الرئيس التشيلي: نتنياهو "مجرم حرب" ويجب إنهاء الإبادة الجماعية في غزة

جدد الرئيس التشيلي، غابرييل بوريك، إدانته لما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" في غزة، حيث قتل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 45 ألف فلسطيني، كما كرر وصفه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مجرم حرب".
وأضاف بوريك، مساء الأربعاء، خلال مشاركته في فعالية "عيد الميلاد الفلسطيني من بيت لحم إلى تشيلي، نور الأمل"، التي تنظمها سنويا الجالية الفلسطينية في تشيلي، قائلاً: "في بعض الأحيان، يفضل البعض تجاهل المشاهد المزعجة بسبب تكرارها أو الاعتياد على رؤيتها عبر الشاشات، لكنها تظل حقيقية ومؤلمة. وفي هذا الوقت من العام، حيث نحتفل بعيد الميلاد الذي يرمز إلى الأمل والإنسانية، علينا أن نتحرك ونفكر في معاناة الشعب الفلسطيني في غزة".
واعتبر بوريك، خلال الفعالية التي أقيمت في ملعب "نادي بالستينو" الشهير في العاصمة سانتياغو، بحضور رئيس الجالية الفلسطينية موريس خميس مسّو، وعدد من الشخصيات البارزة، من بينهم وزيرة الدفاع مايا فرنانديز، ووزيرة الخارجية بالوكالة غلوريا دي لا فوينتي، ووزيرة شؤون المرأة أنطونيا أوريانا، إضافة إلى عمدة منطقة لاس كونديس، كاتالينا سان مارتي، أن "ما تقوم به حكومة السيد نتنياهو هو جرائم ضد الإنسانية، ولا يمكننا التغاضي عن ذلك".
كما تحدث الرئيس التشيلي عن حادثة وقعت خلال زيارته لإحدى الجامعات في نيويورك، حيث سأله أحد الطلاب عما سيفعله إذا تعرضت أسرته لهجوم وقتل أفرادها وأُخذوا كرهائن. فأجاب بوريك: "يمكننا أن نناقش رد الفعل المناسب على عمل وحشي كهذا، لكن ما أنا متأكد منه هو أنني لن أعاقب شعبا بأكمله أو أسعى لإبادته بسبب أفعال قلة منهم".
وأضاف: "ما يحدث في غزة يثير مشاعر متناقضة، وكأنه علينا الاختيار بين نوع من أنواع الوحشية. لكنني أؤكد أن الخيار الوحيد هو الوقوف مع الإنسانية".
كما تطرق الرئيس بوريك، إلى مشاركته في قمة العشرين بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية منتصف الشهر الماضي، والتي دُعيت إليها تشيلي، مشيرا إلى أنه طرح خلال الاجتماعات تساؤلات على القادة المشاركين حول ازدواجية المعايير المتعلقة بحقوق الإنسان، قائلاً: "من الصعب فهم الحديث عن حقوق الإنسان بينما يتم غض الطرف عن الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة. الدفاع عن الإنسانية لا يحتمل أنصاف الحلول".
واختتم الرئيس بوريك خطابه بدعوة المجتمع الدولي، وخصوصا الدول الكبرى، إلى تجاوز الأقوال واتخاذ خطوات ملموسة لوقف هذه "المجزرة". مؤكداً أن "عيد الميلاد يجب أن يكون مناسبة للتأمل والعمل من أجل السلام، ليس فقط في غزة، ولكن أيضا في الضفة الغربية."
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يصف فيها بوريك نتنياهو بهذا الوصف؛ إذ سبق وأن أطلق عليه ذات الوصف في 15 حزيران/يونيو الماضي خلال قمة السلام في أوكرانيا التي عقدت في سويسرا. وفي أيلول/سبتمبر الماضي، قالت محكمة العدل الدولية إن تشيلي قدمت طلبًا بالتدخل في قضية جنوب أفريقيا المرفوعة ضد "إسرائيل"، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة. وسبق ذلك في تموز/يوليو، ترحيب تشيلي بالرأي الاستشاري الذي توصلت إليه محكمة العدل الدولية بشأن "العواقب القانونية لسياسات وممارسات (إسرائيل) في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
يُشار إلى أن (620) محامياً تشيليا تقدموا في آذار/مارس الماضي بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير حربه المُقال يوآف غالانت، ورئيس أركان جيشه هرتسي هاليفي، وطالبوا باعتقالهم احترازياً.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ440 تواليا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، وتنفيذ مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95% من السكان.