محللان سياسيان: "خطة الجنرالات" فكرة متطورة للإبادة بغزة لن يكتب لها النجاح

عجزت دولة الاحتلال بعد تدمير هائل في قطاع غزة، وارتكاب عشرات المجازر بحق سكانه، عن تطويع أهالي القطاع ومقاومته، فلجأت مؤخرا إلى تطبيق فكرة سبق أن طرحت من قبل بعض قادة جيش الاحتلال، وعرفت باسم "خطة الجنرالات"، والتي تهدف إلى تطويع سكان شمال قطاع غزة عبر حصارهم وتجويعهم لإيجاد حالة من النقمة ضد المقاومة.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات أن "خطة الجنرالات فكرة متطورة لعملية الإبادة الممنهجة التي تجري في قطاع غزة، بمعنى: هي النسخة المحدثة والمطورة، لعملية الإبادة ولعملية الاضطهاد، والفصل العنصري التام التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة".
 
وأشار بشارات في حديث مع "قدس برس"، إلى أن "هذه الخطة مقومها الأساسي هو إنهاك وإنهاء الحاضنة المجتمعية للمقاومة الفلسطينية، واستحضار نموذج جديد لحاضنة ترفض كل أشكال العمل المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي".
 
وأردف: "لهذا السبب ذهب الاحتلال الإسرائيلي إلى تطبيقها من خلال مجموعة من المنهجيات: أولها منهجية الحصار من خلال فرض حصار مطبق على شمال قطاع غزة وإغلاق كافة المنافذ وحتى الطرق الواصلة بالسواتر الترابية والخنادق، وبالوجود العسكري الإسرائيلي بهدف عزل البقع الجغرافية عن باقي المحيط؛ ومن ثم تصبح هي منعدمة الاتصال الجغرافي مع المحيط".
 
وبحسب بشارات، فإن الاحتلال "لجأ أيضا إلى منهجية التجويع بهدف تسريع الوصول إلى نتيجة بمعنى أنه لو فرض الحصار فقط، دون أن يكون هناك عملية تجويع يمكن للفلسطينيين أن يصمدوا لفترة زمنية طويلة جدا، تزامنا مع منهجية القتل بهدف إنهاء الحاضنة المجتمعية" بحسب تقديره.
 
وأشار إلى أن "الإدارة الأمريكية تعمل على شرعنة ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من تطبيق خطة الجنرالات، من خلال الحديث عن عدم قبولها بتطبيق هذه الخطة ظاهريا، وفي ذات الوقت، فإنهم منحوا إسرائيل 30 يوما أو 45 يوما لتثبت إسرائيل عكس ذلك، بمعنى إعطاء الاحتلال مساحة زمنية لتطبيق هذه الخطة بأقصى قدر ممكن لتحقيق النتائج التي يرغبون فيها؛ ومن ثم يُرْفَع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل أو بآخر".
 
ويرى بشارات بأن "ما يجري هو محاولة تطبيق نموذج مرحلي فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة ككل. وأضاف: "على مدار عام كامل من الحرب فشل الاحتلال في تطويع قدرات المقاومة والحاضنة الشعبية، والآن بدأ يذهب إلى منهجية تقطيع القطاع أو تحويله إلى مناطق جغرافية محدودة ومحصورة بدأها في الشمال لتطبيق هذا النموذج من الخطة".
 
وشدد على أنه "إذا ما نجح الاحتلال الإسرائيلي، فسيعتبر ذلك نجاحا لتحقيق أهدافه؛ ومن ثم سيسعى إلى تطبيق نفس النمط ونفس المنهجية والخطة نفسها على باقي جغرافية قطاع غزة". وأضاف: "لهذا السبب باعتقادي الآن أهالي قطاع غزة المدنيين والمقاومة نفسها هم أمام اختبار كبير هل سيصمد أمام هذه الخطة أم لا".
 
وختم بالقول: "نسبة نجاح هذه الخطة باعتقادي ستكون ضئيلة جدا، إن لم تكن معدومة حتى وإن بقي العدد القليل من الفلسطينيين على قيد الحياة في شمال قطاع غزة، إلا أنه في النهاية لن يستطيع الاحتلال الإسرائيلي أن يكسر الإرادة الفلسطينية" وفق تقديره.
 
من جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة، أسعد عويوي، أن نتنياهو يريد نصراً واضح وإجبار المقاومة سواء في قطاع غزة، أو في الإقليم، وبالتحديد في لبنان أن ترفع الراية البيضاء على خلفية إسنادها لغزة.
 
ويؤكد عويوي، أن "المقاومة في غزة هي الحلقة الأضعف؛ ولذلك شرعوا بتنفيذ خطة الجنرالات من خلال تنفيذ عملية الترانسفير والترحيل من منطقة شمال قطاع غزة والسيطرة عليها سيطرة كاملة".
 
