أوضاع صعبة يعيشها عمال غزة العالقين بالضفة منذ أكثر من عام

منذ أكثر من عام، يعيش المئات من عمال غزة العالقين بالضفة الغربية ظروفا مأساوية، حيث يمنع الاحتلال لم شمل هؤلاء العمال مع عائلاتهم وذويهم في قطاع غزة، ويضعهم في مصير مجهول منذ أكثر من عام بعيدا عن عائلاتهم في قطاع غزة.
كيف بدأت قصة الإبعاد؟
بعد ساعات على هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، شرعت شرطة الاحتلال بملاحقة عمال قطاع غزة في الداخل المحتل، وبدأت باحتجازهم والتحقيق معهم وتوجيه اتهامات لهم بمساعدة كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، في تزويدهم بمعلومات حول مواقع جيش الاحتلال في مستوطنات غلاف غزة.
وصل عدد المعتقلين آنذاك لنحو عشرة آلاف العمال وفقا لتقارير منظمة "هيومن رايتس ووتش" (حقوقية دولية)، التي أشارت لإفراج الاحتلال لاحقا عن ثلاثة آلاف منهم وإرجاعهم للقطاع بعد أسابيع من اعتقالهم، أما من تبقى منهم فلا يزال مصيرهم مجهولا، إذ يرفض الاحتلال الإدلاء بأي معلومات عن مصيرهم.
أبعدت سلطات الاحتلال عددا من هؤلاء للضفة الغربية قدر عددهم آنذاك بنحو 900 عامل، جرى نقلهم بواسطة عربات نقل عسكرية لنقاط الارتباط العسكري في أريحا، شرق الضفة الغربية.
ما مصير هؤلاء العمال؟
يعيش هؤلاء العمال في الضفة الغربية دون أوراق قانونية، فبمجرد أن وثائقهم تحمل اسم قطاع غزة فهم معرضون للاعتقال مرة أخرى من قبل سلطات الاحتلال التي تحاول الانتقام منهم.
جزء من هؤلاء العمال يبيتون في شقق تم استئجارها من قبل السلطة الفلسطينية وتكفلت بها لاحقا جمعيات خيرية، وآخرون وجدوا أقارب لهم فقرروا المبيت عندهم لحين انتهاء هذه المحنة، وبعضهم قرر المبيت في المساجد والحدائق العامة.
يجد هؤلاء العمال صعوبات في التكيّف والتأقلم مع الواقع الموجود في الضفة الغربية، فهم عالقون في منطقة لا يستطيعون التحرك والتنقل بحريّة.
بالنسبة للضفة الغربية فالأوضاع الاقتصادية ليست بحال جيدة، فقد تأثر اقتصادهم بسبب إغلاق الاحتلال للخط الأخضر وتوقف مئتي ألف عامل عن العمل في الداخل المحتل.
الحنين إلى الوطن
كثيرة هي القصص التي تعكس حالة المأساة التي يمر بها أهالي العمال المحتجزين بالضفة الغربية، من بينهم أسرة العامل سلام، تقول زوجته لـ"قدس برس"، "تزوجت سلام في صيف العام الماضي، ثم حصل زوجي على تصريح عمل قبل شهر من اندلاع العدوان على غزة، واعتقله الاحتلال أثناء محاولته الدخول إلى غزة يوم السابع من أكتوبر، بعد أن شعر بأن وجوده سيمثل خطرا على حياته".
وتضيف "يقيم سلام الآن في مدينة نابلس استأجر بيتا هو وخمسة من أصدقائه، ويعمل حاليا في مصنع لمواد التنظيف، ونتقاسم راتبه بيني وبينه وبالكاد يستطيع أن يكفينا مستلزمات الحياة".
سلام الذي أصبح أبا في الحرب، لم يستطع أن يرى ابنه البكر مصطفى، تقول زوجته "حينما نحادثه ليلا يضل يبكي لساعات، بسبب شعوره بالذنب كونه بعيدا عن ولده، ولم يستطع أن يشاركه اللحظات التي كبر فيها ابنه دون أن يراه".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، لليوم 414 على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.