مراقبون: صورة السنوار شهيدا ستدفع الفلسطينيين والأحرار إلى تجديد بيعتهم للمقاومة

رام الله (فلسطين) - قدس برس
|
أكتوبر 18, 2024 5:30 م
أكد عدد من المتحدثين والمحللين، أن مشهد ارتقاء رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيى السنوار، مرتديا بدلته العسكرية ومشتبكا مع جيش الاحتلال، سيدفع المزيد من الفلسطينيين وأحرار العالم إلى مبايعة المقاومة، أو تجديد البيعة لها.
وأكد الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني أمجد بشكار، أن "مشهد رحيل القائد السنوار نادر في تاريخ الصراعات" موضحا أنه "لو رجعنا لكتب التاريخ لا يمكن أن نجد زعيم حركة وطنية يقاتل ويفاوض ويشتبك على نحو مباشر مع عدوه، ووجدناه فقط في شخص مثل يحيى السنوار رئيس مكتب سياسي لحركة حماس".
وتطرق بشكار إلى صورة السنوار الأخيرة وهو مرتديا البدلة العسكرية، وقال "باعتقادي البدلة العسكرية لها دلالات عظيمة وكبيرة جدا أنه قائد مقاتل قولا وفعلا وفي المقدمة".
وبحسب بشكار، فإن ارتقاء السنوار مجاهدا "لا بد أن يثير تساؤلات كثيرة أولها كم مرة أفرغ السنوار جعبته في ميادين المقاومة خلال الحرب؟، وكم مرة ارتدى بزته العسكرية؟، وكم من مكان اشتبك به؟".
وشدد على أن المشهد الذي ظهر به السنوار "سيكون له تداعيات على الجانب الإسرائيلي... هذه الصورة لدى صانع القرار الإسرائيلي كانت مزعجة ومخزية المستويين العسكري والسياسي ركزا جهودهم منذ بداية الحرب على الترويج أن السنوار كان مختبئاً بين الأسرى، وأنه يتنعم في الطعام والشراب، والأسرى الإسرائيليين حوله في الأنفاق... المشهد الأخير في حياته ينفي كل هذه الأكاذيب".
وأعرب عن اعتقاده أن "البدلة والجبة العسكرية التي كان يرتديها يحيى السنوار سيخلدها التاريخ، فهو حتى في مماته لم يعط صورة نصر واحد لبنيامين نتنياهو وللإسرائيليين الذين حرموا حتى من فكرة أنه فعليا قد استهدف، وقد كشف من معلومات استخباراتية إسرائيلية".
من جانبه قال الكاتب السياسي الفلسطيني عبد السلام الجمل، إن "ارتقاء السنوار مشتبكا مرتديا زيه العسكري، نفى كل ما حاول الاحتلال إشاعاته، بأنه مختبئ في الأنفاق، آخذا من أسرى الاحتلال رهائن لديه، خائفا من الموت، منعزلا عن شعبه وعذاباته".
ويرى الجمل في حديث مع "قدس برس" أن "العدو بتسريبه خبر استشهاد السنوار منذ بدايته، رفع من أسهم هذا القائد، واستطاع أن يحول خبر وفاته واستشهاده إلى مناسبة لتمجيد هذا الشخص وبطولاته وللتغني بما قام به من عمل جهادي ختم به حياته".
واعتبر أن صورة الشهيد السنوار بعثت "رسالة إلى جميع أبناء الشعب الفلسطيني مفادها أن قيادتكم التي بدأت الطوفان لن تخذلكم وسوف تكون في المقدمة قولا وفعلا، وليس فقط بشعارات".
بدوره رأى الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس أن ما جرى مع القائد السنوار "كرامة جديدة... كان بإمكان الجنود أن ينزعوا عنه جعبته، وأن يأخذوا جثته إلى نفق ما بجوار أكوام من الطعام والأموال، وأن يلبسوا جثته ثياب النساء، كان بإمكانهم ذلك وأكثر، لكن الله -عز وجل- أراد أن يكتبوا انتصاره بأيديهم، ويوثقوا صوره للتاريخ وللناس وللبشرية، صورة انتصار الدم على السيف".
ونعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الجمعة، رئيس مكتبها السياسي الشهيد يحيى السنوار "لذي ارتقى بطلاً شهيداً، مقبلاً غير مُدبر، مشتبكاً ومواجهاً لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف، مدافعاً عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهماً في إذكاء روح الصُّمود والصَّبر والرّباط والمقاومة".
وارتقى السنوار في منطقة "تل السلطان" في رفح جنوب غزة، يوم الأربعاء، بعد مواجهات مسلحة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، استخدمت فيها الطائرات بدون طيار وسلاح المدفعية.