عمّان تعلن تأجيل زيارة بلينكن... هل رفضت استقباله؟
قلق أردني من مشاريع إعادة هندسة الشرق الأوسط

عمان - قدس برس
|
أكتوبر 23, 2024 4:31 م
أعلن الأردن، أمس الثلاثاء، تأجيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التي كانت مقررة للمملكة، اليوم الأربعاء.
فيما كشف مسؤول أمريكي، أن بلينكن سيزور السعودية لإجراء مباحثات ضمن جولة إقليمية يسعى للدفع خلالها إلى وقف لإطلاق النار في غزة "بدلا من محطته المقررة سابقا في الأردن بسبب مقتضيات الجدولة".
وجرى اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية الأردني والأمريكي، مساء أمس الثلاثاء، شدّد فيه الوزير الأردني على أنه "لا شيء يبرر استمرار إسرائيل في عدوانها"، وأكد وجوب "إنهاء الكارثة التي تفاقمها إسرائيل في شمال غزة حيث تصعد عدوانها، وتمنع دخول الغذاء والدواء في خرق واضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني" بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية /بترا/.
وطرحت تلك التطورات الدبلوماسية، تساؤلا لدى المراقبين "هل رفضت عمان استقبال بلينكن؟"، وما هي مؤشرات ذلك الرفض؟.
يؤكد المراقب والمحلل السياسي الأردني، حازم عياد، على أن "زيارة بلينكن للمنطقة لا تقدم أي إضافة للجهود الدبلوماسية الهادفة لوقف المجازر الإسرائيلية، بل تقع في مسار تصعيدي ومسار التغطية على العمليات العسكرية الإسرائيلية شمال غزة".
وأشار إلى أن بلينكن منح قبل بدأ زيارته، جيش الاحتلال 30 يوما "من الاستمرار في تجويع أهل غزة إلى حين تحقيق الجيش أهدافه" مشددا على أن بلينكن يهدف إلى التغطية على جرائم حكومة بنيامين نتنياهو وتبريرها.
وذكّر عياد، في حديث مع "قدس برس"، بأن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، تزامنت مع المؤتمر الذي عقده وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش لإحياء الاستيطان شمال قطاع غزة، ودعوة حزب "ليكود" لإلغاء قانون فك الارتباط مع قطاع غزة.
وشدد على أن "الجهود الدبلوماسية لبلينكن "لا تعطل أي من هذه المسارات، ولن تحقق أي إنجاز سياسي، وإنما عمليا للتغطية على العمليات العسكرية الإسرائيلية الإجرامية".
واعتبر عياد، أن وزير الخارجية الأمريكي جاء إلى المنطقة "لتحقيق الاستثمار في نتائج العملية العسكرية وتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي أعلن عنها نتنياهو، ودعا فيها إلى إعادة هندسة الشرق الأوسط".
إلا أنه تساءل "كيف سيعيد الأمريكان والإسرائيليون هندسة الشرق الأوسط، وبلينكن لم يستطع مغادرة مطار بن غوريون في تل أبيب، وأن يحلق بطائرته إلا بعد تنسيق غير مباشر مع المقاومة اللبنانية وحزب الله؟".
وأعرب المحلل السياسي الأردني، عن اعتقاده أن "إسرائيل ما زالت عالقة في حرب استنزاف طويلة وغير قادرة على تحقيق أهدافها الاستراتيجية".
وأشار إلى أن "عمّان غير معنية بالتعاطي مع هذه الدبلوماسية التي لا تعمل بصدق لوقف الحرب ووقف المعاناة الإنسانية للفلسطينيين".
ورأى عياد أن بلينكن شريك مع مستشار الأمن القومي ومسؤول العمليات الأسبق في جيش الاحتلال، غيورا آيلاند، واضع "خطة الجنرالات" للتجويع والإبادة الجماعية شمال غزة "حيث وفر لها الوزير الأمريكي الغطاء الدبلوماسي والسياسي وحتى الزمني حينما منحهم مهلة 30 يوما لإعاقة دخول المساعدات إلى شمال القطاع".
وأشار عياد إلى أن، غيورا آيلاند "أعاد ترتيب أولوياته مؤخرا على وقع الخسائر الكبيرة لجيش الاحتلال بوضع الأردن على قائمة أهدافه... وهي خطط تروق للوزير الأمريكي الذي رفض الأردن استقباله".
وأوضح أن آيلاند، الذي يتحالف معه بلينكن، طالب في مقال نشره أمس الثلاثاء في صحيفة "يديعوت أحرنوت" بوقف الحملة شمال قطاع غزة، والاستعداد للانتقال إلى الجبهة الأردنية".
وأعرب عياد عن اعتقاده، أن الأردن "أرسل رسالة شديدة اللهجة للطرفين الأمريكي والإسرائيلي، حول موقفهم من مجمل التطورات، برفضه استقبال الوزير الأمريكي".