الجالية الفلسطينية في تشيلي تدين تحريض اليهود وسفير دولة الاحتلال ضدها

أعربت الجالية الفلسطينية في تشيلي عن إدانتها "بأشد العبارات" للتصريحات الصادرة عن "المجتمع اليهودي" في البلاد وسفير "تل أبيب" في سانتياغو، متهمةً إياهم بـ"التلاعب بالمعلومات لتضليل الرأي العام وزيادة حالة الاستقطاب".
وتناولت هذه التصريحات مزاعم بأن الهدايا التي قدمتها الجالية الفلسطينية خلال زيارة الرئيس التشيلي، غابرييل بوريك، للنادي الفلسطيني، ضمن فعالية أقيمت في 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري تحت عنوان "عيد الميلاد الفلسطيني: من بيت لحم إلى تشيلي، نور الأمل"، تضمنت ملابس تحمل عبارة "من النهر إلى البحر."
وفي بيانٍ تلقته "قدس برس"، الأحد، أكدت الجالية أن هذه المزاعم "لا تكتفي بتحريف الحقيقة، بل تسهم في تدهور المناخ العام للتعايش في البلاد". وشددت على أن "الادعاء بأن الملابس المقدمة تضمنت عبارة (من النهر إلى البحر) كاذب تمامًا"، موضحةً أن "الهدايا شملت ملابس مزينة بقطع بطيخ، وهو رمز يستخدمه الفلسطينيون منذ أن حظرت (إسرائيل) العلم الفلسطيني بسبب تشابه الألوان".
كما تضمنت الهدايا، وفق البيان، قميصا تاريخيا لنادي "بالستينو" الرياضي، يحمل في تصميمه خريطة فلسطين التاريخية مرتين كجزء من تقاليد النادي، في إشارة إلى الرقم 11. وأشار البيان إلى أن الرئيس بوريك، بروح الدعابة التي يتميز بها، علق قائلًا: "أنا مشجع كاثوليكي حتى الموت"، مما أثار الضحك بين الحاضرين وأوضح عدم قبوله للقميص بسبب ولائه المعروف لنادي "يونيفرسيداد كاتوليكا."
واعتبرت الجالية أن هذه الواقعة تمثل جزءا من "هجمات منهجية" تهدف إلى تشويه صورة الجالية الفلسطينية وحكومة الرئيس بوريك، إلى جانب البرلمانيين والمدافعين عن الحقوق الفلسطينية. وأوضح البيان أن هذه الهجمات تسعى إلى "وصم هؤلاء زورا بمعاداة السامية أو دعم الإرهاب".
وأضاف: "نُدين بشدة هذه الاستراتيجيات، التي تشمل الاتهامات الباطلة، وحملات التضليل، وخطابات الكراهية، التي تُسهم في خلق جو من التوتر والانقسام في تشيلي، مما يُهدد التعايش التاريخي بين المجتمعات المختلفة في البلاد".
ودعا البيان ما سماهم بـ" ممثلي الصهيونية في تشيلي إلى تحمل المسؤولية في تمثيل اليهود التشيليين بشكل مسؤول"، وطالبهم بـ"الامتناع عن تغذية بيئة الكراهية والمواجهة، خاصة إذا كانت قائمة على أكاذيب".
وأكدت الجالية الفلسطينية في ختام بيانها التزامها بقيم "العدالة والسلام والاحترام المتبادل"، مشددةً على أنها ستواصل الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والعمل من أجل وحدة تشيلي في وجه محاولات التضليل والاستقطاب.
وكان سفير دولة الاحتلال في تشيلي، جيل أرتزيلي، قد وصف هدية الجالية الفلسطينية للرئيس التشيلي غابرييل بوريك بـ"العار"، مدعيا أن "رئيس الجالية يدعم حركة حماس". وأضاف أرتزيلي، في تغريدة عبر منصة (إكس) رصدتها "قدس برس"، أن القميص الذي قُدم للرئيس بوريك لابنه المستقبلي، ويحمل عبارة "من النهر إلى البحر"، يُعد "دعوة صريحة للقضاء على (إسرائيل) وقتل ملايين الأشخاص"، وفق زعمه.
كما وصفت، رئيسة الجالية اليهودية في تشيلي، أرييلا أغوسين، الهدية التي تلقاها الرئيس بوريك بأنها " انعدام مطلق للحكمة، وإهانة، وعمل عنيف بشكل مباشر " . وأنها تدعو " إلى محو إسرائيل". وفق زعمها.
وقالت خلال احتفال بما يُسمى "الحانوكا"، مساء الجمعة: "لقد شعرنا أن هناك شيئا لم يحدث أبدا في هذا البلد، وهو أننا نحن اليهود شعرنا بالتمييز وسوء المعاملة حتى من قبل الحكومة "، مضيفة أنه خلال فترة ولايتها لم يستقبلها رئيس الدولة.
واعتبرت أغوسين، أن" هذه المرة الأولى في التاريخ التي لا يتم فيها استقبال الجالية اليهودية من قبل رئيس الجمهورية. "
يُشار إلى أن الرئيس التشيلي غابرييل بوريك، المعروف بمواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني، كرر خلال الفعالية، إدانته لما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، حيث قتل أكثر من 45 ألف فلسطيني. كما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مجرم حرب".
وفي كلمته خلال الحفل، شدد بوريك على ضرورة التحرك لمواجهة هذه الجرائم، قائلًا: "في بعض الأحيان، يفضل البعض تجاهل المشاهد المزعجة بسبب الاعتياد عليها، لكنها تظل حقيقية ومؤلمة. وفي هذا الوقت من العام، الذي يمثل الأمل والإنسانية، يجب أن نفكر في معاناة الشعب الفلسطيني في غزة".