مراقبون: إجراءات السلطة في جنين إملاءات دول مانحة وإسرائيل لإنهاء المقاومة هناك
رام الله (فلسطين) - قدس برس
|
ديسمبر 23, 2024 3:24 م
يشهد مخيم "جنين" في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، منذ أيام عدة، حالة من الاحتقان نتيجة استمرار المواجهات والاشتباكات بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من جانب، والمجموعات المقاومة وعلى رأسها "كتيبة جنين - الجهاد الإسلامي" من جانب آخر، إثر محاولة الأولى اقتحام المخيم لاعتقال نشطاء المقاومة.
وأسفرت المواجهات المستمرة منذ أكثر من أسبوع حتى الآن عن مقتل فلسطيني وآخر من عناصر الأجهزة الأمنية، وإصابة العديد واعتقال العشرات، وتزامنا مع ذلك تشهد المدينة والمخيم حالة من الشلل الاقتصادي والاجتماعي وتعطيل للمرافق التعليمية وتحديدا في مخيم جنين.
ورغم عشرات النداءات والبيانات والتدخلات الفصائلية والعشائرية والمجتمعية، إلا أنّ السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية رفضت كل الأطروحات المقدمة، وتصر على اقتحام المخيم وإنهاء الحالة الموجودة فيه بأي ثمن.
وبحسب مصدر مقرب من حركة "فتح" (أكبر فصائل منظمة التحرير) والتي رفضت عدم ذكر اسمها، فإن ما يحصل في مدينة جنين ومخيمها "قرار سياسي ناتج عن إملاءات واشتراطات سواء من قبل بعض الدول المانحة أو الجانب الإسرائيلي بموجب اتفاقيات التنسيق الأمني حيث يقع على عاتق السلطة الفلسطينية دور إنهاء ظاهرة التشكيلات العسكرية في الضفة وإنهاء حالة المقاومة كمقدمة لأي خطوات قادمة".
وبحسب ذات المصدر، الذي تحدث لـ "قدس برس" رافضا الكشف عن هويته، "فإن ما يجري في المخيم يهدف إلى إنهاء حالة المقاومة واستئصالها تماماً كما حصل في مطلع عام 2007، والتي عرفت آنذاك بخطة دايتون الأمنية، والتي طبقها سلام فياض بحذافيرها من خلال اعتقال المقاومين ومحاصرة وتجفيف منابع الدعم وإغلاق المؤسسات وغيرها من الخطوات الأخرى".
وشدد المصدر على أن "السلطة تواجه عقبة كبيرة في إقناع الفلسطينيين بجدوى إجراءاتها في ظل حالة التضامن الشعبي الكبير مع المقاومة وأفراد الكتيبة في مخيم جنين".
بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي مروان القبلاني على أن "هجوم أجهزة أمن السلطة في ظل الإبادة الجماعية التي تجري في غزة، وفي ظل الهجوم الاستيطاني الكبير التي تقوم به مليشيا المستوطنين أمر غير مبرر، ويتنافى مع القيم والمبادئ الفلسطينية التي حددت بوصلة الصراع في اتجاه الاحتلال الذي تنصل من الاتفاقيات كلها التي وقعتها السلطة في أوسلو".
وشدد الأقرع في حديث مع "قدس برس" على أن "ما تقوم به وسائل الإعلام التابعة للسلطة من ترهيب وتهديد لكل من يعارض حملتها الأمنية على المقاومة في جنين، يدل بجلاء على عمق المأزق الذي وصلت إليه، وأنها فقدت المبررات المنطقية في طريقة تعاملها مع كل من يعارض توجهها؛ ولذلك هي تلجأ إلى البلطجة ومحاولة إسكات الأصوات المعارضة" على حد تعبيره.
وطالب بأن "يكون للعقلاء دور في وقف هذا العدوان؛ لأن النتيجة النهائية في صالح المشروع الاستيطاني الذي ينتظر الفرصة لكي يسيطر على الضفة الغربية ولا بد من إسكات هذه الأصوات الناشزة التي تطعن في المقاومة، وتحاول تشويه صورتها، وعلى الجميع أن يعي خطورة المرحلة التي تواجه القضية الفلسطينية".
وأطلقت السلطة الفلسطينية يوم 14 كانون أول/ديسمبر الجاري حملة أمنية واسعة، في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، تستهدف نشطاء المقاومة في المخيم، بحجة محاولة استعادة المبادرة وفرض السيادة.
وأعلن الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني، العميد أنور رجب، آنذاك بأن الأجهزة الأمنية بدأت، حملة "حماية وطن" لحفظ الأمن والسلم الأهلي، وبسط سيادة القانون، وقطع دابر الفتنة والفوضى في مخيم جنين.
وأكد رجب، في بيان، أن هدف هذه الجهود استعادة مخيم جنين من سطوة الخارجين على القانون، الذين نغصوا على المواطن حياته اليومية، وسلبوه حقه في تلقي الخدمات العامة بحرّية وأمان. وتعهد بالمضي وبلا هوادة في إنفاذ وتنفيذ القانون.