الاحتلال يواصل خروقاته العسكرية في جنوب لبنان

قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" (الكتلة البرلمانية لحركة أمل)، علي خريس، في كلمة ألقاها خلال حفل تأبيني في بلدة معروب (جنوب لبنان)، اليوم الأحد، إنّنا "نعيش في مرحلة من أخطر وأصعب المراحل ليس فقط على لبنان بل على المنطقة".
وأضاف خريس أنّ "المشروع (الاسرائيلي) اليوم بالإضافة إلى حربه ليس فقط على مساحة الجنوب، بل يشمل المنطقة، اعتمد التدمير الممنهج لإخلائها من سكانها، لكن الشعب الطيّب تحدّى العدو وعاد إلى بيته المدمّر وكأنّه يقول بأنّه لن نتخلى عن وطننا وجنوبنا وأهلنا".
وشدّد على أنّنا "بحاجة إلى وحدة حقيقية في ظل التدمير الذي يعتمده العدو، هذا العدو لم يلتزم بوقف إطلاق النار".
وتابع متسائلاً "أين الدّول الراعية ولجنة المراقبة والولايات المتحدة وفرنسا لوضع حد للعدوان والخروقات اليومية في جنوب لبنان؟".
وأكد أنّ المطلوب "المزيد من التماسك الداخلي والوحدة الداخلية، واليوم بإمكاننا أن نخرج من أزمتنا".
وفي سياق متّصل، أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن "قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم منذ صباح اليوم الأحد، بالتمركز عند مفترق بلدتي عين عرب والماري في جنوب لبنان، في خطوة تؤكد استمرار التوترات على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة".
كما أفادت بأن "جنود الاحتلال قد داهموا عدة منازل في قرية ريحانة بري المجاورة، وهي إحدى القرى التي تشهد تصعيدًا مستمرًا بسبب الأعمال العسكرية الإسرائيلية في المنطقة".
ومنذ 27 من الشهر الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين الاحتلال و"حزب الله" بدأ في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/سبتمبر الماضي.
وحتى الحين، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 280 خرقا لوقف إطلاق النار، بحسب مصادر لبنانية.
ومن أبرز بنود الاتفاق انسحاب قوات الاحتلال تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
وأسفر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على لبنان عن سقوط 4 آلاف و61 قتيلا و16 ألفا و662 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 أيلول/سبتمبر الماضي.
يتزامن ذلك مع مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان نحو 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.