تصريحات سموتريتش حول الحدود.. سقطات إعلامية أم خطط مستقبلية؟
أكد كتاب ومحللون سياسيون، الجمعة، أن ما جاء على لسان سموتريتش وطموحاته وتصريحاته المتعلقة بالسيطرة على بعض الدول العربية واحتلالها، ليس من قبيل المهارات والتصريحات العبثية، بل يعبر بشكل صريح عن الخطط الإسرائيليه القادمة والمتعلقة بشكل المنطقة.
بدوره يقول الكاتب والمتابع للإعلام "الإسرائيلي" عزام أبو العدس بأن تصريحات سموتريتش "لا تعبر عن توجهاته فقط بل هي ترجمه حقيقية للطموحات والمآلات والخطط الإسرائيلية في المنظور المستقبل".
وشدد أبو العدس على أن "ما يطرحه الآن سموتريتش، سبق وأن طرح في أكثر من موقف، سواء من خلال ما عرف بصفقه القرن، أو ما تلاها من تصريحات أخرى ساعية إلى الضم والسيطرة على مناطق كثيرة من الأراضي العربية، وتحقيقا لما هو موجود في المعتقدات التلمودية التي يتجنب بعض الإسرائيليين الحديث عنها على عكس سموتريتش الذي أخرج كل ما في جعبته، وفضح كل السياسات، وعبّر عن التوجهات الحقيقية وترجمه العقلية الإسرائيلية حول طريقه تفكيرها لشكل المنطقة في المستقبل".
وأكد أنّ "ما قاله سموتريتش، يلتقي بشكل كامل مع ما جاء في خطابات نتنياهو الأخيرة، سواء أثناء حربه على غزه أو في لبنان وإيران، بأنه سوف يغير شكل الشرق الأوسط، في إشارة إلى أن إسرائيل سوف تضع يدها على كثير من المناطق ليس فقط في فلسطين ولبنان أيضا في سوريا والأردن ومصر كذلك الأمر".
ولفت أبو العدس إلى أنّ "ما قاله سموتريتش سنجده رهن التطبيق الحقيقي إذا لم يكن في الفترة القصيرة القريبة، فسيكون خلال سنوات قادمة بشكل تدريجي وستكون البداية الآن من بعض أراضي الفلسطينية، وخصيصا في الضفة ومنطقه الأغوار ثم لبنان وسوريا، ولاحقا سيطال الأمر كثيرا من الدول العرب الدول العربية الأخرى، المشار إليها ولا سيما الأردن ومصر وتحديدا سيناء منها".
وقال الكاتب المحلل السياسي مروان الأقرع من جهته، إن "تصريحات سموترتش وتطلعاته ليس جديدة، بل هو طرح إسرائيلي سبق وأن تحدث عنه الإعلام الإسرائيلي في العام 2016، وظلت وسائل الإعلام تلمح إليه بين الفينة والأخرى منذ ذلك التاريخ".
ونبه الأقرع إلى أن الأطماع الاسرائيلية الصهيونية الدينية بدت تطفو إلى السطح بشكل حقيقي وعلني من دون مراوغة، وأي اختباء وراء الآراء السياسية، وكشّر الاحتلال عن أنيابه الحقيقية، ولا سيما بعدما ما لقي في السابع من أكتوبر في قطاع غزة".
وأشار الأقرع إلى أن "العملية التي شنها القسام على مستوطنات غلاف غزه، والخسائر المادية والمعنوية والبشرية، التي مني بها الاحتلال، كانت بمثابة الضربة القاضية التي طالت كل مؤسسات دولة الاحتلال، مما أرغم قادتها للخروج عبر وسائل الإعلام مرارا وتكرارا، للحديث عن القبضة الحديدية والمشاريع التدميرية لمنطقه الشرق الأوسط، وبناء ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد في تلميح لهم إلى احتلال العديد من الدول العربية".
وذكر الأقرع بأن "الحديث في هذا التوقيت من قبل سموترتيش ليس بالعبثي وإنما يأتي تزامنا مع الحرب الدموية والأطماع الإسرائيليه للسيطرة على الضفة الغربية والتطبيق الفعلي لما عرف بخطه الضم، هذا من جانب، ومن جانب آخر بالتوازي ما يحدث في لبنان والتهديد باحتلال القرى الجنوبية منها، وترحيل سكان الجنوب إلى ما بعد الليطاني، وصولا إلى أيضا السيطرة على مناطق جديدة في سوريا، وفي منطقه غور الأردن حتى ولو كان ذلك على حساب الأراضي الأردنية".
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قديما لوزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يقول فيه إن حدود إسرائيل يجب أن تمتد لتشمل أراضي من 6 دول عربية.
وكان سموتريتش أدلى بتلك التصريحات عام 2016 للقناة الثانية الإسرائيلية، التي توقفت عن البث عام 2017 وانقسمت إلى قناتين جديدتين "12" و"13″.
وجاء في التصريحات أن دولة إسرائيل يجب أن تضم العاصمة السورية دمشق، والأردن وأجزاء من مصر ولبنان والسعودية والعراق.
وخلال المقابلة ذاتها، قال بتسلئيل سموتريتش: "سيتم بناء الهيكل في أيامنا". وسألته المذيعة "هل سنرى الهيكل ونحن أحياء؟"، فأجاب: "نعم بالتأكيد، ربما يحدث ذلك صباح الغد".
سألته المذيعة "حدود إسرائيل تمتد الآن من البحر وتنتهي في نهر الأردن؟ أم هل نريد في هذه المرحلة أيضا (احتلال) شرق الأردن؟"، وأجاب سموتريتش: "نعم، شيئا فشيئا".
وقال في نهاية المقابلة: "مكتوب في كتب الحكماء (القادة الروحيين والدينيين لليهود) أن مستقبل القدس هو أن تمتد إلى دمشق". وختم بقوله "وحدها القدس حتى دمشق.. باختصار لدينا الكثير لنطمح إليه".
وفي يونيو/حزيران الماضي، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن حصولها على تسجيل صوتي لسموتريتش يؤكد فيه امتلاكه "خطة سرية" لتعزيز "السيطرة" الإسرائيلية على الضفة الغربية، وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية، ولاحقا أكد سموتريتش صحة التسجيل الصوتي.
كما ظهر سموتريتش، في خطاب ألقاه يوم 19 مارس/آذار 2023، بالعاصمة الفرنسية باريس، وأمامه منصة عليها خريطة متداخلة بين فلسطين والأردن، في إشارة إلى أن إسرائيل تتكون من فلسطين والأردن.
وتستند هذه الخريطة إلى شعار "الأرغون" التابع "للمنظمة العسكرية الوطنية في أرض إسرائيل"، وهي جماعة مسلحة تطالب بأن تكون دولة فلسطين التاريخية والمملكة الأردنية دولة يهودية يطلق عليها اسم "إتسل".