تخضع لسيطرة السلطة بالكامل.. ما دلالات هجوم المستوطنين على مدينة "البيرة"؟
زاد الهجوم الذي نفذه عشرات المستوطنين، فجر اليوم، على مدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة، وأدى لإحراق عدد من المركبات التي كانت تصف أمام بيوت أصحابها، من "نقمة" الفلسطينيين و"غضبهم" على مواقف السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية.
والهجوم، هو الأول من نوعه، الذي تنفذه عصابات المستوطنين على مدينة تقع في المناطق المصنفة "أ"، وفق اتفاق "أوسلو"، حيث كانت تتركز الاعتداءات على الأرياف والقرى والبلدات الواقعة في مناطق "ج"، وحديثا انتقلت إلى مناطق "ب".
وحسب اتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية و"إسرائيل" عام 1993، والتي صنفت أراضي الضفة إلى 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و "ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و "ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية.
منزل "رئيس السلطة"
يذكر أن مقر إقامة وسكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والمعروف بـ"المقاطعة"، يقعان في مدينة البيرة التي تعرضت لهجوم المستوطنين.
وتساءل فلسطيينون عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وفق رصد لـ"قدس برس"، عن "مدى الحماية والأمن المتوفر لهم حتى في داخل المدن الرئيسية، وعن دور الأجهزة الأمنية في توفير الحماية والأمن والتصدي للمستوطنين، وحجم الاستباحة التي وصلت لها الأمور".
وعلق الناشط مازن علي، بقوله "لا يوجد منظومة سياسية تجبي دون أن تحمي.. إذا تمت الجباية دون الحماية فقد أوشكت النهاية!"، في إشارة منه لمواصلة الحكومة الفلسطيينة التابعة للسلطة، بـ"جباية الضرائب من المواطنين، دون أن تلتفت إلى أهمية قيامها بواجبها بحمايتهم".
فيما قال الناشط منذر حرب: "أقل حق من حقوق أي مواطن يدفع ضريبته وملتزم تجاه الحكومة بكل واجباته، أن تتم حمايته من هجوم المستوطنين".
ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون 1490 اعتداء في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة خلال تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية).
وبالتوازي مع حرب الإبادة على غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في الضفة، كما وسّع المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم، ما أسفر عن 768 شهيدا فلسطينيا ونحو 6 آلاف و300 جريح، إضافة إلى 11 ألفا و500 حالة اعتقال، وفق معطيات رسمية فلسطينية.