محللان لـ"قدس برس": مستقبل قاتم ينتظر القضية الفلسطينية في ظل عودة ترامب
تباينت وجهات نظر سياسيين ومحللين فلسطينيين حول مصير القضية الفلسطينية بعد تولي دونالد ترامب سدّة الحكم مجددا في الولابات المتحدة، لا سيما مع القرارات العاصفة والمنحازة بالمطلق للكيان الإسرائيلي خلال فترة حكمه الأولى (2016-2020).
على ترامب أن يعي التحوّلات الجديدة
وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي إن الإدارة الأميركية الجديدة يجب أن تصغي لإرادة الشعب الأميركي والتحول الكبير في أوساط الشباب نحو تأييد حقوق الشعب الفلسطيني، وأن ترفض أخطر مخططات نتنياهو بضم الضفة الغربية ومواصلة سياسة التطهير العرقي. مشيرا إلى أن "الحزب الديمقراطي الأميركي وإدارة بايدن دفعوا ثمن تأييدهم المطلق لإسرائيل وحرب الإبادة التي تشنها على الشعب الفلسطيني وعجزه عن لجم نتنياهو، وقد ساهم ذلك كله في هزيمته في الانتخابات".
وشدد البرغوثي لـ"قدس برس" على أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله الوطني من أجل الحرية الكاملة والكرامة الوطنية بغض النظر عمن يجلس في مقاعد الإدارة الأميركية.
عصر الصفقات السياسية
بدوره، قال المحلل السياسي سليمان بشارات إننا "مقبلون على عصر الصفقات السياسية، والشهران المقبلان هم الساحة الأكثر حرية لنتنياهو كي يرتب أوراقه العسكرية، قبل الانتقال للصفقات السياسية"، لافتا إلى أن إقالة وزير الجيش الإسرائيلي السابق يوآف غالنت يأتي في سياق ترتيب الأوراق تمهيداً لاستغلال هذين الشهرين في سبيل تنفيذ كل ما يريد عسكريا".
وأعرب عن اعتقاده أن ترامب سيعمل على إقرار وتطبيق صفقة مع روسيا وتحييد الحرب الأوكرانية، ليتفرغ أكثر لاستكمال مشروع الاتفاقيات الإبراهيمية.
وأوضح بشارات لـ"قدس برس" أن برنامج الصهيونية الدينية سيكون متاحا للتنفيذ الكامل فيما يتعلق بالضفة والاستيطان والضم، وقد يكون ضمن الصفقة دولة أو كيان فلسطيني سياسي في غزة مقابل القبول بضم الضفة، مضيفاً "لذا فإن حركة فتح ستحاول التمسك بملف الوحدة أكثر في الفترة المقبلة حتى لا تخسر الفرص لأنها ستكون الخاسر الأكبر".
واستدرك قائلا "وقف الحرب في غزة مقابل ضم الضفة وربما ضم مناطق سي بشكل رسمي لإسرائيل، وهذا هو الجزء الثاني من صفقة القرن، بالتزامن مع إطلاق العنان لإسرائيل لاستكمال الاستيطان في الضفة والسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى وتحجيم السلطة بشكل كامل".
وبشأن العدوان على غزة، قال بشارات إن "الاحتلال يزعم أنه حقق ما يريد من تفكيك قدرات المقاومة وتدمير غزة وقيادة حزب الله"، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستكون للمساومة على المواقف السياسية، وقد تكون حماس جزءا رئيسيا من المعادلة، بعد الإقرار الضمني باستحالة هزيمتها.
وخلال فترته الرئاسية الأولى اتخذ ترامب جملة من القرارات الصعبة التي انعكست على مصير القضية الفلسطينية لصالح "تل أبيب"، في مقدمتها قرار اعتبار القدس المحتلة عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل إليها السفارة الأمريكية من "تل أبيب".
ومنذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة، تقدم إدارة بايدن لـ"إسرائيل" دعما قويا على المستويات العسكرية والمخابراتية والسياسية.