ويضيف "الجبهات اليوم كلها مترابطة مع بعضها البعض، وبالرغم من الضربات التي تعرضت لها المقاومة في لبنان وبالتحديد حزب الله، إلا أن شعار الإسناد ما زال يتصدر كل بياناتهم".
 
 ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، أن من "يقرر نجاح أو فشل هذه الخطة هم أهل غزة أنفسهم من خلال صمودهم"، وأوضح أن "خطة الجنرالات ليست جديدة، فالأهداف والتمنيات الإسرائيلية هي الترحيل، وهذه الاستراتيجية فشلت منذ اليوم الأول للعدوان بعد محاولات فرض أمر واقع جديد على قطاع غزة، وخصوصا في مناطق التخوم".
 
ويشار إلى أن "خطة الجنرالات” هي خطة أعدها الرئيس السابق لما يعرف بـ” مجلس الأمن القومي الصهيوني”، “غيورا آيلاند”، ونال تأييد عشرات الضباط السابقين بالجيش، وقُدم إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزارة الجيش الصهيونية.
 
وأشارت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، في 22 أيلول/سبتمبر 2024، إلى أن الخطة تقضي بـ "إجلاء السكان خلال أسابيع قليلة، وفرض حصار على المنطقة، لدفع المسلحين بمدينة غزة للاستسلام أو الموت جوعا".
 
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 377 يوما، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
 
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 42 ألفا، و 409 وإصابة 99 ألفا و 153 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
استشهاد الكاتبة والمصورة الصحفية فاطمة حسونة وعشرة من أفراد عائلتها في مجزرة إسرائيلية جديدة بغزة
أبريل 16, 2025
استشهدت فجر اليوم الأربعاء، المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلتها في حي التفاح، شرق مدينة غزة، ما أدى إلى ارتقائها مع عشرة من أفراد عائلتها، بينهم أطفال ونساء. وذكرت مصادر صحفية أن طائرات الاحتلال شنت غارة عنيفة على منزل عائلة حسونة في شارع النفق شرق مدينة غزة، ما أسفر عن
الأردن.. محامي المتهمين بـ"التآمر": موكليّ ينتمون إلى "حماس" وليسوا من "الإخوان"
أبريل 16, 2025
استنكر الناشط الحقوقي والمحامي الأردني عبد القادر الخطيب ما وصفه بحملة التشهير التي تطال المتهمين في قضايا دعم المقاومة، قبل صدور أحكام قضائية قطعية بحقهم، مؤكدًا أنّ "المتهم بريء حتى تثبت إدانته". وقال الخطيب في تصريحات نقلها موقع /البوصلة/ الإخباري الأردني، اليوم الأربعاء، إن "الدستور وأصول المحاكمات الجزائية ينصّان بوضوح على أن المتهم بريء حتى
وزير أمن الاحتلال يقود اقتحام المستوطنين للمسجد لإبراهيمي
أبريل 16, 2025
اقتحم وزير الأمن في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، صباح اليوم الأربعاء، المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وسط إجراءات أمنية مشددة. وأدى بن غفير وعشرات المستوطنين رقصات تلمودية في باحات المسجد. ويأتي ذلك، بالتزامن مع قرار سلطات الاحتلال إغلاق المسجد الإبراهيمي أمام المسلمين منذ يوم أمس وحتى مساء اليوم، بمناسبة
مستوطنون يشرعون بأعمال تجريف لأشجار الزيتون في أراضي قرية "أم صفا" شمال غرب رام الله
أبريل 16, 2025
قالت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو" في الضفة الغربية المحتلة، إن مجموعات من المستوطنين شرعت بأعمال تجريف في أراضي تعود لأهالي قرية "أم صفا" شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، مستهدفة مساحات زراعية مزروعة بأشجار الزيتون، وذلك تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. ونوهت المنظمة في بيان تلقته "قدس برس" اليوم الأربعاء، إلى
مستوطنون يهاجمون مدرسة جنوب شرق الخليل
أبريل 16, 2025
  هاجمت مجموعة من المستوطنين، صباح اليوم الأربعاء، مدرسة "حوارة" الأساسية المختلطة في منطقة "الديرات" جنوبي شرق الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، في اعتداء جديد يطال المؤسسات التعليمية الفلسطينية في المناطق المهددة بالمصادرة. وأفادت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة" في بيان صحفي، أن المستوطنين اعتدوا جسديًا على أحد العاملين داخل المدرسة، وأعطبوا
غزة.. "القوى الوطنية والإسلامية": عملية تضليل كبيرة تجري بالتركيز على نزع سلاح المقاومة
أبريل 15, 2025
قالت "لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية" (تجمع فصائلي فلسطيني) في قطاع غزة، إن "هناك عملية تضليل كبيرة تجري عبر التركيز على قضية نزع سلاح الضحية"، مؤكدة أن "جوهر المشكلة في تنصل الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ الاتفاق ثلاثي المراحل". وأضافت في بيان اليوم الثلاثاء "نرفض المنطق الذي يضخم سلاح (الضحية) البدائي المخصص فقط للدفاع عن النفس،