ما هي "خطة الجنرالات" في شمال غزة؟ وإلى أين وصلت؟
قال الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني محمد المقابلة، الأربعاء، إن "خطة الجنرالات" المتداولة عبر الإعلام العبري، خطة "إرهابية إجرامية لتهجير سكان شمال غزة، والسيطرة على الشمال أمنيا من خلال محور نتساريم، لضمان أمن المستوطنات في غلاف غزة الشمالي".
وأضاف المقابلة لـ"قدس برس"، أن "العدو قادر على تزييف وعي الناس، حيث أنه يطلق مسميات أحيانا لتبث الرعب في قلوب العينة المقصودة (أهالي الشمال)، أو ليبث غير الحقيقة في وعي الآخرين".
وأوضح أن الخطة تعد "كل من هو موجود في شمال غزة ولم يغادر بحسب أوامر الإخلاء، مقاتلا ويجب قتله"، متسدركا أن "ألعدو يعد الأطفال والنساء في كل قطاع غزة مقاتلين، حيث يقتلهم في الخيام والمدارس وأماكن النزوح والمناطق الآمنة".
وأشار المقابلة، إلى أن "حقيقة الأمر في الشمال تكمن في خطة لخلق منطقة عازلة في الشمال، بعمق لا يقل عن 3-4 كيلومترات، تكون خالية من السكان لضمان أمن المستوطنات في الغلاف، وهذه المنطقة عسكرية محرمة، وكل ما يدخلها يُقتل".
وشدد على أنه "في ظل هذا المخطط، يريد الاحتلال تغيير الجغرافيا في الشمال، وتقليص مساحة القطاع وإجبار سكان المناطق الشمالية للنزوج نحو الجنوب، تمهيدا لخطة ثانية يتم خلالها الضغط مرة أخرى للوصول إلى تهجير قصري وإجباري إلى أهالي غزة باتجاه سيناء".
وبحسب المقابلة، فإن "أخطر ما في شمال غزة بالنسبة لجيش الاحتلال، هو مخيم جباليا، لأنه المعقل الرئيسي للمقاومة الفلسطينية بنظر جيش الاحتلال".
ويرغب جيش الاحتلال، بإلغاء وجود مخيم جباليا، من خلال تدميره وإجباره اللاجئين فيه على النزوح نحو الجنوب، ما يضمن إنهاء ملف اللاجئين في قطاع غزة، على ما أكد المقابلة.
ووفقا للخبير العسكري المفابلة، فإن الاحتلال "يراهن على التدخل تحت الغطاء الإنساني لترحيل الغزيين قسرا إلى سيناء، لأن المنطقة الباقية من القطاع من جنوب مدينة غزة لغاية رفح لا تكفي لنحو 2.3 مليون شخص في غزة".
وبيّن المقابلة، أن "الاحتلال في مراحل تنفيذ الخطة النهائية، بعد أن ضغط على السكان في الشمال بالنار والحصار لإجبارهم على النزوح جنوبا، تمهيدا لترحيلهم نحو مصر".
ولفت إلى أنه "حتى لو بقي عدد قليل من أهالي غزة في الشمال، فإن جيش الاحتلال سيحاصر المنطقة الشمالية من مدينة غزة إلى معبر إيريز من خلال محور نتساريم الذي ستقام فيه نقاط تفتيش".
وكانت حركة "حماس" قالت في وقت سابق الثلاثء، إن "هذه الجرائم والمجازر المتصاعدة في شمال القطاع، تأتي في ظل أنباء وتقارير، تؤكّد بدء حكومة الاحتلال تنفيذ مرحلة جديدة من جريمة الإبادة الجماعية وبعنوان ما يُسمّى (خطة الجنرالات)، لفصل شمال قطاع غزَّة وتهجير سكانه".
وأشارت إلى أن "ما يحدث اليوم في شمال قطاع غزَّة، وتحديداً في جباليا ومخيمها، هو عملية إبادة جماعية، مكتملة الأركان، يرتكب خلالها جيش الاحتلال الإرهابي المجازر بحق المدنيين، ويقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، ويضرب البُنى المدنية من شوارع وأحياء سكنية، ومخابز ومستشفيات وآبار مياه".
وأكّدت أن "عشرات الجثامين لا تزال تحت الأنقاض، وملقاة في شوارع جباليا ومخيمها، ولا تستطيع طواقم الإنقاذ انتشالها، أو الوصول إلى المصابين والمحاصرين في أماكن استهدافهم، فيما يواجه السكان وضعاً إنسانياً مأساوياً، مع تشديد الحصار، ومنع كافة وسائل الحياة من دخول الشمال".
وأضافت "ما كشفته وكالة /أسوشيتيد برس/ الأمريكية، من تسريبات حول تفاصيل هذه الخطة، يرتكز على إحكام الحصار على شمال قطاع غزَّة، وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين داخله، ومنعهم من الحصول على الطعام والشراب، واعتبار من سيبقى داخله؛ مقاتلين، ممَّا يعني إمكانية استهدافهم وقتلهم، بعد إعلان المنطقة عسكرية مغلقة".
ولليوم الثاني عشر على التوالي، يتعرض شمال قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا لجرائم الإبادة والحصار الخانق، مع تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية في المخيم، ومنع دخول الغذاء والمياه والدواء للشمال.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 376 يوما، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 42 ألفا، و409 وإصابة 99 ألفا و153 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.