وجهات نظر متباينة بشأن الاتفاق اللبناني "الإسرائيلي"

تباينت وجهات نظر المتابعين لشؤون الإعلام "الإسرائيلي" بشأن إمكانية اعلان التوصل لاتفاق بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي توقف الحرب الدائرة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
يقول المتابع للشؤون الإسرائيلية ياسر مناع، لـ"قدس برس"، إن المؤشرات تشير بقوة إلى اقتراب توقيع اتفاق بين الطرفين، لا سيما أنه لم تُعلن أي جهة عن فشل جولات المفاوضات حتى الآن، وهناك رغبة جادة من جانب جميع الأطراف في ذلك، وكذلك من إعلان إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية عن قرب التوصل إلى اتفاق.
وفيما إذا كان الاتفاق يمثل فصلًا للمسارات، يجيب: "نعم، الاتفاق هو فصل للمسارات. فالحزب أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الانخراط في حرب شاملة، رغم الجهوزية العسكرية، إلا أن لبنان غير مستعد لتحمل تبعاتها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا".
والثاني: "القبول بتسوية وفق شروط موافق عليها الحزب، ما يتيح له الخروج من المواجهة بأفضل صورة ممكنة. لكن من المهم الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يمكن إنكار أو التقليل وتنصل من كل ما قدمه الشعب اللبناني على مدار عام وأكثر".
ويرى مناع أن "إسرائيل ستسعى إلى تصوير أي اتفاق على أنه انتصار، خاصة أنه تحقق دون وجود الأمين العام، مما سيُعتبر إنجازًا بحد ذاته، كما ستشدد على نجاحها في تحقيق فصل المسارات".
من جهته، يشير المختص في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، لـ"قدس برس"، إلى أن "إسرائيل قبل شهرين حققت انجازات عسكرية وأمنية كبيرة أمام حزب الله، لكن الآن الانجازات تراجعت ولم تعد إسرائيل قادرة على تحقيق اهدافها، ولكن استمرار الحرب لشهرين إضافيين سيقود لهزيمة إسرائيل".
ويضيف: "الانجاز الوحيد الذي يتحدثون عنه في إسرائيل هو فصل ساحة لبنان عن غزة ، واعتقد أن حزب الله يعي ذلك ولن يقبل أن يسجل عليه أنه تخلى عن الخطوط الحمراء للشهيد حسن نصر الله، لذلك اظن ان لدى الحزب ما يعلن عنه في لحظة ما".
ويتابع "كما أن الحكومة الإسرائيلية ليست معنية بالوصول لتسويات في عهد بايدن ومن الأفضل لها تمرير الوقت حتى يأتي ترامب ويضيف ما يمكن أن يكون في جعبته من دعم".
ويؤكد شديد أن "إسرائيل بحاجة وقف اطلاق النار، وليس نتاج طلب أمريكي، والامريكي يعمل وفق الأجندة الإسرائيلية، ومسألة اهداء ذلك لبايدن أو ترامب ليست واقعية لأن الهدية الحقيقية التي تريدها ادارة بايدن أو ترامب هي القضاء التام على حزب الله ولكن حين يتعذر ذلك تراهم يدخلون في دهاليز السياسة والكذب وكأنهم يضغطون على نتنياهو وهو يتردد".
من جهته، لا ينكر الكاتب علي موسى أن "اسرائيل حققت بالقوة التدميرية نجاحات تتمثل في فصل المسارين ودفع حزب الله إلى ما وراء الليطاني وتصفية الصف الأول والثاني من قيادة الحزب وتفكيك جزء من قدراته وادخال تعديل على الاشراف على التنفيذ بادخال الامريكي والالماني وغيرهم".
وأوضح أن ضغط الميدان يفرض نفسه نعم، لكن الحديث عن "إسرائيل" وكأنها رأي واحد يحتاج لوقف إطلاق النار يصعب تطبيقه على الوضع الحالي لأننا أمام صراع داخلي متزامن مع الصراع الخارجي.
ويقول "إذا كان هناك رئيس قادم ولديه ما يقدمه وهناك ترتيبات معه تمت في الغرف المغلقة، فلماذا الاستعجال في وقف إطلاق النار؟ من الأجدى للحكومة الإسرائيلية أن تمرر الوقت وتناور حتى مجيئه والاستفادة مما قد يضيفه لها من دعم.