ترمب وهاريس.. تنافسا على دعم "إسرائيل" وتجاهلا غزة

يتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين المتنافسين دونالد ترمب (الحزب الجمهوري) وكامالا هاريس (الديمقراطي)، وانتخابات التجديد النصفي لـ"الكونغرس" على توجهات سياسة واشنطن في مجالات رئيسية مثل الاقتصاد والسياسة الخارجية وحقوق الإنسان، لكنها، بحسب خبراء وإعلاميين، "لن تحدث فارقا كبيرا فيما يتعلق بالحرب الوحشية المنفلتة من أية ضوابط عسكرية أو أخلاقية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة ولبنان".

ويقول مدير مكتبة قناة /الجزيرة/ في الأردن، حسن الشوبكي، إن "أولويات التصويت الأمريكية ليست معنية بالضجيج العربي في الفضاء الإالكتروني حيال مآلات صندوق الاقتراع اليوم  (الثلاثاء) في أمريكا، حيث تعلو التوقعات والخيبات والحديث عن دور الأقليات العربية والمسلمة في الحسم لصالح أي من المرشحين".

ويؤكد الشوبكي، لـ"قدس برس" بأنه "لم تكن الحرب على غزة ولبنان من بين المشاكل الثلاث الأولى التي تقلق الناخب الأميركي، بل على العكس، جاءت في المرتبة الأخيرة من بين أكثر من 13 قضية تم اختبارها في قياسات الرأي العام".

ويوضح الشوبكي، وهو عضو نقابة الصحفيين الأردنيين، بقوله: "الحزب الديمقراطي منح في الشهور العشرة الأخيرة للاحتلال ما يزيد على 23 مليار دولار وهو ما لم يحصل عليه في عشر سنوات، والحزب الجمهوري بقيادة ترمب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وهو الوحيد الذي اعتبر أن المستوطنات لا تخالف القانون الدولي بل أن هناك مستوطنة باسمه، ويمكن القول أنه جاهز لتسليم "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية) بالكامل لأصدقائه في ولايته الثانية" .

ويبلغ إجمالي عدد الناخبين المسجلين في الولايات المتحدة حوالي 168 مليون ناخب وناخبة، وتشير التوقعات إلى أن المنافسة
الحقيقية ستتركز في مجموعة من الولايات الرئيسية المتأرجحة، مثل: بنسلفانيا، وأريزونا، وجورجيا، وميشيغان، وويسكونسن.

ويعتبر الفوز في هذه الولايات الحاسمة مفتاحا لبلوغ البيت الأبيض، حيث تتأرجح نتائجها بين الديمقراطيين والجمهوريين، ويلعب فيها الصوت العربي والمسلم واليهودي دورا حاسما.

ولا يعول الشوبكي كثيرا على نتائج هذه الانتخابات ويرى بأنه "لا الناخب الأميركي، ولا الحزبين الديمقراطي والجمهوري ولا الدولة العميقة في أميركا، يأبهون لموتنا وحزننا وحقوقنا وثرواتنا المنهوبة، أيديهم تمتد إلى غيرنا وعندما يتعلق الأمر بنا فأنها تمتد علينا".

مطالبا بوقف "الضجيج والعويل والابتهاج والاهتمام الفائض عن الحاجة والتحليل المكرر".

وفي تقدير الشوبكي فأن "الدرس الأكثر أهمية بعد السابع من تشرين الأول/ اكتوبر، هو التخلص من التبعية لمن تلاعب عقودا بنا، ولا يزال يعبث بحياتنا وحريتنا ولقمة عيشنا ومستقبل أطفالنا".

وخلافا لما يعتقده الكثيرون فإن الناخبين الأمريكيين لا يقومون بانتخاب رئيسهم مباشرة، بل يتم حسم الانتخابات عن طريق للهيئات الانتخابية أو المجمع الانتخابي التي تتكون من 538 مندوبا، وهذا العدد يوازي عدد أعضاء الكونغرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ، علاوة على ثلاثة أعضاء من مقاطعة كولومبيا التي يوجد بها العاصمة واشنطن على الرغم من أنها لا تملك أي تمثيل انتخابي في الكونجرس.

حيث يكون لكل ولاية أمريكية داخل هذا المجمع الانتخابي عدد معين من الأصوات بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونجرس.

ويحتاج الفائز بمنصب الرئيس من بين المرشحين إلى الحصول على 270 صوتا على الأقل من مجموع أصوات أعضاء الهيئات الانتخابية (أو المجمع الانتخابي).

الباحثة والكاتبة الصحافية المتخصصة بالشأن الفلسطيني، الدكتورة نادية سعد الدين، ترى بأنه "لا فرق بين كامالا هاريس وترمب عندما يتعلق الأمر بدعم الكيان الصهيوني على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، فهو خط ثابت تشترك فيه الإدارات الأميركية المتعاقبة، ويشكل جزءا من نمط متكرر كامن في البنية الأميركية وتاريخها. وقد يختلف الدعم في درجته فقط فإما الانحياز المطلق، وإما الانحياز بقدر محسوب وفقا للمصلحة الإستراتيجية الأميركية في المنطقة، وليس لأجل تحقيق قيم العدالة والسلام ونصرة المظلومين".

ولا توقعات إيجابية في عهد الرئيس الأميركي القادم، بحسب الأكاديمية سعد الدين، فالفائز في الانتخابات الرئاسية "سيحمل معه تركة تاريخية يزيد عمرها على القرن في تثبيت ركائز الكيان الصهيوني منذ ما قبل عام 1948 بتمويل استيطان (اليشوف) الزراعي في أرض فلسطين المحتلة، وترسيخه الحقا بمعاول عسكرية واقتصادية وسياسية أسهمت في تهجير الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم واستلاب حقوقهم".

سعد الدين، وهي عضو نقابة الصحفيين الأردنيين ومدير التحرير في صحيفة /الغد/ اليومية الأردنية، تؤكد بأنه "طوال الوقت لم تكن الإدارات الأميركية تملك رؤية واضحة لحل الصراع العربي- الإسرائيلي، وإنما إدارته فقط. وهكذا ستفعل الإدارة المنتخبة في المرحلة القادمة، مع التركيز على مهمة طمس مفاهيم المقاومة واستئصال ثقافتها، وضرب بنيتها التحتية، بخاصة في فلسطين ولبنان، إزاء القلق والتوجس منها بعدما استطاعت، من خلال عملية طوفان الأقصى وجبهات الإسناد، تغيير معادلة الخلل القائم في توازن القوى بين القوة المُستعمِرة والشعب المناضل للتحرر وتقرير المصير".

ولا تستبعد سعد الدين في ندوة ومحاضرة خاصة حضرتها "قدس برس" في منتدى البيت العربي بالعاصمة عمان "تكثيف مساعي إقحام الجسم الصهيوني الغريب في هيكلية الدول العربية والإسلامية توطئة لتبوؤه سدة الزعامة والدولة المركز في المنطقة."

وبينما تفصلنا ساعات على تحديد هوية الرئيس الأميركي الجديد وهوية الفائزين بعضوية الكونغرس، لا تبدو الفوارق فيما يتعلق بالسياسة الخارجية كبيرة وواضحة بين المرشحين لمنصب الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
ترامب: وقف إطلاق النار في غزة "وشيك"
يونيو 27, 2025
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريبا"، مرجحا أن يتم إبرامه خلال الأسبوع المقبل. وأضاف ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالا باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، أنه تحدث أخيرا مع عدد من الأطراف المعنية بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا