هل سيكون 2023 عام مجموعات "عرين الأسود" وتصاعد المقاومة؟

رأى مراقبون فلسطينيون أن عام 2023 سيكون حافلا بأعمال المقاومة، وبتطور المجموعات المسلحة الناشئة، وفي مقدمتها مجموعات "عرين الأسود" بمحافظة نابلس (شمال الضفة)، وخصوصا في ظل ميلاد حكومة للاحتلال، تعد الأكثر تطرفا بتاريخ الدولة العبرية، بزعامة بنيامين نتنياهو.

وقال الكاتب والمترجم للإعلام الإسرائيلي، عزام أبو العدس، إن "الاحتلال لا يخفي أن القادم سيكون هو الأصعب على جيشه، في ظل حالة القوة والعناد التي تتميز بها المجموعات المسلحة في الضفة، والتي ظلت صامدة رغم محاولات الإغراء والاستئصال".

وأضاف لـ"قدس برس" أن الإعلام العبري صرح بقلقِ المستوى الأمني إزاء كفاءة "عرين الأسود" في الوصول إلى عقول وقلوب الجماهير الفلسطينية، "فليس الأمر كما كان في انتفاضة الأقصى عام 2000، حيث كان يقتصر الصراع بين الفصائل المسلحة وجيش الاحتلال، فقد استطاعت العرين الوصول إلى جمهور واسع من الشعب الفلسطيني، في الضفة والداخل المحتل عام 48 وغزة والشتات".

حاضنة المقاومة واسعة وصلبة

وأوضح أبو العدس أن "مما يثير مخاوف الاحتلال أيضا، حجم متابعة مجموعة عرين الأسود على قناة التلغرام، حيث وصل عدد المشتركين فيها إلى أكثر من 230 ألف مشترك، والرقم في تزايد".

وأشار إلى أن "الخطوة الخطرة بالنسبة للاحتلال، تتمثل في حشد العرين للناس، ودعوتهم لتنفيذ أعمال إسناد للمقاومة في أكثر من مرة، مما شكل حالة إلهام وأمل للشباب الفلسطيني".

وتابع أنه "في تقدير الإعلام العبري؛ أصبحت العرين ظاهرة غير قابلة للاجتثاث، وبات حلم كثير من الشباب الفلسطيني الانضمام لها، ومساعدة مقاوميها، مما يشكل حاضنة اجتماعية صلبة".

وأردف أبو العدس أن "الواقع الجديد الذي فرضته العرين في نابلس، أنهى مرحلة طويلة من الهدوء الأمني في المدينة، فعمليات الاعتقال التي كانت تتم بسلاسة، وبعدد محدود من القوات؛ أصبحت مواجهة ميدانية ومعارك اشتباك طويلة".

وذكر أن "دخول المستوطنين إلى قبر يوسف في نابلس، بعد أن كان في بعض الأحيان يتم بسيارات وحافلات إسرائيلية عادية، أصبح عملية عسكرية لوجستية متكاملة، تشترك فيها طائرات الاحتلال المسيرة، والمصفحات، والقوات الخاصة، وجهاز الشاباك (المخابرات)".

حكومة نتنياهو ستفجر الأوضاع

من جهته؛ قال الكاتب والإعلامي نواف العامر، إن "الجيل الجديد من عناصر المقاومة، يمتلك من الجرأة ما يؤهله لإيقاع الخسائر، ورفع مؤشر التصعيد والمواجهة في العام 2023، ومقاومة المحتل بطرق ربما ستكون جديدة في قطع طرقات سير المستوطنين، مما يرفع كلفة الحياة اليومية للاحتلال".

وأضاف لـ"قدس برس" أن "حكومة الاحتلال الجديدة، تعد الأكثر عنصرية وتطرفا وعنفا سياسيا"، مشيراً إلى أن "تركيبتها واتفاقاتها الائتلافية، كشفت عن تفاصيل كافية لتفجير الإقليم، وليس الضفة وشمالها".

وأوضح أنه "بحكم النتائج على أرض الواقع، التي فرضتها القوى المتصاعدة في نابلس وجنين (شمالا)، وحجم النار لمواجهة الاقتحامات، وكم الفشل الذي مني به الاحتلال، وتصميم المقاومين على المضي بالتحدي الفدائي؛ فإن الأيام والشهور القادمة ستشهد مزيدا من التصعيد، الذي لا يُعرف مداه ومؤشره، خاصة إذا تم الاقتراب من الخطوط الحمراء المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى".

