الذي قال إن “الكيان لن يحتمل هزيمة واحدة”.
وأضاف: “معركة طوفان الأقصى ليست مجرد حدث عسكري عابر فهناك الكثير من البطولات في سجل الأمة الإسلامية”.
مضيفاً في محاضرة بعنوان “طوفان الأقصى.. بشائر النصر”، والتي نظمتها الحركة الإسلامية في الرصيفة، الثلاثاء، أن “معركة طوفان الأقصى ليست كغيرها من الأحداث فهي معركة فاصلة تنتج تحولاً يفصل بين تاريخين، مثل الحديث عن معركة اليرموك، وغيرها من المعارك الكبرى”.
ولفت العضايلة إلى أن الغرب تعامل مع المنطقة من خلال ما يسمى “الردع الحديدي” فمن يمكن احتواؤه لا بأس به، لكن من يعارض المشروع الغربي يتم إسقاطه.
وقال: إن هذه النظرية – الردع الحديدي – هي ذاتها التي يعمل من خلالها الاحتلال خلال هذه الحرب، وهو أيضا كان سلوكه خلال حرب ١٩٤٨ من خلال المجازر في مناطق وتهجير قرى ومدن أخرى.
وأوضح العضايلة أن الغرب فزع لنجدة الاحتلال زرافات ووحدانا لحماية مشروعهم في المنطقة، ووجد الاحتلال نفسه أمام حاجة لإعادة الردع من خلال الحسم العسكري، والعدوان الشامل على القطاع بهدف القضاء على حماس عسكرياً وتغيير وجه الشرق الأوسط.
وقال إن هذه الخطة احتاجت دعماً غربياً لا محدوداً لتكون أول جولة شرق أوسطية لوزير الخارجية الأمريكية بلينكن بهدف إقناع الدول بقبول اللاجئين من غزة باتجاه مصر، وفشل المخطط من خلال صمود أهالي القطاع لمدة عام كامل، كما واجه الاحتلال صعوبة بتحقيق صورة نصر في غزة من خلال استهداف قيادة المقاومة.
وأكد أنه لو حدث انتصار الاحتلال في غزة، وعمل العدو على تهجير الشعب الفلسطيني هناك باتجاه مصر، لكان تهجير أبناء الضفة الغربية باتجاه الأردن أمراً حتمياً.
وشدد المراقب العام لجماعة الإخوان على أن الاحتلال فشل في تحقيق نصر كامل، وكانت آماله بإنهاء الحرب خلال ٣ شهور على أبعد تقدير، لكنه لم يتمكن خلال عام من استرداد أسراه، ولا هزيمة المقاومة، ولا تهجير الشعب الفلسطيني.
وقال إن جيش الاحتلال حاول إحداث خرق مشابه لما فعله مع الجيش المصري في حرب ٧٣، لكنه حتى اليوم يواجه رجال القسام الذين يتسللون من الأنفاق لمواجهة العدو من حيث لا يحتسب.
وأوضح أن المعركة فاجأت الجميع، حتى محور المقاومة الذي حاول الحفاظ على مشاركته من خلال “الإسناد”، إلا أن نتنياهو الذي أراد تغيير الشرق الأوسط ها هو يتلقى هزيمة نكراء في جنوب لبنان تماماً كما حصل له في غزه وسيدفع أثمانا باهظه كلما وسع ميدان المعركة
وأشار إلى أن المقاومة تنبأت مباشرة بأن المعركة ستكون طويلة لهذا ذهبت إلى خيار حرب الاستنزاف، ولولا ذهاب الاحتلال إلى لبنان لرأينا تفكك المجتمع الإسرائيلي حول الحرب على غزة.
وبين أن كل طرف في المعركة اليوم يرى أنه في حرب وجودية ولهذا فإنه لا وقف لإطلاق النار ولو حدث الاتفاق فإنه لن يصمد لوقت طويل.
واستعرض العضايلة صعوبة إمكانية الوصول إلى اتفاق في الوقت الحالي، فالاحتلال يرغب بالاستمرار في الحرب وأمريكا تحاول ضبط المشهد ومنع توسع المعركة، لأن دخول إيران إلى المعركة يعني حكماً دخول واشنطن إليها وهو ما يعني الوصول إلى حرب عالمية.
وأضاف أن الخيار أمام نتنياهو الذهاب إلى خيارات أخرى غير إيران مثل سوريا أو العراق، وفي حال حدث هذا فإن الاحتلال يدفع الطوفان إلى الأمة دفعا وهو ما يعني إمكانية دخول قوى سنية إلى القتال ما يعني تعقيد المعركة على الاحتلال أكثر فأكثر.
وأكد أن النظام العالمي أمام مأزق كبير، فما حدث في غزة لم يحدث في أي بقعة جغرافية فعدد الشهداء والجرحى مقارنة بعدد السكان كبير جداً .
ولفت إلى أن ما يصعب بالوصول إلى اتفاق هو عدم اعتراف نتنياهو بفشله بالحسم العسكري حيث يعتبر شروط حماس بأنها شروط المنتصر.
وحذر من مغبة الغياب عن هذا الحدث التحولي الاستراتيجي، مشيراً إلى أن من يغيب عن المعركة اليوم لن يكون له دور في مستقبل المنطقة.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال أصبحت مستباحة فالجميع يقصف تل أبيب من غزة إلى لبنان إلى اليمن والعراق.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ عام كامل، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 41 ألفا و965 شهيدا، وإصابة أكثر من 97 ألفا و590 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.