قراءة في قرار نتنياهو إقالة غالانت من وزارة الدفاع

أقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، وزير الدفاع في حكومته يوآف غالانت، وفقا للبيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة.
وقال نتنياهو إن "هناك خلافات كثيرة ظهرت بينه وبين غالانت فيما يتعلق بالحرب التي تخوضها إسرائيل".
ومن المقرر أن يحل مكان الوزير المقال وزير الخارجية يسرائيل كاتس. فيما عرض نتنياهو على جدعون ساعر منصب وزير الخارجية.
ويرى د أيمن يوسف استاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية أن إقالة غانتس في هذه المرحلة ربما تعكس الأزمة التي وصلت عليها العلاقة بين وزير دفاع دولة الإحتلال ونتنياهو خاصة مع استمرار الحرب في غزة وامتدادها إلى لبنان.
وأوضح في حديثه لـ"قدس برس" أن غالنت كان يمثل الصوت المعارض داخل حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف وهو أقرب إلى الجيش وإلى أجهزة الأمن والاستخبارات وأقرب إلى المقاربة السياسية والحاجة إلى صفقة سياسية ربما من أجل الاستثمار.
ولفت إلى أن نتنياهو اختار توقيتاً مهماً في ظل انشغال الإدارة الأمريكية في الانتخابات، منوها أن إدارة بايدن دخلت في مرحلة البطة العرجاء ومعروف أنه غالنت هو رجل أمريكا داخل هذه الحكومة وزار واشنطن أكثر من مرة لوحده، وكان يحادث بلينكن وبايدن ووزير الدفاع الأمريكي وبالتالي كان نتتياهو يتوجس منه بشكل أو بآخر إسرائيل.
وأضاف: "بالمقابل كاتس رجل ليس له خبرة في الميدان ورجل يكاد يكون مطيع تماماً وبالتالي عملياً سيكون بنيامين نتنياهو هو وزير الدفاع بما يعني استمرار حرب الإبادة في غزة والإبتعاد عن أي صفقة سياسية مع حزب الله في لبنان وربما تهديد إيران مرة أخرى".
وحذر يوسف من أن الشهور الثلاثة القادمة ستشهد المزيد حماقات نتنياهو إلا إذا خرج الشارع الإسرائيلي بشكل أكبر وصار هناك انتفاضه داخل الجيش اجهزة الأمن خاصة مع الخبر الذي اورده موقع "والا" العبري عن نية نتنياهو اقاله هريتس هليفي رئيس أركان جيش الاحتلال ورينون بار رئيس الشاباك.
بدوره اعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أن القرار ليس مفاجئا، وانه منذ دخول جدعون ساعر للحكومة كان من الواضح أن غاننتس هو خارج الحكومة لكن المسألة مسألة وقت.
ويعتقد ابو عواد ان القرار جاء لتمرير قوانين لها علاقة بالحريديم أولا، ثانياً ليسيطر نتنياهو بشكل مطلق على العسكر لأن يسرائيل كان أحد أكبر المطبلين لنتنياهو ولا يمتلك شخصية وبالتالي نتنياهو استكمل حلقة السيطرة التامة على الحكومة
وأوضح في حديثه لـ"قدس برس"، أن الحكومة الإسرائيلية الآن ستتوائم بشكل كبير للعمل باتجاه ما يريد بنيامين نتنياهو لأن غالانت كان الحلقة الأخيرة من ممثلي الصهيونية الليبرالية التقليدية في إسرائيل وبالتالي هذا الموضوع باعتقادي نتنياهو الآن تخلص منه
وقلل أبو عواد من أهمية الاحتجاجات على قرار الاقالة باعتبار الاعداد القليلة التي خرجت مشيرا إلى حالة من اليأس عند معارضي نتنياهو من إمكانية إحداث التغيير خاصةً في ظل هذه الحرب.
واستبعد ان يكون للتسريبات الاخيرة علاقة مطلقاً لأنها عملياً لم تفصل إلى نتنياهو ولن يتم إدانته في هذه القضية أو حتى التحقيق معه.
وأضاف "قد يكون قرار الإقالة في هذه الفترة لاشغال الشارع الاسرائيلي بهذه القضية والتغطية على قضية التسريبات ولكن هذا احتمال ضعيف جدا".