ولفت العامر إلى أنه "وفق رؤى الحكومة الفاشية الجديدة في سدة الحكم الإسرائيلي؛ فإن الدم الفلسطيني سيكون الضامن لاستمرار حكومة نتنياهو، ولكن لكل فعل رد فعل؛ مساو له في المقدار، ومعاكس له في الاتجاه".

يشار إلى أن بيانات جيش الاحتلال لعام 2022 المنصرم، وثقت وقوع 285 عملية إطلاق نار في الضفة الغربية، مقابل 61 في 2021، و31 عملية فقط عام 2020.

وأوضحت البيانات أن عام 2022، شهد مقتل 31 إسرائيليا على يد فدائيين فلسطينيين، مقارنة بمقتل أربعة فقط في 2021، وثلاثة في 2020.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"البرلمان العربي" يدعو لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى
أبريل 16, 2024
دعا البرلمان العربي، إلى "تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لزيارة سجون الاحتلال الإسرائيلي للوقوف على الانتهاكات الجسيمة غير الإنسانية التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون داخلها". وأشار في بيان تلقته "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، بمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني" الذي يصادف يوم 17 نيسان/أبريل من كل عام، إلى أن "يوم الأسير يأتي هذا العام مواكبا للتصعيد
"مؤتمر فلسطين" يصدر بيانا شديد اللهجة ويتهم ألمانيا بالتواطؤ مع الاحتلال
أبريل 16, 2024
اتهم المشاركون بـ"مؤتمر فلسطين" في برلين، الحكومة الألمانية بـ"التواطؤ والمُشاركة في جرائم الاحتلال الإسرائيلي البشعة في غزة، وتجاهل مطالب العدالة والإنسانية وقمع التحركات المناصرة للضحية الفلسطينية على أرضها". وكانت الشرطة الألمانية اقتحمت "مؤتمر فلسطين"، الذي نظمته جماعات مؤيدة لحقوق الفلسطينيين في العاصمة برلين، الجمعة الماضية، وقطعت الكهرباء عنه والبث المباشر له، بعدما كانت تضغط في
مركز "العودة" يحذر من خطة إسرائيلية لترحيل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم
أبريل 16, 2024
قال مركز "العودة" الفلسطيني (منظمة غير حكومية مقرها بريطانيا)، إنه قدم تقريرًا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعنوان "خطة السلطات الإسرائيلية لطرد الأسرى السياسيين الفلسطينيين"، والذي قُدِّم وفقًا لقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي 1996/31. وبحسب بيان صدر عن "العودة"، تلقته "قدس برس" اليوم الثلاثاء، فقد حذر التقرير من خطة إسرائيلية لطرد نحو 450 أسيرًا
 سلطات الاحتلال تقرر الاستيلاء على 64 دونما في الخليل لإقامة مستوطنة
أبريل 16, 2024
أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرارا عسكريا بالاستيلاء على 64 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) من أراضي الفلسطينيين في منطقة "البويرة" الواقعة شمالي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، لصالح إقامة مستوطنة سكنية وصناعية.   ويستهدف القرار الذي صدر اليوم الثلاثاء، منطقة حيوية من المدينة، حيث تُعد هذه الخطوة تمهيدا لتهجير السكان من المنطقة الذين يبلغ
قوات الاحتلال تعتقل (25) فلسطينيا من الضفة وارتفاع عدد المعتقلين إلى (8270) معتقلا
أبريل 16, 2024
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الثلاثاء (25) مواطناً فلسطينيا على الأقل من الضّفة، بينهم طفل، وأسرى سابقون. وقالت "هيئة الأسرى والمحررين" (تابعة للسلطة) و"نادي الأسير الفلسطيني" (حقوقي مقره رام الله) في بيان مشترك، تلقته "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، إن "عمليات الاعتقال تركزت في محافظات قلقيلية، والخليل، وجنين، فيما توزعت بقية
مصادر: الاحتلال يقوم بعملية عسكرية لإفراغ بيت حانون وشرق جباليا من مواطنيها
أبريل 16, 2024
قال الصحفي الفلسطيني في شمال قطاع غزة عماد زقوت إن "جيش الاحتلال يقوم في الأثناء بعملية عسكرية إسرائيلية لإفراغ بيت حانون وشرق جباليا من مواطنيها". وأكد زقوت في حديثه لـ"قدس برس" على أن "قوات وآليات عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي تقدمت تجاه مراكز الإيواء في بيت حانون، وقامت باعتقال العشرات من الفلسطينيين". وأضاف:" تم محاصرة مدرسة