هل الاحتلال جاد باستئناف مفاوضات التهدئة؟

أكّد محللون ومتابعون حاورتهم "قدس برس"، بأن "الاحتلال يمارس المراوغة فيما يتعلق باستئناف مفاوضات التهدئة فهو معني بتحرير أسراه، وفي ذات الوقت يرغب بإطالة أمد الحرب والعودة إلى لغة القتل بأي لحظة يريدها، وهو ما لا تقبل به حركة حماس".
حيث قال الكاتب والمحلل السياسي فريد أبو ظهير إن "الاحتلال و الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول العربية ، يدركون بأنه لا يمكن لأي مفاوضات أن تنجح طالما أن الطرف الأهل وهو المقاومة الفلسطينية وتحديدا حركة حماس لم تشارك فيها".
وشدد أبو ظهير على أن "حماس، قد تستجيب للمطالبات باستئناف مفاوضات التهدئة والصفقة ، ولكن ستبقى متمسكة بشروطها، والمتمثلة بوقف الحرب، وانسحاب الاحتلال الكامل من غزة، وإدخال المساعدات وإبرام صفقة تبادل".
ولم يستبعد أبو ظهير أن "تقبل حماس بعض الوساطات مبدئيا لعقد التهدئة مقابل تنفيذ شروط الحركة تدريجيا بدلا من تنفيذها جملة واحدة أو قبل أي صفقة كما كانت تطالب حماس".
كما واستعبد أبو ظهير بأن "تقبل حماس، تحت أي ظرف بأي صفقة ضمن شروط الاحتلال ورؤيتها"، معتبرا القبول بها "انتحار حقيقي".
وحول الحديث بأن "حماس" والمقاومة بعد السنوار ستكون أقل تشددا في الطرح والشروط قال أبو ظهير، إن "حماس تنظيم لا يتعلق ويرتبط بالأشخاص بل بالسياسات والخطوط العريضة والأيدولوجيا والتي لم يعرف عنها أن تغيرت مع ارتقاء قياداتها منذ أن وجدت وخلال مسيرتها السياسية ".
من جانبه قال الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي ياسر مناع، إن "إرسال الوفود في الماراثونات التفاوضية السابقة يأتي في إطار إستراتيجية محسوبة من قبل نتنياهو، الذي يسعى لإظهار أن العقبة الأساسية أمام تحقيق صفقة تبادل الأسرى هي شخصية يحيى السنوار، عبر هذه الرواية، يحاول نتنياهو تبرير التأخر في إنجاز الصفقة".
وأشار إلى أن "تصفية السنوار قد تفتح الباب أمام تقدم ملموس في المفاوضات".
وتابع "هذا التوجه يهدف بالأساس إلى تعزيز موقف نتنياهو السياسي أمام مجتمعه، حيث يريد إظهار أنه يبذل أقصى الجهود لتحقيق الهدف المنشود".
وأردف "في السياق ذاته، تبدو إدارة بإيدن معنية بتحقيق إنجاز قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة، فهي تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية، ترغب في تقديم أي نجاح، ولو رمزي، لتحسين صورتها أمام الناخبين، وتحقيق أي تقدم، حتى لو كان على المستوى الإعلامي فقط، من شأنه أن يُظهر الإدارة في موقف فاعل ومؤثر في الوساطة لإنهاء الحرب".
وبحسب مناع فإنه، "يبدو أن كلا الطرفين، أي (إسرائيل) والولايات المتحدة، لم يتجاوزا مرحلة الشكليات في التعامل مع هذه القضية، حيث أنه الاحتلال ليس جادا في مساعيه لتحقيق اتفاق حقيقي، إذ أن استراتيجيته العسكرية والسياسية لا تزال مرتبطة بتحقيق تغييرات ميدانية، أما الولايات المتحدة، فمن دون وضع تصور متكامل لليوم التالي للحرب، الذي يشمل إيجاد بديل لحكم حماس، وترتيبات أمنية طويلة الأمد تضمن عدم تكرار 7 أكتوبر، فإن أي اتفاق محتمل سيظل غير ممكن".
يذكر أنّ الولايات المتحدة وقطر أعلنتا الخميس الماضي، استئناف المفاوضات بشأن وقف لإطلاق النار في غزة، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من الدوحة إن "الوسطاء يبحثون خيارات جديدة بعد أشهر من المراوحة في مساعي التوصل إلى هدنة استناداً إلى مقترح أمريكي".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، للعام الثاني على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 42 ألفا، و924، وإصابة 100 ألف و833 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.