مراقبون: بلينكن في المنطقة لإعطاء نتنياهو مزيدا من الوقت

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة تبحث "إطار عمل جديد لصفقة لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة".
ويرى مراقبون، أن "بلينكن يحاول كسب الوقت لإعطاء فرصة إضافية لنتنياهو للاستمرار في عملية الإبادة في غزة من جهة، وأيضا جاءت هذه الجولة في ظل غياب رؤية أمريكية قبيل الانتخابات الأمريكية".
وتحدث الصحفي المختص بالشأن الأمريكي عماد أبو عواد عن "عدم قدرة الإدارة الامريكية على التأثير على نتنياهو وتحاول تجنب الصدام معه خشية أن ينعكس ذلك على الانتخابات الامريكية".
ويعتقد أبو عواد في حديثه لـ"قدس برس"، أن "بلينكن يريد إعطاء مساحة للعمل في غزة ولبنان ووعود باستئناف عمليات التطبيع أملا في إقناع نتنياهو بتقليل حجم الضربة المزمعة على إيران خصوصا قبيل الانتخابات الأميركية".
وأشار إلى الدعم الأمريكي للاحتلال خلال الحرب، "والذي وصل إلى 22 مليون دولار ليؤكد بأن أمريكا لن تتوانى في منح نتنياهو المزيد من الوقت للاستمرار في الحرب حتى ولو كان هناك هدن أو مفاوضات، لكن بما يضمن استمرار الحرب".
وأكد أن "حماس لن تقبل بأي صفقة لا تضمن وقف العدوان ولن تغير من شروطها فيما يتعلق شاملة تضمن انسحاب الاحتلال من غزة ورفع الحصار وتحرير الأسرى ووضوح إعادة الإعمار ومن سيحكم القطاع في اليوم التالي".
بدوره وصف سليمان بشارات جولة بلينكن بأنها "زياره الوداع لمنطقه الشرق الأوسط قبل الذهاب إلى الانتخابات الأمريكية في ظل عدم وجود أي رؤيه سياسية لأي طرف يمكن أن تفرض على إسرائيل فيما يتعلق في اليوم التالي لهذه الحرب".
وأشار بشارات إلى "عدم وجود رؤية واقعية في إمكانيه الذهاب إلى اتخاذ قرار قائم على إرادة سياسية لإنهاء الحرب في هذا التوقيت وبالتالي هذه الزيارة وهذه الأطروحات هي لا تتعدى عبارة عن كونها حملة من العلاقات العامة التي تقوم بها إدارة بايدن في اللحظات الأخيرة قبل الذهاب الى الانتخابات".
ولفت إلى أن "إدارة بايدن لا تستطيع أن تتخطى وتتجاوز الأهداف الأساسية التي وضعت للحرب والتي ترتبط بها وبدولة الاحتلال والتي تتعلق في إضعاف أو إنهاء محور المقاومة وإعادة تموضع القوة الأمريكية في المنطقه لمنع وجود أي أطراف إقليمية أو دولية يمكن أن تسد الفراغ الذي يمكن أن ينشأ في المنطقة".
وأوضح أن "الولايات المتحدة وضعت العديد من الخطوط الحمراء منذ بداية الحرب بما يمنع ارتكاب المزيد من المجازر في غزة، وفي كل مره يتم كسرها وتتخطاها إسرائيل وتهرع الولايات المتحده للتبرير".
وحذر من أن "زيارة بلينكنتعد مهلة زمنية لتسريع تصفية الوجود الفلسطيني في الشمال، وإعادة هندسة البعد الديموغرافي والجغرافي وفقا لرؤيتها ولما تريده إسرائيل".
ويرى بشارات، أن "ما يتم الحديث عنه حول صفقة جديدة، محاوله لقراءة إن كانت حركه حماس تأثرت بعد استشهاد السنوار أم أنها يمكن أن تقدم تنازلات".
من جانبه أكد الخبير في الشأن الأميركي نادر الغول، أن "الإدارة الأمريكية منذ اليوم الأول وهي غطاء لحرب الإبادة الحاصلة في قطاع غزة وهي مشارك حقيقي وفعلي فيما يحصل هناك. وتمنح دولة الاحتلال مزيدا من الوقت وعلى حساب الدم الفلسطيني".
وأوضح الغول في حديثه لـ"قدس برس"، أن "موضوع الصفقة الإقليمية هو جزء من بالونات الاختبار الأميركية".
وأشار إلى أن "حديث بلينكن عن صفقة إقليمية قد تتجاوز مسألة الرهائن أو الأسرى الإسرائيليين في غزة والحديث عن الاستمرار في صفقات إبراهام التطبيعية".
وأضاف: "يجب أن نأخذ كلام السيناتور ليندسي جرام حول إمكانية حصول اتفاق تطبيع بين المملكة السعودية واسرائيل على محمل الجد. وهو ليس فقط اتفاق تطبيعي ولكن ايضاً اتفاق دفاعي بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية. والمملكة قدمت اشتراطات معينة من الجانبين الاميركي والاسرائيلي مقابل القبول بما يطرح".