الأسير سميح عليوي... تاجر المجوهرات "المقاوم"

رام الله (فلسطين) - قدس برس
|
نوفمبر 15, 2024 5:53 م
أعلنت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" (تابعة للسلطة)، و"نادي الأسير الفلسطيني"، (حقوقي مقره رام الله)، اليوم الجمعة، استشهاد أسيرين في سجون الاحتلال وهما: سميح سليمان محمد عليوي (61 عاماً) من نابلس، وأنور شعبان محمد اسليم (44 عاما) من غزة.
وأعرب عدد من سكان مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية) عن حزنهم الشديد على رحيل عليوي ابن مدينتهم التي ولد بها، وعاش في أحيائها، مؤكدين أنه كان "داعية للخير منتميا لدينه ووطنه".
وأشار جيران وأصدقاء الشهيد عليوي، في حديث مع مراسل "قدس برس" إلى أن الشهيد كان يلازم والده الذي يمتلك محلا للصياغة والذهب، ليرث بعد وفاته مهنته ومحله التجاري "الذي بات ملاذا لكثير من الفقراء الذين يقصدونه كعنوان للكرم" بحسب جيرانه.
ولم يمنع الانشغال بتجارة المجوهرات عليوي من العمل العام ودعم المقاومة، حيث كان ناشطا في "الحركة الإسلامية" ليكون هدفا مستمرا للاعتقال، حيث كان اعتقاله الأول من قبل قوات الاحتلال عام 1988 ليمضي على إثرها عدة أشهر.
وكان هذا الاعتقال هو باكورة اعتقالات أخرى أكلت من عمره ما مجموعة 10 أعوام في سجون الاحتلال، كان آخرها هذا الاعتقال الذي بدأ في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023.
تعرض عليوي، والذي رزق بتسعة من الأبناء، أيضا للملاحقة والاعتقال من قبل أجهزة أمن السلطة التي لاحقته في مصدر رزقه، وأغلقته أكثر من مرة كما صادرت ما لديه من أموال تجارته تحت ذريعة كونها أموالاً تستعمل للعمل الخيري والدعوي والسياسي.
وأصيب عليوي بمرض السرطان قبيل اعتقاله بفترة وجيزة، وتعرض لعملية قص أمعاء قبل دخوله السجن، وبقي يعاني تبعات ومشاكل صحية بعد اعتقاله، إلى أن تدهورت حالته تزامنا مع حالة الإهمال التي تعرض لها الأسرى جميعا والمرض على وجه الخصوص.
وقال معتصم، نجل الأسير الشهيد إن والده عانى في الأيام الأخيرة من تدهور كبير بحالته الصحية استدعت نقله إلى المشفى، مؤكدا أنه حين دخل السجن كان وزنه 95 كيلوغراما فيما أظهرت بعض التقارير من الهيئات الحقوقية التي وصلت مؤخرا، أن وزنه وصل 45 كيلوغراما.
وأكد عليوي الابن، في حديث مع مراسل "قدس برس"، نقلا عن بعض الأسرى المحررين تعرض والده "للتنكيل والتعذيب الشديد، خلال اعتقاله مما أدى إلى تراجع وضعه الصحي مؤخرا إلى أن أعلن عن ارتقائه شهيدا مع الأسير الشهيد أنور اسليم من غزة".
وقد نقل أكثر من أسير عايش الشهيد عليوي، أنه "كان يمضي ساعات طويلة يحضر الطعام لإخوانه... بل يحضر الطعام، وهو يرسل النكات والابتسامات والتعليقات التي تخفف عن الأسرى، وتدخل السرور على قلوبهم".
وقالت "هيئة الأسرى" و"نادي الأسير"، إنّ الشّهيد عليوي واستنادا للمعطيات التي توفرت، فقد اُستشهد يوم 6 تشرين ثاني/نوفمبر الجاري، وذلك بعد ستة أيام على نقله من عيادة سجن "الرملة" إلى مستشفى "آساف هروفيه" علما أنه كان محتجزا قبل سجن "الرملة" في سجن "النقب".
وبحسب "هيئة الأسرى" فإن إدارة السّجون، لم تُعلن عن استشهاده رغم أنها ملزمة بذلك، أما الشّهيد أنور اسليم فقد ارتقى يوم 14 تشرين ثاني/نوفمبر الجاري، في أثناء عملية نقله من سجن "النقب" إلى مستشفى "سوروكا"، بعد تدهور طرأ على وضعه الصحيّ.
والأسير الشهيد عليوي كان معتقلاً إدارياً منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر 2023، واستنادا لزيارة أجراها محامي "هيئة الأسرى" له في تاريخ 21 آب/ أغسطس 2024 في سجن "النقب"، فقد ذكر أنه يُعاني قبل اعتقاله من عدة مشاكل صحية نتيجة إصابته بورم في الأمعاء قبل سنوات، أما الأسير أنور اسليم من غزة، فهو معتقل منذ 18 كانون أول/ديسمبر 2023، ولم يكن يعاني أية مشاكل صحية قبل اعتقاله بحسب عائلته.