اعتصام لأهالي مخيم "نهر البارد" أمام مقر "أونروا" في بيروت
نظّم أهالي مخيم "نهر البارد" شمال لبنان، اليوم الخميس، اعتصاماً تحذيرياً أمام المقر الرئيسي لـ "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - أونروا" في بيروت، رفضًا للمماطلة بإعادة إعمار منازلهم المدمرة منذ ما يزيد عن 16 سنة.
وقال عضو "الحراك الشبابي الفلسطيني الموحّد في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان" محمد أبو قاسم، إن اعتصام اليوم "يأتي بعد سنوات طويلة حافلة بالمعاناة وأشكال الظلم والحرمان التي تلاحق أصحاب المنازل التي دُمّرت قبل 16 سنة في الأحداث التي شهدها المخيم عام 2007".
وأوضح أبو قاسم لـ"قدس برس" أن "الأهالي في ظل الظروف المعيشية الصعبة وفقدان أدنى مقومات الحياة الكريمة، أصبحوا يعيشون ظروفًا إنسانية واجتماعية صعبة للغاية و يرثى لها".
وأشار الناشط الفلسطيني إلى أن "مطالب الأهالي اليوم هي ضرورة تحديد جدول زمني سريع لانجاز ما تبقى من مشروع إعمار المخيم".
يذكر أن "الحراك الفلسطيني الموحد في المخيمات الفلسطينية في لبنان"، تجمع شبابي نشأ في المخيمات الفلسطينية عام 2019 إثر قيام وزير العمل اللبناني الأسبق، كميل أبو سليمان، بتفعيل قوانين تحظر على اللاجئين الفلسطينيين العمل في بعض المهن.
من جهة أخرى، قال الباحث الحقوقي في "المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان - شاهد"(حقوقية مقرها بيروت)، حسن السيدة، إنه على الدول المانحة "الإيفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها في مؤتمر فيينا ومؤتمر بيروت كي تتمكن الأونروا من استكمال بناء مخيم نهر البارد".
وطالب السيدة الوكالة الدولية بـ "بذل جهد أكبر لتأمين التمويل والإسراع في عملية إعادة إعمار ما تبقى من مخيم نهر البارد، وأيضا إعادة برنامج بدل الإيجارات النقدية".
ودعا منظمة التحرير الفلسطينية إلى "بذل جهود أكبر لتوفير الدعم لاستكمال إعادة إعمار المخيم".
كما وطالب الحكومة اللبنانية بـ "أن تلتزم بما وعدت به من إعادة إعمار مخيم نهر البارد وتسهيل الإجراءات القانونية والإدارية في هذا المجال".
ويقع مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين في منطقة طرابلس شمال لبنان، ويضخم حوالي 40 ألف نسمة.
وتحوّل المخيم في أيار/مايو 2007، إلى محور لمواجهات بين الجيش اللبناني، وجماعة "فتح الإسلام" التابعة لتنظيم "القاعدة"، وقد أدّت هذه الاشتباكات إلى نزوح سكان المخيم وتدميره بالكامل ومقتل عدد كبير من الطرفين.
ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 200 ألف لاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة، يتوزع معظمهم على 12 مخيماً ومناطق سكنية أخرى في البلاد.