إعلام عبري: الحياة في الشمال معطلة وادعاءات الحكومة لا يشعر بها المستوطنون

تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية حول إعلان حكومة بنيامين نتنياهو عن إحراز تقدم في الحرب مع لبنان، في حين أنّ النيران التي يتلقاها المستوطنون "تزداد"، حيث "لا تزال الحياة في الشمال معطّلة كلياً".
وقالت صحيفة "هآرتس"، أنّه "بينما تستمر مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، فإنّ شعور المستوطنين بالأمن الشخصي يقوّضه تزايد وتيرة القصف من لبنان وامتدادها اليومي إلى وسط إسرائيل".
وأشارت إلى أنّ -يوم أمس الأحد- كان أحد أكثر أيام القصف كثافة من لبنان منذ بداية الحرب"، موضحاً أنّ أسباب ذلك كثيرة، حيث كان هناك انتقام من "حزب الله" لقصف بيروت في اليوم السابق، مستغلاً الظروف الجوية الشتوية التي تجعل أنشطة سلاح الجو صعبة، بالإضافة إلى رغبة الحزب في إعادة تأسيس معادلة الرد على قصف بيروت بإطلاق قذائف صاروخية على وسط إسرائيل، وربما حتى محاولة مراكمة إنجازات أخيرة في الوعي، مع تقدم مفاوضات وقف إطلاق النار إلى نهاية إيجابية".
وأكد أنّ "خلاصة القول هي واحدة، ألا وهي أنّ الحياة في الشمال لا تزال معطلة كلياً، فيما التشويش اليومي ينزلق أيضاً نحو الوسط".
وأضاف بينما "تعلن الحكومة عن انتصارات وتفتخر بإنجازات الجيش الإسرائيلي، فإنّ شعور المستوطنين بالأمن الشخصي يتقوض مرة أخرى بشكل كبير، بحيث أن حقيقة أنّ سلاح الجو يسبب المزيد من الضرر في الغارات في بيروت والبقاع لا تعزّي سوى قلة".
وتابع أنّه "لا يبدو في هذه اللحظة أنّ هناك تحركاً عسكرياً حاسماً يدفع حزب الله والحكومة اللبنانية إلى الإسراع في التوصل إلى اتفاق"، لكن "إذا توصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النار، فسيكون ذلك من باب الاعتبار الاستراتيجي".
ومنذ 23 أيلول/سبتمبر الماضي، وسعت قوات الاحتلال نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، عدوانه على قطاع غزة، للعام الثاني على التوالي، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.